بقلم / / عشتار الفاعور
في تمام الساعة السابعة صباحاً بدأ يومي بطريقة مختلفة عن أي يوم آخر لم يبدأ كعادته في الصباح الجلوس مع الوالد و التحدث عن آخر الأخبار و الأحداث التي حصلت على الساحة الدولية و اثناء الحديث سماع صوت الوالدة وهي تنادي على أخي لكي لا يتأخر في دوامه على الأكاديمية وسماع كلمتها الشهيرة " يا كابتن قوم يا حبيبي الله يرضى عليك يا أمي لا تتأخر على دوامك في الأكاديمية " ومن ثم الصباح على الأحباب الذي ينشغل التفكير بهم طوال الليل وكان السبب وراء بدء اليوم بالطريقة المختلفة تماماً عن الروتين اليومي لدينا هو أن الكابتن له يومين يعاني من بعض الألم فذهبنا الى المستشفى منذ الصباح الباكر و خرجنا من منزلنا الكائن في جبل اللويبدة الى مستشفى الاوزميلا ونحن في الطريق كان الحديث يلازمنا طوال الوقت لحين الوصل الى المشفى هو "الإنتخابات النيابية في الأردن " من جهة انه لا يوجد موضع آخر يشغل الشارع الاردني سواه و السبب الثاني وراء طرح اي موضع لتحدث به بغض النظر يعود بالفائدة علينا ام لا هو ان أقوم بشغل الكابتن بأي بموضوع لكي يفكر به ينسى به من خلاله وجعه ....

فتحدث و قال بأن ما يحدث في بلادنا شيء غريب و عجيب فالصور و اللافتات بكل مكان و البروشورات نائمة على الأرض بكل مكان و أينما وقع نظرك تجد الصور العملاقة للقوائم الذي ينتابك شعور غريب عند النظر على القوائم و تسأل نفسك سؤال مواطن بسيط بلهجته العادية البعيدة عن السياسة ( إذا بالصورة مو طايقين بعض و مبين على وجوههم و ضحكتهم كيف بالمجلس رح يحبوا بعض عشان البلد ؟؟) وغيرها من الأسئلة كان يطرحها أخي من خلال الحديث في هذا الموضوع أسئلة لهجتها بسيطة ولكن من أجل الإجابة يجب أن تكون على عمق تام في دراسة الوضع الإجتماعي للمجتمع الأردني

ولكن من جميع الأسئلة الذي سألها لفت إنتباهي سؤال واحد فقط و هو ( عشتار هو كم شخص مترشح للإنتخابات القادمة ؟؟) فأجبته بكل بساطة بناءً على آخر معلومة نشرها مركز راصد يوجد ١٢٩٣ مرشح و يوجد ٢٠ مرشح قاموا بإلغاء طلباتهم يعني تستطيع أن تقول ١٢٥٠ مرشح يتنافسون من أجل الجلوس تحت قبة البرلمان فأجابني جواب غريب ولكنه بسيط في نفس الوقت من أي مواطن أردني ( إذاً عشان هيك أنا بشوف كل عامود كهرباء عنا ببلادنا محطوط عليه لافتات لانو يا دوب يا خيتي يكفي العدد إلي نازل ) ..

في هذه اللحظة لم أستطيع التكلم أو الرد أو الأخذ و العطاء في هذا الموضوع و أصبح كل عامود كهرباء يلفت إنتباهي من ناحية الكم الهائل من اللافتات التي تلتف عليه لا تريد ان تتركه حتى و صولها إلى غايتها -مجلس النواب- و بعد العشرات من الأمتار و جدنا عامود واحد فقط و هو أول عامود لا يوجد عليه أي لافته فنظرنا أنا و أخي إلى بعض و ضحكنا و قلت له " هاد أشرف عامود شفتوااليوم من وقت ما طلعنا من البيت " ....فضحك أخي بصوت مرتفع ضحكة أنسته وجعه الذي يعاني منه و قال لي " شو عندو إرادة هاد العامود صامد و بقاوم و رافض إنو ينشرى و ينباع بس ل أكم يوم لوقت ما تخلص الإنتخابات جد يا خيتي من قلبي كل الإحترام و التقدير لشخص العامود الشريف ......) إلى هنا توقف الكلام مع قرب وصولنا إلى المستشفى و لكن بقي السؤال الذي يراودني كم عامود يوجد لدينا في بلادنا قاوم و صمد في وجه هذه المعركة ؟؟؟؟
*نقلاً عن الاردن العربي

حول الموقع

سام برس