بقلم / شمس الدين العوني
مهموم بالفن و هاجر لفترة بالخليج و أنفق على مشروعه الكثير..

الفنان التشكيلي عمّار بلغيث من الفنانين التونسيين المتميزين و هو يحمل مشروعا فنيا عمل على انجازه بكهف بجهة المدينة من مدينة الدهماني الكافية ..هو فنان مسكون بالهاجس الثقافي و الابداعي و قد تشبث بجهته لابراز خصوصياتها الفنية و الحضارية و على عكس غيره لم تستهوه العاصمة و المدن الأخرى بل انه أراد أن يستثمر ثقافيا في مسقط رأسه و كان مشغولا بفكرة كهف الفنون لتنشيط الحياة الثقافية بالجهة و لتشجيع المواهب من خلال الورشات و لابراز دور الفنون في حياة الناس ..و منذ سنوات أصبح الكهف مجالا للزوار و قد طالب الفنان بلغيث بادراج الكهف ضمن المعالم باليونسكو.

عمارة بلغيث لم يجد الطريق مفروشة بالورود و ممهدة بل انه لاقى العديد من الصعوبات و العراقيل و لكنه كان مصرا و مقتنعا بفكرته و لذلك نراه الآن يحصد النجاحات و صاحبنا هذا الفنان المختلف له حوالي أربعة عقود في تجربته بين المشرق و تونس و له قصة عشق و هيام بالفن التشكيلي .

عمارة بلغيث انسان مرابط في كهفه ينجز الفكرة و يبحث عن غيرها و حياته في حيز كبير منها تكمن في "كهف الفنون" بالدهماني و الذي بعثه منذ سنوات بعد اقامة لسنوات بالخليج العربي و هذه الشراكة مع المركب الثقافي الصحبي المسراطي بالكاف ضمن مشروع "محمية للمبدعين" كانت في هذا الاطار من التعاون و التفاعل الثقافيين .

و قد شهد المركّب الثقافي عددا من الفعاليات منها معارض مخصصة للفنان عمار بلغيث و لمختلف انتاجات الاطفال في مسابقة " أطفال المحمية ..هم فنانون أيضا ..." هذا فضلا عن المعارض المهتمة بالمنتوجات التقليدية لعدد من الجمعيات الحرفية بالجهة و خصص يوم كامل لعدد من ورشات الرسم و ذلك باشراف و تسيير من قبل فنان سيكافينيريا المتميز و صاحب كهف الفنون و شريك المبادرة المذكورة الفنان عمار بلغيث.

و بالنسبة لورشة الفوتوغرافيا فيسبرها الفنان صالح القلعي و ذلك بالمركّب الثقافي خلال يومين كما كان هناك مجال لورشة تهتم بمعالجة الصورة باشراف السيد ماهر العمدون و قام الأستاذ الأزهر الفرحاني بتنشيط ورشة فن الممثل كما قدّم عرض الراشدية للأستاذ معز التيساوي و خصص مجال للعرض الفرجوي (كيف الكاف) و قدمت كذلك مجموعة من العروض المسرحية خلال الأيام المفتوحة للتعريف بهذا العمل الكبير الممهور ب "محمية المبدعين" و من العروض نذكر "مريض الوهم" للأزهر الفرحاني و هي من انتاج مؤسسة المركب الثقافي الصحبي المسراتي و كان يوم 24 أكتوبر موعدا لعرض مسرحية "أرض الفراشات" لمركز الفنون الدرامية و الركحية بالكاف فيما خصص يوم للعرض الموسيقى و الشبابي ضمن موسيقى الراب للثلاثي لارتيستو وغستمان وريان قلعي وذلك بفضاء مسرح الجيب بالكاف....

في هذا السياق الثقافي كان التعاون ضمن فعاليات الكاف محمية المبدعين و ذلك مع المركب الثقافي الصحبي المسراطي بادارة السيد نعمان الحباسي وتضمن برنامج هذا المشروع الرائد حرصا على بعث و ايجاد مجال ثقافي يساند و يرعى 20 فنانا من أبناء الجهة ضمن السياقات و المجالات الثقافية و الفنية و الابداعية المختلفة حيث يكون العمل مع الشبان بالجهة (أعمارهم بين 15و30سنة) و يكون ذلك عبر ترميم و اعداد المحمية الثقافية و هناك ضمن البرنامج دورة تدريبية في الرسم لتنمية وبناء المهارات الفنية لـ20 تلميذا والحصول على 40 لوحة فنية قابلة للعرض لنشر الوعي الفني والحس النقدي ل 500 تلميذ من أرياف أرياف الجهة و الجهات القريبة منها مثل جندوبة والقصرين و باجة و سيتم تنظيم 10 زيارات كل أسبوع و بعث محضنة ضمن المحمية الثقافية ل25 فنانا من الشبان لاقتراح مشاريع ثقافية و سيتم التأطير من قبل فنانين محترفينو المحصلة ترشيح 5 مشاريع فنية لفائدة فضاءات الكاف الثقافية.
هو مشروع مهم بوسعه احياء الحركة الثقافية على نطاق واسع و الدفع مجددا بالسياحة الثقافية بالجهة حيث تتم دعوة 5 من الفنانين المحترفين العرب و الدوليين للاطلاع على المشروع و تجربة المحمية الثقافيةو تنشيطها فنيا و ثقافيا عبر عدد من الفعالياتالى جانب الندوات و المجالس ضمن العناية بحوالي 3000 من رواد هذه التجربة و جمهور الكاف .

عمارة بلغيث الانسان و الفنان المرابط في بكثير من حرقة الفن و الابداع و الامتاع يحاول الألوان و يحاورها كطفل سابح في سماء البراءة..لا يلوي على غير القول بالتلوين و تنوع الأشكال و تعددها نحتا للخصوصية و تأصيلا للكيان.

حول الموقع

سام برس