بقلم / عبدالكريم المدي
سمعنا مؤخرا تسريبات لا تُطمئن ،بل أنها تمثل خطرا حقيقيا على تحالف (المؤتمر الشعبي العام - أنصارالله) وقيادتهم للمرحلة ومواجهة التحديات، بسبب الاستثناءات واللاءات التي تضمنتهاوالمتعلقة بتشكيل حكومة إنقاذ من قِبل المجلس السياسي الأعلى.

ولعل أخطر ماسمعناه من تسريبات يتمثل في الشروط والمعايير الخاصة باختيار أعضاء الحكومة الذين سيكونون حقيقة فدائيين ،تسند لهم مهام ومسؤليات عاجلة خلال فترة زمنية قصيرة وفي ظل عدوان وحروب داخلية تستدعي سرعة وضع الخطط وتنفيذها، والتي حتما لا يستطيع القيام بها الهواة ومن لم يتلقوا بعد حتى دورة تدريبية في فنون الإدارة والقيادة والابتكار.

أما تلك الشروط،، فهي أن لا يكون أعضاء الحكومة من المسؤولين السابقين (وزراء - محافظون- أعضاء مجلس شورى ) ممن تولوا مهام سابقة ، وكأن هؤلاء أعداء للوطن ،حتى لو كانوا شرفاء ومشهود لهم بالنجاح والوطنيه والنزاهة والكفاءة والمثالية.

المهم..يبدو أن كلمة" مسؤول سابق " صُنّفت مؤخرا من المحرمات في القاموس والنهج السياسي الجديد ، وغير مسموح لكل من تنطبق عليهم هذه العبارة المشاركة في إدارة البلد ومؤسساته، ولا يشفع له - كما أسلفنا - أن كانوا من أصاحاب الخبرات والنزاهة، ومواجهة العدوان على أكثر من صعيد.

وفي تقديري الشخصي إن هذا الكلام ( اللغم ) ،وفي حال كان صحيحا، فإنه كارثة وسابقة خطيرة جدا مثلها مثل الذي حصل لحزب البعث العراقي بعد إسقاط نظام الشهيد صدام حسين،كما أنه يعطي صورة قاتمة وسلبية تُعنون التوجه الرسمي خلال المرحلة القادمة،وليس ذلك فحسب ،بل أن لسان الحال يقول إن المرحلة السابقة في حكم البلاد،أي الفترة التي سبقت ساحة السيدة ( توكل كرمان) والسيد محمد قحطان (فترة حكم الزعيم علي عبدالله صالح )لا مكان لها في يمن اليوم وغدا.

همسة في آذان قيادتيّ المؤتمر وأنصار الله،اعلموا إن من ينصحكم بهذه المكائد إنما يتأبط لكم الشر يتربص بكم السوء،لأن المنطق والأمر الطبيعي يقول : كل فرد وطني،حر ،نزيه ،مقاوم للعدوان هو أحد لبنات بناء اليمن واحد جنوده في البناء والتنمية والإدارة ومواجهة كل معتد أثيم، ومن المصلحة العامة أن يكون جُل أعضاء حكومة الإنقاذ ممن شغلوا وظائف قيادية علياء كالوزراء والمحافظين ورؤساء الموسسات والصناديق المختلفة والسفراء وغيرهم.

أما المهتمون بأدبيات الإدارة ومتطلبات قيادة الفترة القصيرة القادمة،فنود إخبار من لا يعلم، والتأكيد لمن يعلم ،بالحقيقة العلمية والموضوعية التي تقول إن حكومة الإنقاذ تستوجب في أعضائها المعايير والشروط الآتية:
1- تمتعهم بقدرات ومهارات علمية خارقة.
2- تمتعهم بالجرأة الكافية لمواجهة التحديات .
3- تمتعهم برصيد كافي من التجربة والممارسةكي يستطيعوا إدارة الوضع الحساس.
4- تمتعهم بالكفاءة والنزاهية اللازمتين، اللتان من شأنهما أن مساعدتهم في تحقيق قدر من النجاح في فترة ، هي أصلا قصيرة قد لاتتعدى الستة الأشهر أو العام الواحد، حتى يتم الوصول إلى حل للأزمة واتفاق سلام وطني.

طبعا نطرح هذا الكلام بكل شفافية ونرى أنه الأمر الصائب ، مع تقديرنا الكامل لكل الكوادر والقيادت الشابة والطموحةالتي لو كنا لا ننطلق من مصلحة وطنية لأنحزنا إليها ، كونها تُمثل ، على الأقل جيلنا وبالتالي فمن الأولى التعصب لها، إذا كان التعصب والمصالح المعينة محلهما هنا، لكن معطيات الواقع والتجارب تقول لنا إن القيادات الجديدة لن تكون فرسان الرهان ، ولن تستطيع أن تتحمل حجم الضغوطات والتعقيدات الهائلة، ولن يسعفها الوقت، حتى وإن كانت لديها الرغبة الكبيرة للتعلم والإستفادة وعكسها،سيما في ظل وجود عدوان ومؤامرات جمة ،وشبه إنعدام للموارد.

وتأسيسا على كل ما سبق ، ننصحكم لوجه الله ، وبما يمليه علينا واجبنا الوطني وأخلاقنا وضمائرنا أن تحافظوا على الكوادر الوطنية الناجحة والشريفة والمقاومة للعدوان ، وتشركوها بقوة في قيادة المرحلة ،من خلال حكومة الإنقاذ أو غيرها.

وفي الأخير بإمكانكم يا سادتي أن تختاروا من شئتم،لكن كلنا رجاء أن لا تجرحوا المسؤلين السابقين الذين قدموا ويقدمون كل ما يستطيعون في مواجهة العدوان والعمل المخلص على تماسك البلد وما بقي من مؤسسات.
اللهم قد نصحنا... اللهم فشهد .

حول الموقع

سام برس