بقلم/ محمود كامل الكومى
فى عصر البترودولار الذى صار فغدى وبال على أمتنا العربيه وشعبها فى كل الأقطار , يوم أن بدى مجلس التعاون الخليجى واقع على الأرض كآليه صهيونيه ترمى الى تشييع الجامعه العربيه الى مثواها الأخير للتتفرغ حكوماته بأوامر صهيونيه أمريكيه بتمويل حملات تدمير الدول العربيه وتسيير الحملات الأعلاميه التى تمارس الديماجوجيه على الشعب العربى لتخلق الفتن والشائعات والحروب النفسيه التى تجعل من العنف بديلا للحوار والجدل الذى يفضى الى الجهل مكان المناقشه والحوار ليضحى العدو الصهيونى صديق والأخ العربى عدوا , هكذا فعل بنا البترودولار وأعلام الخليج العار ومحلس التعاون الخليجى صنيعة التتار.

فى تلاحق الأحداث سنقصر تواطؤ الجامعة العربيه وقطر والأمارات والسعودية على أرضنا الليبية وشعبها العربى , على أمل تأجيل الحساب عن مافعلوه فى سوريا واليمن , الى أن يستنطق الله أعتراف أسيادهم فى الناتو بجرائمهم الشنعاء وقتلهم للأنسان العربى وتدمير الأوطان فى سوريا واليمن وعلى مدار الساعات والأيام والشهور والسنوات .

دعت جامعة الدول العربية فى 12 مارس 2011مجلس الامن الدولي الى فرض منطقة حظر جوي في ليبيا -وقد مهَّد هذا القرار الطريق لإصدار قرار مجلس الأمن رقم 1973 في 17 مارس/آذار 2011 القاضي بتدخل قوات الناتو، وتخويلهم صلاحية فرض الحظر الجوي ومراقبة نجاعته بمشاركة دول عربية، هي: قطر، والإمارات، والكويت. ومما سهَّل موقف الجامعة بهذا الخصوص، علاقات القذافي السيئة في حينها مع عدد من الدول العربية لاسيما دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية وقطر..

تدخل طيران الناتو ومعة قوات جويه من دول مجلس التعاون الخليجى , ولم يكن للطيران الليبى دور يذكر فى سماء ليبيا ,بما يعنى ان سماء ليبيا كانت خاليه من اى طيران الا طيران الناتو واتباعه الخليجيين بما يعنى ان الحظر كان مفروضا دون حاجه لمن يفرضه ورغم ذلك قام طيران الناتو وطيران الدول الخليجيه المذكوره بتدمير قوات الجيش الليبى وتدمير البنيه التحتيه الليبيه ومنشآت النفط وبعض الموانى وقتل العديد من شعبنا الليبى وتشريد حوالى 3 ملايين منهم أصبحوا بلا مآوى بعد تدمير منازلهم ومتاجرهم وكافة ممتلكاتهم , وهنا كان التجاوز حتى لقرار مجلس الأمن المفبرك والخالى من مبررات صدوره .

الا أنه وأمعانا فى تدمير ليبيا وقتل شعبها فبركت دول الناتو مسوغ تبرير ذلك خلافا للواقع حين صدرت منافستو اشتمل على العباره الآتيه "فإن ما ارتكبه النظام السابق من جرائم جسيمة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني كان المسّوغ أو الحجة القانونية التي ارتكز عليها مجلس الأمن لوضع ليبيا تحت الفصل السابع،واتخاذ بعض التدابير غير القسرية طبقا للمادة 41 من الميثاق أولا, ثم باتخاذ تدابير قسرية تقضي باستخدام القوة ثانيا؛ وذلك لعجز التدابير المتخذة وفقا للمادة 41 في وقف تلك الانتهاكات."

دمرت ليبيا وقتل شعبها وشرد الملايين وباتت الثروه النفطيه مهب الريح تنهب على مدار السنوات , والسبب الأساسى فى حريق ليبيا الى الآن كان قرار الجامعة العربيه الذى وقفت خلفه قطر والسعوديه والأمارات وتدخل قواتها الجويه بالأضافه للكويت
ومازالت النار تحرق ليبيا الى الآن بفضل ماسكبوه هؤلاء من بترول لزيادة الأشتعال .

والآن وبعد مرور السنوات والحريق مازال يرعى فى البنيه الليبيه , يعترف الجناه بفعلتهم الشنعاء وأذنابهم فى الخليج فى بلاهه يرتعدون .

أوباما أول المعترفين بخطأ التدخل فى ليبيا , والبرلمان البريطاني يعترف بخطأ التدخل العسكري في ليبيا.. ويبريء القذافي من مجازر بنغازي المفترضه , وهو مايفقد قرار مجلس الأمن شرعيته ومن قبل قرار الجامعه العربية , ومما يدين الجامعه العربيه ما قاله ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية، تعليقا على تقرير لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني بشأن قرار التدخل في ليبيا، "إن قرار التدخل في ليبيا كان قرارا دوليا بناء على طلب من جامعة الدول العربية، وأذِن به مجلس الأمن الدولى " – أما فرنسا التى تزعمت التدخل بتشجيع خليجى فقد اعترف ‏رئيس وزرائها السابق "فرانسوا فيون"، بخطأ بلاده في الدخل العسكري في أحداث ليبيا عام 2011. وقال رئيس وزراء فرنسا السابق، خلال فترة حكم الرئيس السابق "نيكولا ساركوزي"، إن تدخل بلاده عسكرياً كان خطأً، لإنه كان من المفترض التقيد بتطبيق الحظر الجوي فقط. ونقلت وسائل إعلام عن فيون قوله في تصريحات نسبت إليه اليوم الأربعاء، "لقد اخطأنا في تقييم الأمور وتحليل الوضع في ليبيا، خلال أحداث فبراير عام 2011".
ويبدو أن الأهم هو ما قاله سيلفيو برلسكوني، رئيس وزراء ايطاليا، الذي شاركت بلاده في التدخل العسكري في ليبيا حين أعترف في مقابلة مع وكالة انباء "اينا" الايطالية الرسمية، ان ليبيا لم تشهد ثورة، وان بريطانيا وفرنسا هما اللذان "فبركا" هذه الثورة لتبرير تدخلهما العسكري من اجل الاستيلاء على النفط والغاز الليبيين، والشعب الليبي كان يعيش اوضاعا معيشية جيدة وبلده مستقر" وهنا مربط الفرس وكيف تعاون حكام الامارات وقطر والسعوديه لتحقيق ذلك نكاية فى القذافى عدوهم اللدود .


أن الدور العلنى للأعلام الخليجى فى التمهيد لهذه المؤامره كان واضحا وجليا خلال فترة الحرب على ليبيا وقبلها ولايخفى مابثته قنوات الجزيره القطريه والعربيه السعوديه وسكاى نيوز وابو ظبى الأمارتيتين واتباعهم من فبركات وأكاذيب وأضاليل بتمويل من شركات خليجيه ومكاتب للموساد فى قطر والأمارات تتخفى وراء شركات سياحيه وتجاريه فى الدوحه ودبى بالتعاون مع أجهزه بريطانيه وفرنسيه وظفت خصيصاً من اجل خلق حاله من انعدام الوزن للرأى العام العربى ببث الأكاذيب وطمس الحقائق ووصم كل من يعارض التدخل العسكرى بمعاداته للأنسانيه .

بعد الأعتراف ..خاصة ماقاله برلسكونى بأن الشعب الليبي كان يعيش اوضاعا معيشية جيدة وبلده مستقر..وتبرأت البرلمان البريطانى للقذافى من مجازر بنى غازى وبعد أن أنجلت الحقائق عن المؤامره .. حيث الأعتراف سيد الأدله , وحيث ما آتته الجامعة العربية وحكام الخليج "بأستثاء سلطنة عمان" ضد ميثاقها ويشكل جريمة ضد الأنسانية بستعدائها دول حلف الناتو على ليبيا ومشاركتها قواتها بقوات جويه أدت لتدمير دوله عربيه وأهدار ثرواتها خاصة النفطية وقتل شعبها وتشريد 3 ملايين ليبيى وقتل رئيسها معمر القذافى وعلى هذا الأساس , تضحى قائمة الأتهام طويله ضد الفاعل الرئيسى فى تلك الجريمه وهم :

1- الجامعة العربية 2- دول مجلس التعاون الخليجى باستثناء "سلطنة عمان"

ويبقى فى رقاب حكوماتها دم شعبنا الليبى الى يوم الدين , لكن الى أن يحين القصاص الألهى , يبقى الأمل فى شعبنا العربى لكى يقتص لشعبنا الليبى المغدور .
*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس