بقلم / عبدالرحمن بجاش
عرف ان كثيرين مثلي , فاسوأ طلب بالنسبه لي , ويثير اعصابي , لو قالت لي ام الاولاد وانا خارج الى الشارع : اشتري لحمه , فيركب راسي الف عفريت - بالتاكيد انا اتحدث عن زمن آخر ربما - , والسبب ان الًلحًام حتى لا يزعل البعض عندما نقول (( جزار )) يخدعني دوما وابدا , ولم انتصر عليه ولا مره واحده , اما ذلك اللعين فقد باعني غصبا عني 6 كيلو لحمه واكرر ليس في هذه الايام , فيم انا ذهبت لشراء كيلو واحد , فاصر ان آخذ ما تبقى (( سهل والزلط عتجي , او تشتي زلط من عيني )) وخذ لك ايمان مغلظه !!!, حملت ال 6 الكيلو وعدت , ايام ان كانت الكهرباء تعرف للثلاجة طريقا !! , عند ان طَبَخت جزأ منها , فاذا برائحة كريهه تملأ البيت , واذا بالجار القريب يتصل بنا : هل هذه الرائحه الكريهه من عندكم ؟ , رمينا بما تبقى , وعندما تلكأت في الدفع جاء صاحبي الذي عرض علي حتى زلط الى باب الصحيفه يومها , فحاسبته كما اراد .
هل غياب القانون هو الذي يغري الانسان بائعا او خلافه على الخداع والكذب ؟ ام ان التربيه هي السبب سلبا او ايجابا ؟؟, كثيرون يرددون دائما ان عليك الا تثق بثلاثه , بائع الكراث , وبائع القات وايش اقول الجزار او اللحام – اختارو ما شئتم - , الكراث او البيعه خداعها سهل ولا يكلف , القات يكلف ولكنه مرتبط بحالة النشوه العامه , فانت تدفع راضيا مختارا , ضاحكا وبصوت عال , وعندما تدري انك خدعت , تعود اليوم التالي لانك ببساطه ادمنت ان تخدع !!!.

كثيرين يعانون واعلم هذا علم اليقين , لكن الغريبه حالة الادمان على الخداع والكذب عند معظم محال الجزاره ان لم يكن كلها , واعتذر سلفا اذا ما كان هناك استثناء , قد يكون للخداع ضروراته اذا اعتبرنا الكذب محللا ولكن ....., فاللحام لا يمكن ان يبيع لك كيفما تريد ويخسر !! , طيب ما العمل اذا كان هو يحدد السعر وهو عال على كل حال , فتدفع ولا تفاصل , فتعود الى البيت فتكتشف اما انها من حق اليوم الاول ,اما الوزن فلا تتحدث !! او هي مجرد شحوم , او عظام مكسوه ببعض اللحم !! , اذا لا بد ان تُخدع لا بد .

في بلاد الشيوعيين الذين سيدخلون النار وحدهم , ايام الشيوعيه , كنت تدخل الى محال الجزاره , فيستقبلك اولا وجه انثوي تكون معه على استعداد ان تغير رايك فلا تشتري لحمه بل ان تعرض عليها الزواج !!! , تقف هي خلف ثلاجه زجاجيه ضخمه نظيف داخلها وجميل , وفي الداخل اواني نظيفه , لحمه بدون عظم , لحمه بالعظم , لحمه مفرومه , انواع من اللحوم لا تعد ولا تحصى , وعلى كل نوع ترتفع لافتة صغيرة انيقه بالسعر , وبدون طلاع روح تختار ما تريد بالاشاره وتدفع عند الصندوق , وتعود بالكرت في يدك الى الشابة المبتسمه , تلمح سريعا ما تريد , فتلف لك الكميه بعنايه , و(( سيبا سيبا بولشوي )) يعني شكر كبير وانيق وبالروسي , تخرج باحساس ان هؤلاء القوم تربو على القيم التي هي من صميم ديننا الذي نضيعه كل يوم بتسييسه !!.
لله الامر من قبل ومن بعد .
* نقلا من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس