بقلم / محمد العزيزي
● كاميــرات حراريــة وأقمــار صناعيــة ؛ طائرات بــدون طيار وأخرى إستخباراتيــة وطائــرات تزويــد الطائــرات بالوقــود وطائــرات الـــ(إف 16 (والـــ(إف 15 (وطائــرات الأباتشي إلــى جانب المدافــع والدبابات والمدرعــات الذاتيــة الحركــة والثابتــة والمتنقلــة وجيــوش مستأجرة وأخــرى محلية ؛ كــل ذلك سقط تحت أقــدام الجيش اليمنــي واللجان الشعبية حافي القدميــن وبسلاح الكلاشنكوف .. وبس .هذا هو الشعب اليمنــي العظيم وجيشه الباسل الكــرار الذي لا يتوارى حين يقبل على معركة يدافع عن أرضه وعرضه . قبــل هــذا كله ومــن المعــرف بــأن كل جيــوش العالــم تبنــي قواتها العسكريــة على أشياء متعــددة وكثيرة أساسية وثانويــة ومن أهم هذه الأسس والمعايير أن يكون لدى الجيش عقيدة وانتماء في المقام الأول، ثــم يأتي بعــد ذلك التدريــب البدنــي والتخصصي والقتالــي والخطط والتكتيــك العسكري خلال المعارك والحــروب ؛ والركيزة الثالثة السلاح ونوعيــة وحداثــة هــذا الســلاح .. والأهــم من كل مــا سبق هــي العقيدة والشجاعــة والإقدام والبسالــة التي يتحلى بها هــذا الجيش في تنفيذ كــل تلك المهــام القتالية على أرض الواقع كما هــو حال الجيش اليمني في الحدود . كلنا شاهدنا عددا من الفيديوهات التي بثها الإعلام الحربي ووثقها أثنــاء العمليــات العسكرية علــى الحــدود اليمنية-السعودية واقتحام الجيــش اليمني واللجان الشعبية للمواقــع العسكرية وسط هلع وذعر ورخــاوة وفــرار أفراد الجيش السعــودي من ثكناته ومواقعــه العسكرية تاركــا وراءه العدة والعتاد والسلاح الحديــث والتكنولوجيا ومستلزماته الشخصية غنائم للجيش اليمني .

هشاشة الجيش السعودي ووضاعته وضعفه وظهوره بتلك الصورة الرخــوة والهزيلة التي لم يسبق لأي جيش فــي العالم أن ظهر لها يؤكد حقيقة بأن نظام السعودي الملكي الوراثي ليس لديه جيش ولم يقم هذا النظــام على بنــاء جيش قوي ؛ وهذا الوضع طبيعــي جدا ؛ لأن الأنظمة ً يحمي كيانها ً قويا الملكية وبالذات مملكة آل سعود التي لا تريد جيشا ونظامها خوفا من الانقلابات العسكرية مسندة مهمة الدفاع عليها إلى الأمريكــان والبريطانييــن ؛ كلنا نعــرف أن المنطقة العربيــة في العصر الحديــث والقــرن الماضــي شهــدت انقلابــات عسكرية وكــان العسكر والقيــادات العسكرية هــم من يقومون بهذه الانقلابــات والسيطرة على نظــام الحكم والسلطة كما حدث في العراق ومصر وليبيا ولبنان واليمن والســودان وسوريــا وغيرها من الــدول العربية ؛ وكانت هــذه الانقلابات خيــر واعظ لنظام المملكــة السعودية في اعتمادها علــى استراتيجية تكويــن جيش هــش؛ فرار وذلــك خوفا مــن الانقلابــات العسكرية التي شاهدتها المملكــة من وقت إلى آخر وأطاحــت بأنظمة وحكام وبالذات عقب الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة

. ولهــذا الحال المتعمد للجيش السعــودي حاول نظام آل سعود إلى جانب الحماية الأمريكية والبريطانية _ تعويض وتغطية ركاكة وهشاشة وعدميــة الجيــش السعــودي بالإمكانيــات الحديثة والســلاح النوعي والحديــث والطائرات التي طياريها من الأجانب ؛ وتخزين كميات هائلة من هذا السلاح ممــا جعلها من أوائل الدول في شراء السلاح والتسليح .. يواكــب كل هذه الإمكانيات آلة إعلامية ضخمة وهائلة مهمتها الترويج والتضخيم بقــدرات السعودية الرهيبة من الســلاح والجيش المحترف فــي استخدام هذا السلاح بغرض إيصــال رسالة إلى الداخل السعودي ودول الجــوار والإقليــم والعالــم مفادها أنهــا أي السعوديــة تمتلك قوة رادعة من السلاح الفتاك والجيش النوعي وتحت شعار « أنا قوي« .

كل هذه الهالة الإعلاميــة والقوة المزعومة والسلاح الفتاك و(الجيش المؤهل) تهاوت وسقطت تحت أقدام الجيش اليمني الحافي الذي يقاتل علــى طــول 1400 كيلو متر علــى الحدود وعلى 2500 كيلــو متر المحيط البحــري للجمهورية اليمنيــة وعلى الجبهات الأخرى عــلاوة على ذلك لديــه مهمة حفظ الأمن في المدن ومحيطهــا الأمني ومع ذلك يتوغل في ً؛ وعلى الرغم من ً بسيطا ً تقليديا العمــق السعودي وهو لا يملك إلا عتــادا ذلك استطاع اختراق الكاميرات الحرارية والطائرات والهالة الإعلامية .

مــن يتابع اليــوم المحلليــن العسكرييــن والاستراتيجييــن سيجد أن الجميــع يتحدث بإعجــاب منقطع النظير عن شجاعــة وقوة وبأس وشراســة المقاتل اليمنــي في المعارك وهــو يواجه بإقــدام وبسالة كل ذلك السلاح النوعي وكيف حــول الجيش اليمني الكرار سمعة الجيش السعودي الفرار وجعله مدعاة للسخرية لدى المتابعين وجيوش العالم وبنظــر الشعوب والمفكرين والمحلليــن الاستراتيجيين والعسكريين ؛ حيــث بدأت المعاهد العسكرية والبحثية المتخصصة بدراسة العوامل والمؤثرات والأسباب التي جعلت الجيش السعودي يظهر بتلك الحالة المهينة والمستوى العسكري الهزيل أمام بساطة الجيش اليمني عدة ً وإمكانيات وتدريبا. وعتادا شكــرا للجيــش واللجــان الشعبية علــى هذه الــروح القتاليــة التي لا توصــف .. تحيــة لكــم رفعتــم رؤوسنا أمام شعــوب العالــم وأسقطتم الغطرسة والغرور والكبر لمملكة المليارات .
*نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس