سام برس
اعتبر السيد حسن نصرالله أن السعودية أخطأت في تشخيصها لردة فعل اليمنيين تجاه عدوانها ضد بلدهم، مشيراً إلى أنه في ظل صمت العالم وخنوعه صمد الشعب اليمني المظلوم على مدى عام ونصف العام من العدوان.
وأكد على أن "المجزرة المهوّلة في صنعاء فضحت أهداف العدوان الذي تنصل ورفض التحقيق الدولي المحايد"، داعياً إلى "ضرورة أن تتحول مجزرة صنعاء وسيلة لإيجاد حل لإنهاء هذه الحرب على اليمن".
وقال نصرالله إن "الإصرار السعودي على الحرب لن يخسرها اليمن فقط بل ستخسر القيادة السعودية نفسها"، مشيراً إلى أن الحل يكمن في عودة الحكام في السعودية إلى عقولهم ويكفّوا عن سفك دماء اليمنيين. كما اعتبر أن العالم بدأ يعي أن كل إرهاب يرجع مرجعه إلى المملكة التي اشترت السلاح للحروب في المنطقة.
جاء ذلك خلال اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الجموع في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروت، خلال إحياء ليلة العاشر من محرم.
ورأى نصرالله أن التوتر يكاد يختصر المشهد العام في المنطقة وأن التصعيد عاد يرتسم من سوريا إلى اليمن وصولاً إلى العراق والسعودية، واعتبر أن كل المسار السياسي التفاؤلي الذي أعطى انطباعات بحلول سياسية انتهى.
وشدد على أن من يعطل الحلول السياسية هي أميركا والسعودية وبعض الدول الإقليمية التي تضع شروطاً تعجيزية. وأشار إلى أنه بين اليمن وسوريا تتخذ السعودية موقفاً متناقضاً حيال رئيس البلد في كل من هذين البلدين. وقال "أمام مشهد التصعيد والتوتر في المنطقة المطلوب البقاء في الميدان والحفاظ على الانجازات المحققة"، مضيفاً أنه "لا يبدو هناك أفق لحلول سياسية والوقت قصير أمام الإدارة الأميركية والمشهد مفتوح على التصعيد".
وتوجه نصرالله للشعب السوري بالقول "بيدكم أنتم أن تمنعوا سقوط الدولة في سوريا في الفوضى وتحت رحمة الإرهاب التكفيري"، ورأى أنه "لو سقطت سوريا بيد المسلحين المتقاتلين في ما بينهم لكان مصير البلد كأفغانستان".
وفي ما يتعلق بداعش وجبهة والنصرة أكد نصرالله على أن زمن الاستخدام في سوريا لم ينته "ولايزال مستمراً استخدام داعش والنصرة لتحقيق الأهداف الأميركية".
وأوضح أن أميركا تريد لداعش أن يسيطر على المنطقة الشرقية في سوريا، وأما الجبهة الشمالية فتركتها لتركيا. ولفت إلى وجود مساعٍ لفتح الطرق أمام داعش ليخرج من الموصل ويتكدس في الرقة ودير الزور.
وقال نصرالله إن"لأميركا مشروع مستمر يتعلق بداعش وقد تحدثت عنه كلينتون بوضوح ويقضي بتكديس داعش"، مشيراً إلى أن الموقف الأميركي يعود إلى احتمالات عديدة ترتبط بمسار الأمور داخل الإدارة الأميركية.