بقلم / محمود كامل الكومى
الى الهاوية - " شؤول " بالعبرى .. نزل جثمان السفاح بيريز لينهال عليه التراب رغم التابوت المغطى بلوح اِلا أن التراب ما ان رأى ذلك الجثمان حتى غطاه من كل مكان ، ليصرخ الحاخام الأكبر بأعلى صوت اِنها الاِهانه ، لكن يعاجله صدى أطفال قانا من بعيد ، مردداً أنها بداية الوعيد ولظى جهنم الشديد.

بيريز يستحق لقب مجرم حرب فهو من شارك فى قيادة "العدوان الثلاثى" على مصر عام 1956، وفى كل حروب إسرائيل اللاحقة ضد مصر وسوريا والعرب كقائد عسكرى أو سياسى.

وشغل بيريز السفاح مناصب عديدة، ابتداء كمساعد لبن جوريون فى مقر قيادة "الهاجاناة" – العصابات الصهيونية التى كانت النواة الأولى لجيش الاحتلال -خلال نكبة فلسطين عام 1948 والتى قتلت الآلاف من شعبنا الفلسطينى وشردت الملايين ، كما أنه مؤسس المفاعل النووى فى "ديمونا" بصحراء النقب , فهو فاعل أساسى من أجل تدمير البشريه .

1995 عين رئيسا للحكومة ووزير الدفاع، وشن عدوان "عناقيد الغضب" على لبنان الذى تخلله مذبحة "قانا"التى أدانها العالم لما اجتوت عليه من جرائم ضد الأنسانيه بقتله الأطفال والتمثيل بجثثهم واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا فى العدوان على لبنان.
ويبقى بيريز أخر الآباء المؤسسين للكيان الأسرائيلى على أرض فلسطين وأحد المؤسسين للأرهاب الصهيونى.

الأساس "كامب ديفيد"والسادات ومن هيؤا له بيت الدعاره الأسرائيلى من أجل النكاح سواء الحسن أو الحسين وآل سعود وهاهو يصل الى أعلى قمته الآن فى القدس المحتله حيث مراسم جنازة السفاح بيريز يجلس " أبو مازن" محمود عباس وسامح شكرى ممثلا لرئيس مصر وممثلين عن ملكى المغرب والأردن والمفاجأه ممثل لسلطنة "عُمان " وبدت شخصيات بحرانيه وقطريه وأماراتيه وبالطبع سعوديه انها هنا من أجل تشييع بيريز السفاح وتمنياتها له ودعائها لروحه بالبعث مؤكدين على أن البعث خاص ببني إسرائيل فقط دون العالمين، فعنصرية بنى أسرائيل تستمر بينهم وبين بقية البشر حتى بعد الممات , وكان فى الحضور العربى الرسمى اللافت تأكيد وتشجيع لقطعان المستوطنين بأقامة المزيد من المستوطنات على الأراضى الفلسطينيه , لكن يبقى الحضور الرسمى العربى فى هذا الجو المفعم بالترانيم الدينيه اليهوديه موافقه رسميه على السماح للمتطرفين اليهود وحاخاماتهم بالمزيد من الهجمات على المسجد الأقصى ومنع أقامة الشعائر الأسلاميه فيه , وكذلك المضى قُدما فى الحفريات تحته حتى تميد جدرانه وتتهدم ليخرج الهيكل المزعوم الى عالم الوجود فى جو من التهليل والشخير من جانب حاخامات بنى صهيون وليكون ذلك قربانا لروح السفاح بيريز يقدمها اليه الحضور الرسمى العربى الآن فى القدس المحتله , وخلال احتفالهم بمراسم جنازته.

التردى الآن غير مسبوق فالوضع الرسمى العربى فى عمالته حتى النخاع ... فالحكم السعودى يسعى للنيل من ايران وتركيا تعادى مصر ومصر تعاديها , وذلك مقصودا لتهيمن أسرائيل على المنطقه بما يدفع معظم الحكومات العربية الى أن تتقرب منها وتخاطب ودها من اجل رضاء العم سام , أن الشعب العربى يدرك جيدا ذلك ويعى أن الصراع مع العدو الصهيونى صراع وجود وليس صراع حدود ومن هنا كان ايمانه "ب جمال عبد الناصر" حتى بعد 46 عاما على وفاته , وهنا انفصام تام بين الشعب العربى والنظام الرسمى العربى فى غالبيته حيث التهافت على أسرائيل بسبب ارتهان شرعية معظم النظم العربيه للغرب وأمريكا وليس للداخل الذى يفرزها من خلال صناديق اقتراع حره ونزيهه , لكنها تلجأ لأمريكا لتوفر لها الشرعية والحماية والدعم ولكى يتحق لها ذلك لابد أن يمر عبر بوابة أسرائيل , ومن هنا كان مغزى الحضور الرسمى العربى الى القدس لحضور جنازة السفاح بيريز فيكون ذلك مبايعة للسفاح نتياهو على دمويته فى قتل الشعب الفلسطينى و العربى , ومسايرة حكام الغرب الأمريكى فى تأبينهم له بأنه رجل السلام الذى حقق سلامه من خلال سفك دماء الأطفال الصغار الأبرياء فى قانا وقتل اشعب العربى فى مصر وسوريا ولبنان وفلسطين .

" القاديش" أنها الصلاة على روح السفاح ..ينظر الحاخام الصهيونى الى الوفود العربية ان تشارك بالصلاه ,لكنها تكتفى بالأمساك بالمباخر وتواصل النفخ فى البخور الذي يحرق عادة عند دفن الملوك وعلية القوم، في تفرقة أخرى بين أموات الأغنياء عن غيرهم،وبمايدلل أكثر على عنصريتهم البغيضه , ويبقى الأصل أن هؤلاء العُربان يتمسكون بما درجوا عليه طول الزمان من حمل مباخر النفاق والرياء , لكن كان وعدهم للحاخام الصهيونى أن يعملوا بجد وأجتهاد ليكونوا فى المستقبل جديرين بأقامة صلاة " القاديش" الصهيونيه بأمتياز.

على وقع ترانيم "صدوق هدين" وقبل أن ينهال التراب على السفاح فى قبرة على جبل هرتزل ترنم الحاخام الأكبر وغنى وأخبر.. الموت للعرب أما للصهاينه فهم يسيلون دماء الأطفال العرب والصبايا منهم والنساء والشيوخ من اجل السلام وأسألوا من يعطى جائزة نوبل ولجنتها الصهيونيه ومن يسيل دماء العرب فى سوريا ولبنان والعراق واليمن ومن يريد دمار شعوب العالم من حكام أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلف الناتو , ومعه ردد محمود عباس والوفد المرافق من أعداء الشعب الفلسطينى خاصة "صائب عريقات " وسامح شكرى منتج الكامب واعضاء الوفود العربيه الأردنيه والمغربيه والمتوارين من البلدان الخليجيه مرددين خلفه بنحيب البكاء على وفاة السفاح بيريز. وفى طريق العوده وبعد الأنتهاء ,أمسك العائدون من جنازة السفاح حفنة من التراب بيد وجذوة من النار بأخرى ومعهم الوفود التى تمثل حكام العرب الأندال يتقدمهم النصاب الأكبر فى صورة حاخام وهو يلبس الزعبوط وينادى ويقول اقذوا ما فى يديكم من تراب ونار على البشرية جمعاء , فنحن اليهود الجنس السامى وماعدانا من اجناس فهم اوباش .
وعاد من حضر جنازة السفاح الى حظيرته حيث الروائح العفنه النتنه تفوح .
*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس