بقلم / طه العامري
تعز لم تعز على بعض أبنائها ولا على بعض قومها ومن تنعم بخيراتها.. تعز مدينة يحاصرها الحقد وتعبث بها الخيانة وتتحكم بها العصبية المزاجية..!!

تعز محاصرة من كل الاتجاهات ومن مختلف الأطراف.. مشافيها بلا أدوية وبلا أجهزة.. مدارسها مغلقة ، وجامعاتها مدمرة ومنهوبة.. أجهزتها الخدمية خارج نطاق التغطية.. ورموزها ووجهائها ونخبها بين متفرج وصامت وبين ناشط في هذا الأتجاه أو ذاك ومع هذا الطرف أو ذاك..تعز توزع بعض أبنائها على أطراف الصراع ومع ذلك لا المتحوث في تعز يحترم من حلفائه( الحوثين) ولا المقاوم في تعز يبجل من حلفائه( حماة المقاومة والشرعية)..!!

في تعز طرفين بينهما خصومة دامية وفي مفاصل كل طرف تناحر وتنافر مقيت..!!
لتعز المحافظة( محافظان) لايملكان القدرة ولا الصلاحية في المحافظة على شيء بما في ذلك حياتهما مرهونة برضاء رعاتهما.. !!
الجندي محافظ لطرف صلاحيته الافتراضية تبدأ في نقطة القاعدة وتنتهي في جولة القصر..ولايملك الجندي صلاحية المحافظ ولا حتى صلاحية مشرف ولايقوى على إطلاق سراح معتقل مظلوم وبري من سجن مدينة الصالح حتى وأن التزم خطيا ما لم يرضى( أبو علي.. وأبو شهاب.. وإبراهيم عامر وكيل المحافظة)الذي يملك صلاحية المحافظ والوكلاء والمدراء والمجلس السياسي الأعلى ومعه صلاحية الحكومة وطلال عقلان..!!

علي المعمري محافظ هو الأخر وتمتد صلاحياته من تربة ذبحان إلى بئر باشا ، ومع ذلك لايملك صلاحية على نطاقه ما لم يرضى عنه عبده حمود وعارف جامل وخالد فاضل..!!

تعز ملهاة ومسرح للعبث وميدان للفوضى والقتل اليومي والنزيف الرخيص لدماء شباب لم يكونوا وقودا لصراع المصالح إلا حين ارتفعت فتاوى الإصلاح الذي يسعى لتغطية جرائمه بمزيدا من الجرائم..!!
كل أحزاب تعز افلست وسقطت وارتهنت لحزب وحيد هو حزب الإصلاح الذي ترجم هويته ليكون وبجدارة حزب الخراب والدمار والفوضى والارتزاق..!!
لم يحمل حزب الإصلاح من أسمه نصيب ولم يكون الحزب الاشتراكي إلا حزب التبعية والحقد وتصفية الحسبات وليس للتنظيم الوحدوي ابذي لم يعد وحدويا ولا شعبيا ولا ناصريا منذ قرر استبدال ثقافة الإيثار والتضحية بثقافة الحقد لينطلق ومعه الاشتراكي في تحالف غير مقدس هاتفين ليسقط النظام دون أن يكون في مقدورهم تقديم البديل المثالي المنشود..!!

تحالف كل هولاء مع (الحوثة)في عام 2011م ضد النظام ولكنهم لم يسقطوا النظام بل اسقطوا( صالح) ليأتي امين عام حزب صالح على رأس النظام الذي بقى بكل أدواته ، وجاءت المبادرة الخليجية لتسقط مشروعية وشرعية ثورة مزعومة واعترفت احزاب الثورة بأن البلاد لم تشهد عام 2011م ثورة بل أزمة وكرس هذا الاعتراف في المبادرة وملحقاتها وفي ادبيات الحوار ومخرجاته والقرارات الدولية..!!

انصار الله وقعوا بدورهم على مخرجات الحوار المتضمنة حكاية( الاقاليم) لكنهم استدركوا لاحقا فداحة ما وقعوا به فطالبوا باتفاق السلم والشراكة فكان لهم ما ارادوا وتوزعوا بعد ذلك بتوجيهات وموافقة عبد ربه الذي وجه كل محافظي المحافظات بتسهيل مهمة انصار الله..؟!!

إذا ماذا بقى في تعز ولتعز وما هو الفعل القادم في تعز ولتعز بعد أن وصل الخراب ريف تعز وحضرها وانتشرت فرق الموت على كل قرية من قرى المحافظة وهو فعل غير مسبوق ولم نعرفه من قبل..!!
إذا تعز( سلطة الأمر الواقع) منهكه وتعز( الشرعية والمقاومة) مثخنة بالجراح وادوات الصراع في حالة تناحر مستمر ولم يعد هناك من خيار سوى رحيل حملة البنادق من مليششيا الانقلاب ومليششيا الشرعية وليقوم الجيش بدوره وواجبه بعيدا عن الحسابات الحزبية فكل الاحزاب ضحت بتعز والوطن من اجل مصالحها الشخصية وكل الاحزاب غلبت مصالحها الحزبية عن مصلحة الوطن والشعب فليرحلوا كل حملة البنادق ويدغوا تعز تلمم جراحها..!!

حول الموقع

سام برس