سام برس
في مثل هذا اليوم تعرض الزعيم الليبي معمر القذافي لابشع مأساة انسانية وأكبر مؤامرة امريكية واوربية وسعودية وافضع تعذيب وانتهاك لكرامة وانسانية الانسان على يد الناتو ومرتزقة وعملاء تجردوا عن كل المشاعر والاخلاق والاديان ، بعد ان تم قصف موكب الزعيم الليبي في ضواحي مدينة سرت الليبية وتمكين وحوش الانسانية من العملاء المعارضين لحكمة من سحل وتعذيب واهانة القذافي ، واستفزاز وارعال القادة والرؤسا والزعماء والشعوب العربية والاسلامية ليكونوا عبرة ، مالم ينفذوا رغبات الاستبداد العالمي.

ويمكن القول إن العقيد معمر القذافي كان ابن عصره قد لا يكون مثاليا في حكمه لليبيا طيلة 42 عاما، إلا أن ما جرى ولا يزال بعد إسقاط نظامه جعل الكثيرون يعيدون النظر فيه من جديد، ودفع آخرون إلى الحنين إلى عهده بعد الدمار الفضيع وسيطرة القاعدة وداعش وامرسكا واوروبا على ليبيا بعد تحويلها الى غابة من الوحوش والذئاب البشرية ونهب ثرواتها وتدمير الدولة.

بعد ان كان الشعب الليبي يعيش افضل حالا من الفوضى واصبح الليبيين يعيشون في جحيم.

مر القذافي خلال فترة حكمه الطويلة لليبيا بمراحل عديدة، وأدى أدوارا متنوعة، وقد بدأ مشواره في الحكم شابا يافعا متحمسا في 27 عاما من عمره، وأنهاه كهلا في 69 من العمر. وبين البداية والنهاية خاض معارك من كل نوع ضد "الامبريالية" والاستعمار الجديد.

وأسس خلال رحلته الطويلة نظاما فريدا في بلاده فصله على مقاسه، واتسع طموحه إلى حد تنصيب نفسه ملكا لملوك إفريقيا التقليديين، كما لو أن بلاده لم تكفه إذ كان تبنى قضايا الفلسطينيين والأكراد والهنود الحمر وغيرهم، ومد يده إلى جنوب الفلبين وإلى فطاني في تايلاند وإلى أدغال إفريقيا، وقد أرهق بلا شك "الإمبرياليين" في كل مكان بمشاغباته، فماذا أعطى لبلاده وشعبه!

في مراحل قيادته لبلاده الأولى فعل الكثير. شيد أحياء سكنية وزعها على الفقراء، وربط بلاده بشبكة طرق واسعة، وأوصل الكهرباء إلى الأقاصي، ووفر تعليما وعلاجا مجانيين، لكنه جمد المداخيل، وظل إلى ما قبل مقتله بسنوات قليلة يقبض على خناق مواطنيه برواتب متواضعة جدا، وفي نفس الوقت عوضهم بسلع تموينية مدعومة ووقود رخيص بحسب ماذكرته " روسيا اليوم".

إلا أن هواة الفوضى والعنف والانقسام والفشل من المرتزقة والعملاء والجواسيس ابتلعوا ليبيا وثرواتها، وحرموا مواطنيها حتى من أبسط الخدمات ومن الأمن، جعلت الكثيرين ممن كانوا معارضين لـ"الدكتاتور" يشعرون بأن الناتو قد خدعهم، وأنه صفى حساباته مع القذافي وانتقم منه، وهيأ البلاد، بتدمير بواباتها، لمصير تعيس يزداد سوءا يوما بعد آخر.

وقال نجل وزير الدفاع الليبي في عهد القذافي أبو بكر يونس جابر تفاصيل خروج رتل الزعيم الليبي الراحل من مدينة سرت متوجها إلى منطقة بوهادي، مسقط رأسه ضمن قوة يبلغ عددها 496 جنديا بمن فيهم وزير الدفاع ونجليه والمعتصم نجل القذافي.
وأفاد بأن القذافي ورفاقه قرروا الخروج من سرت بعد أن اشتد الحصار، وتم تدمير مخبأ للأسلحة في معقلهم بالحي السكني رقم 2 عقب استهدافه من قبل طائرات الناتو بأكثر من 6 غارات.

هذه الرواية تقول إن موكب القذافي بعد أن غادر سرت، تعرض فجأة لغارات جوية، دمرت أولها 17 سيارة في المقدمة، تلتها أخرى دمرت 11 سيارة في المؤخرة، وتسببت غارة عنيفة ثالثة في انقلاب السيارة التي كان يستقلها القذافي، لأنهم "لم يستهدفوها بشكل مباشر بل عمدوا إلى القصف بجوارها".

ثم سقطت من السماء، بحسب الشاهد، قنبلة انبعث منها دخان أبيض كثيف، فقد إثره نجل وزير دفاع القذافي وعيه ليستيقظ في مدينة مصراتة أسيرا.

وما تبقى من المشهد الوحشي وثقته أشرطة فيديو في الإنترنت وعرضت القنوات التلفزيونية المختلفة شيئا يسيرا منه، وذلك لأن وحشية العنف والسقوط الاخلاقي والتلذذ بالتعذيب وانتهاك كرامة القذافي فاق كل التصورات ولم ينقل من تلك الفضائح إلا اليسير، وتصيب أشد الرجال بالغثيان والذهول.

حول الموقع

سام برس