بقلم عامر محمد الضبياني
لم يكن هنالك اي تحركات عسكرية او تصعيد من قبل الحوثيين وقوات صالح في الفترة الاخيرة بمدينة ذمار بل ومحافظة ذمار بشكل عام ليقصفها الطيران السعودي بسبع غارات متتالية الساعة الحادية عشر صباحا..

ولم تكن ضرباتهم عشوائية هذه المرة كعادتهم، بل ركزوا الضرب على معسكرات خالية من الجنود والأفراد، ولكن هذه المعسكرات تقع وسط المدينة المكتضة بمئات الآلاف من السكان وعشرات المدارس، وكان لهذا القصف هدف طبعا..

نعم لم يكن ضربهم عشوائي، بل سعوا لتحقيق هدف من وراءه ويظنون بأنهم نجحوا في تحقيقه، وما نجحوا بفضل الله وبفضل صمود وشجاعة اليمنيين في كل مكان، في جبهات القتال المشتعلة او في الجبهات الأخرى بالقطاعات المختلفة التي زاد إقبال اليمنيين نحوها بسبب العدوان السعودي الغاشم على بلادنا.. كيف لا؟، ونحن في حالة حرب وكل امرأة وطفل ورجل وشيخ يعد نفسه في مواجهة معهم بكل ما اتيح له من قوة حتى وهو عمله او منزله او مزرعته.

فمن وجهة نظري كان هدف العدوان السعودي بقصفهم الأخير لمدينة ذمار بل ووسط المدينة بالذات وفي عز النهار هو اخافة طلاب المدارس الذين كان لهم هذا العام إقبال منقطع النظير على الدراسة.. وكان اليوم هو اليوم الثاني لذهابهم الى المدرسة واستعد بعضهم له من الليل وبات وهو في نومه يحلم بمجيئ الصباح ليرى نفسه في طابور المدرسة بين زملائه واقرانه.

فكما كان اليوم يوم عيد لهم اصبح يوم بؤس وحزن بفضل طائرات التحالف التي جعلتهم يصرخون بأعلى اصواتهم ويبكون في فصولهم، بل ويتبولون على مقاعدهم من شدة الهول والخوف والفاجعة.. لحتى أنني رأيت بأم عيني عشرات الطالبات، وامهات يبحثن عن اطفالهن في شوارع المدينة، وهن في حالة اغماء تام والبعض منهن في حالة ارتباك وهلع وصراخهن يملاء الشوارع.

فقبح الله آل سعود ومن ساندهم فكلما هزموا في جبهة من الجبهات اتجهوا نحو المدن الأهلة بالسكان لارتكاب مجازرهم في المدنيين او اخافتهم ومنع اطفالهم حتى من الدراسة.

حول الموقع

سام برس