سام برس
صواريخ “انصار الله” الحوثيين تقصف مدمرة بحرية أمريكية مرتين في ثلاثة أيام بعد تدمير سفينة إماراتية.. لماذا هذا التصعيد الآن؟ وما هي الرسالة التي يراد توجيهها الى واشنطن؟ ولماذا جاء الرد الأمريكي سريعا؟

بعد مرور عام ونصف العام على بدء غارات “عاصفة الحزم” على اليمن، يمكن القول ان التحالف “الحوثي الصالحي”، بات ينتقل من مرحلة الدفاع وامتصاص الضربات الجوية والتعايش معها، الى مرحلة الهجوم وتوسيع دائرة الحرب، بحيث تشمل استهداف سفن “معادية” في مضيق باب المندب، واطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى، لضرب قاعدة عسكرية سعودية في مدينة الطائف التي تبعد اكثر من 500 كيلومتر من الحدود اليمنية.

هذا التطور اللافت يوحي بأمرين أساسيين: الأول هو تعزيز ثقة هذا التحالف بنفسه وقدراته، واصابة الطرف المقابل، أي التحالف السعودي، بحالة من اليأس والإحباط، بسبب طول امد الحرب دون تحقيق أي من الأهداف التي انطلق لتحقيقها، اما الثاني، فوصول أسلحة وصواريخ حديثة متطورة لدعم قدراته العسكرية من ايران غالبا.
استهداف سفينة حربية أمريكية بصواريخ انطلقت من أراضي يسيطر عليها “انصار الله” والرئيس علي عبد الله صالح وقواته وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام يعكس حالة الثقة هذه، مثلما يعكس وصول امدادات أسلحة، ورغبة اكيدة في كسر الحصار البحري والجوي المفروض على اليمن من قبل سفن وقوات وطائرات التحالف السعودي.

الصواريخ التي اطلقت على السفينة الحربية الامريكية “ماسون” لم تكن بهدف اصابتها، بقدر ما كانت توجيه رسالة قوية الى الولايات المتحدة وقيادتها السياسية بأن وجودها في المنطقة، وباب المندب بالذات، غير مرغوب فيه باعتبارها طرفا في الحرب، بسبب دعمها التحالف السعودي لوجستيا، وتزويده بمعلومات استخبارية عن اهداف في اليمن عبر اقمارها، او طائراتها بدون طيار “درونز″، التي تشن غارات لاغتيال عناصر “القاعدة” في الجنوب اليمني.

التحالف “الحوثي الصالحي” بات عضوا أساسيا في التحالف الروسي الإيراني السوري العراقي، الذي يقف في الخندق المقابل للتحالف الأمريكي الغربي السعودي الخليجي، واستهداف السفينة الامريكية، وقبلها الإماراتية، في مضيق باب المندب، والمياه الدولية المحاذية للسواحل اليمنية لا يمكن ان يأتي من قبيل الصدفة، وانما بتنسيق محكم مع الحلفاء الكبار، والا ما معنى ارسال سفينتين عسكريتين ايرانيتين الى باب المندب بعد التبادل الصاروخي وزيادة التوتر البحري؟

صحيح ان السيد شرف لقمان، المتحدث باسم الجيش التابع لحركة “انصار الله” الحوثية وشركائها في حزب المؤتمر، نفى الضلوع في عملية القصف الصاروخي هذه، ولكن هذا النفي لم يقنع القيادة العسكرية الامريكية التي بادرت بالرد بإطلاق صواريخ كروز لتدمير المنصة الرادارية التي انطلقت منه الصواريخ على المدمرة الامريكية، ومن قبيل “رفع العتب”، وتجنب حدوث أي خسائر بشرية بالتالي.

الجبهات اليمنية تزداد سخونة يوما بعد يوم، خاصة تلك الواقعة على الحدود اليمنية السعودية، فقصف مجلس العزاء في صنعاء يوم السبت الماضي وقتل واصابة اكثر من 700 انسان معظمهم من المعزين، أصاب اليمنيين، سواء الموالين لحكومة الرئيس هادي المدعومة سعوديا، او حكومة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء بصدمة، ووحد معظم اليمنيين خلف التحالف “الحوثي الصالحي” ودعواتهم الغاضبة للثأر”.

شخصية إعلامية يمنية كبيرة “محايدة” قالت لـ”راي اليوم” تعليقا على عرض العاهل السعودي الملك سلمان علاج المصابين في الخارج من جراء قصف مجلس العزاء من قبل طائرات التحالف “عليه ان يفتح مطار صنعاء المغلق منذ ستة اشهر، والشعب اليمني كفيل بعلاج جرحاه في الخارج بعد ان جرى قصف وتدمير معظم مستشفياته”.
الحرب في اليمن تقف على حافة “التدويل” عسكريا، والاسابيع والاشهر المقبلة ستكون مختلفة كليا عن العام ونصف العام الماضي، أي منذ ان بدأت “عاصفة الحزم”، ولا نستبعد تدخلا روسيا وشيكا على غرار ما يحدث في سورية.. والله اعلم.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس