سام برس
في سطوة شديدة وخطوات صارمة لتكميم الافواه واستباقاً للسيطرة على بوادر ثورة شعبية في السعودية نتيجة لاشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالنقد وكشف الفضائح والاخطاء الجسيمة للنظام ، نفذت الشرطة السعودية العديد من الملاحقات وقامت بالعديدمن الاعتقالات لرواد ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك وتويتروغيرها ، على خلفية انتقاد النظام السعودي .

وقال مراقبون لـ " رأي اليوم" أنهم يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح قوي وفعّال بيد المُعارضين لأي نظام “ديكتاتوري”، وفي حالة العربية السعودية، تعلم السلطات هناك جيداً أنها لن تستطيع السيطرة تماماً على حالة الغضب، وربما “الثورة” التي قد يُعلنها الشعب ضد الحكومة عبر منصات التواصل التي يتربّع على عرشها “تويتر”، خاصة في تلك الأيام “التقشّفية” العصيبة التي تمر بها البلاد، وعليه يرى المراقبون أن السلطات في دولة تتعثر في حروبها “الحازمة”، واقتصادها “المُرفّه” عليها بالتأكيد أن تتبع سياسة صارمة بخصوص الأصوات الجريئة، والمُتعالية ضدها.

وتاتي هذه الملاحقات المرعبة لقمع حرية الراي والتعبير والحد من كشف العديد من الفضائح ، بعد الاعتقالات والخطف والزج بالكثير من المعارضين والمناوئين والساخطين في السجون جراء تصرفات النظام السعودي والتورط في عدد من الحروب بالدول العربية .

حيث أقدمت سُلطات بلاد الحرمين اليوم الإثنين، على اعتقال نجم “السناب شات” علي زياد العمري بعد سلسلة اعتقالات مُشابهة طالت آخرين، وذلك لانتشار فيديو له قبل شهرين، وهو يُقبّل فتاة أجنبية بشكل رومانسي مجهول المصدر، مما أدى إلى موجة غضب، كما العادة اجتاحت مواقع التواصل في المملكة.

وعبر وسم “هاشتاق” “القبض على زياد العمري”، تفاعل النشطاء السعوديين مع خبر اعتقاله، وبين مُرحّبٍ بالخبر، ورافضاً لاعتقاله، انقسم المُغرّدون، ودعا الناشطون وزارة الداخلية، إلى الاهتمام بالقضايا الأمنية الكبيرة التي تُهدد أمن الوطن، وعدم الانجرار خلف سُذّج مواقع التواصل، فهؤلاء مُجرّد “حمقى” يسعون للشهرة، ولا يحتاجون كل هذا الاهتمام.

وتباينت ردود الافعال ، وقال حسن الغامدي قال في تغريدته “المشكلة أن هناك قنوات أصبحت الآن تتسابق عليهم، لتجعل إعلامنا مجموعة من الحيوانات”، أما حساب “نصرنا” فعلّق قائلاً “لن نتخلّى عن ثوابت ديننا”، نورة الناشطة في حقوق المرأة قلّلت من شأن الاعتقال، ودعت السلطات لإعطاء الحقوق لأصحابها، الليبرالي المزيون اعتبر تصرف العمري حرية شخصية، واعتقاله تعدٍ سافرٍ عليها، أما خالد العتيبي فأكد أن هذه حركات لصرف النظر عن “الإفلاس″ الذي ينتظر مملكتنا.

في حين رحب التيار الإسلامي في المملكة، والمعروف بالتزامه المُفرط، بالضوابط الدينية، ومُطالبته بعودة صلاحيات المؤسسة الدينية وهيئتها (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، بتوالي حملة الاعتقالات التي تطال نجوم التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد)

مسلسل الاعتقالات سيتواصل بحُجّة فرض القيم والأخلاق على الشباب السعودي، وسيطال في الأيام المقبلة كل من ستسوّل له نفسه الاعتراض، أو الانتقاد من نُشطاء الرأي، الذين ستكون تُهمة اعتقالهم، بالتأكيد ليست مُرتبطة بالتواصل مع “الجميلات”، بقدر ما هي تقويض للنظام، والحديث في “المُحرّمات”.

حول الموقع

سام برس