بقلم / فيصل الاسود
يزيد الوضع الانساني سوء بعد سوء وتتفاقم الازمة الاقتصادية في محافظة الجوف على كاهل المواطن البسيط ، ما يجعله فريسة لهاوكل يوم يمر والازمة تزيد دون وجود مؤشرات على قرب انتهاء الحرب التي اشتعلت منذو الـ 26 من مارس 2015م، ومع ذلك تستمر المعاناة والهموم والتشرد ، نتيجة لاحتراب القوى المتصارعة والتدخل الخارجي ، مما ساهم في عدد كبير من الضحايا .

المواطن البسيط في الجوف يعيش هذه الضروف الصعبةويعاني من العديد من المشاكل وتصبح اعداد كبيرة من الاسر النازحة والهاربة من خط المواجهات في كارثة حقيقية بعد ان خسرت اعمالها واصبحت فقيرة في ليلة وضحاها، مما فاقم طابور البطالة والبحث عن السكن المناسب خاصة في مدينة الحزم مركز الجوف وان مديرية الحزم اصبحت من المناطق المكتضة بالسكان بعد دخول المقاومة اليها منذ فترة.

وصاحب الصراع والتدخل الخارجي ارتفاع اسعار في كافة مناحي الحياة ، القت بضلالها على تأجير البيوت ، والمحلات التجارية ، وارتفاع اسعار المواد الغذائية وغيرها حتي وصل جشع بعض اصحاب البيوت والمحلات الي زيادة الاسعار على المستاجرين واستغلال حاجتهم اليها الى درجة لم يتصورها العقل بعيداً عن القيم والرحمة ، لتصل الى ثمانين الف ريال ، مما حدا بالغالبية الى نصب خيام لاسرته والبعض جلس في مدرسة في وضع مهين نتيجة تدفق الاسر النازحة واسر المجندين مع المقاومة او مع الجيش الوطني .

واما الشق الاخر من المعاناة الانسانية مشكلة الطرق والتي تزيد من الطين بله فالجوف لديها خط رسمي اسفلتي يربط الجوف مع العاصمة ومع مارب وهو طريق مارب الجوف صنعاء وهو خط رسمي ومعبد بالاسفلت ويصل الراكب الي صنعاء في اقل من ساعتين بتكلفة مالية تقدر بالفين ريال ودون معاناة اوتعب ولكن مع تطور الحرب بين الاطراف المتصارعة انقطع هذا الخط جزء مع المقاومة والجزء الاخر مع اللجان الشعبية ومنذوا اكثر من تسعة اشهر والخط مقطوع في حين يوجد خط اخر وهو خط مارب الجوف ارحب وهو خط وعر وغير آمن بسبب كونه منطقة صراع ، وتقطع السيارة الجديده نوع هايلوكس حوالي ست ساعات فكيف باصحاب القاطرات واصحاب الدينات والتي دائما تتعرض للاعطال نتيجة وعرة الطريق وهذا يزيد ايضا من معاناه المسافرين عبر هذا الخط .

كما انقطعت الطرق عن بعض المديريات ومن هذه المناطق مديرية خب والشعف المجاورة للسعودية ومع محافظة صعده مما جعل المديرية تعيش في عزلة تامة عن باقي المديريات والسبب قطع الخط الدولي الذي يربط المديرية بمركز الجوف الحزم وخاصة في منطقة العقبة الجبلية والتي تعتبر مقسمة بين المقاومة والحوثين وتجري فيها مواجهات مما يضطر البعض السفر عبر عدد من المديريات من اجل الوصول الى مديرية خب والشعف لتصل تكلفة الراكب من حزم الجوف الى مديرية خب والشعف بحوالي ثلاثة عشره الف ريال في فترة زمنية تمتد الى اكثر من عشر ساعات وكل هذه الازمات الاقتصادية تثقل كاهل المواطن البسيط بالجوف الذي يعتمد دائما على الزراعة وبيع الاغنام والمواشي.

حول الموقع

سام برس