بقلم / عبد الرحمن بجاش
في رومانيا هناك يوم للقراءه , حيث يفرش احد الشوارع في كل مدينه , وكل من لديه فائض من كتب , او يهمه ان تقرأ الاجيال اللاحقه , أوان يتبادل الناس المعرفه فيما بينهم , فتجد ان كل مواطن روماني يرتفع بالقراءة وهي المدخل الى العلم والتعلم والتعليم والثقافة بمفهومه الاشمل , يرتفع بمقياس جمالها الى الذرى !!! , فعند ان يلفتك او تجد الكتاب الذي تريد , فتاخذه وبينما تكون قد افرغت ما في حقيبتك بين غابة الكتب , فتضع ورده , قال احدهم وقد اشرت الى ذلك خلال موضوع سابق : وهل هذا وقته , يعني هنا حرب وانت تكتب عن الورده والكتاب , فلم ارد عليه , لان قارئا تعتبره مدركا لمغزى ما تكتب لا يفهم, فيصبح الرد عليه مضيعة للوقت , يومها في التعليقات علق الاخ عبد الصمد القليسي عليه بان الحرب لا توقف الحياه .

في اوروبا وفي العوالم التي تبني ولا تهدم , تمشي ولا تعود الى الوراء فيدركون ويعملون من اجل التقدم , والتقدم لا يمكن ان يتم الا من خلال التراكم المعرفي , والمعرفة لا يمكن ان تحدث الا بالقراءه , والكتاب سواء اكان ورقيا او الكترونيا ما يزال خير صديق في الانام ......!!! , وانظر فشعرنا يتغنى بخير صديق , وفي حياتنا صار الكتاب خصيمنا , فشبابنا لا يقرؤون البته , ولا احدا يشجعهم على القراءه , وفي المدارس لا توجد حصص ثقافه عامه , وفي الجامعات لا توجد سوى تليفونات يتأبطها الذاهبون والآيبون يتبادلون من خلالها كل ما هو سمج الا من رحم ربي !!! .

في الريف , دعوني افش غلٍي قليلا , فقد عملت ذات لحظه على تزويد ما تمنيته تاسيسا لمكتبة مدرسة قريتي , على ان اوفر الارضية من كتب ذهبت الى الصديق خالد الرويشان يومها كان يقود صنعاء عاصمة للثقافه , فحملني ما اردت , والى صديقي واستاذي اولا د. عبد العزيز المقالح فطلب الى امين المخازن ان يتركني اختار ما اشاء , ومن مكتبتي المتواضعه اخترت كتب مهمه , ارسلت ما جمعت الى قريتي , ووجدت في العام 2006 من ابدى استعداده للدعم بتجهيز المكتبة من الارفف الى كراسي المطالعه , طلب فقط من ياتي اليه , كنت يومها احدثه عن الامر وقد ترافقنا بالصدفة الى باب المندب , لكن وقولوها معي : سحقا للحزبيه المقترنه بالتخلف والجهل !!! ولن ازيد , فقبل ايام سالت احد طلبة المدرسة عن مصير الكتب , قال : لا يوجد شيئ !! , كما قال الاستاذ الاباصيري في مدرسة المشاغبين : النتيجة النهائيه لم ينجح احد .

في ايطاليا حيث الخبر اليقين , هناك من نسميهم بالنصارى والكفار و (( لن يدخلوا لجنه فهي حقنا )) , قررت الحكومه الايطاليه ان تصرف لكل شاب بلغ 18 عاما مبلغ 500 يورو كمنحه ثقافيه لينفقها على اشياء , مثل الكتب , والسينما والمتاحف , والحفلات , - لو قرا هذا العديني في تعز لهاله الامر وعمل خطبة الجمعه يندد بدخول المتاحف فكيف لو قلنا حفلات موسيقيه - , والخطوة الرمزيه لتذكيرهم باهمية القراءة والثقافه , ولن يراقبوهم فهناك تربو على الا يكذبو , مش مثل صاحبي الذي قالت له المدرسه الروسيه : عبد الله هل يعود الاموات عندكم , فاستغرب !! , عقبت : هذه المرة العاشرة التي يموت فيها والدك , الانكلنا نرى الشباب عمر 18 عاما , كل شاب يحمل كتاب ((كلاشينكوف)) , امس الاول رايت شابا يحمل كتابا جديدا ((كلاشينكوف)) ولكن ابو صحن دائري .
لله الامر من قبل ومن بعد .
*من صفحة الكاتب بالفيس بوك

حول الموقع

سام برس