سام برس
اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الخميس المقبل لبحث قصف مكة المكرمة من قبل الحوثيين.. متى حدث هذا القصف؟ وهل أصيبت الكعبة ونحن لا نعلم؟ ولماذا الزج بهذه المنظمة في صراع سياسي؟


تحاول الحكومة السعودية جاهدة إضفاء الطابع الإسلامي الطائفي على الحرب التي تخوضها حاليا في اليمن منذ ما يقرب العشرين شهرا، ففي البداية أعلنت عن إقامة “حلف إسلامي”، وعندما لم يجد هذا الحلف الدعم من الكثير من الدول الإسلامية التي فوجيء بعضها بالزج بإسمه فيها دون التشاور معها، او حتى اخطارها بالفكرة، ها هي تلجأ الى منظمة التعاون الإسلامي التي يوجد مقرها في مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية، كورقة تحشيد لدعم وجهة نظرها في هذه الحرب التي بدأت نتائجها تسير في غير صالحها.

اليوم أعلنت المنظمة (التعاون الإسلامي) في بيان رسمي لها صادر عن امانتها العامة، عن عقد “اجتماع طارئ” على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء فيها، ينعقد الخميس المقبل في مدينة مكة المكرمة، لبحث اطلاق التحالف “الحوثي الصالحي” اليمني صاروخا باليستيا باتجاه المدينة المقدسة في نهاية شهر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي.

جماعة “انصار الله” الحوثي أعلنت انها لم ولن تستهدف مكة المكرمة، وقال بيان صادر عن حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح الشيء نفسه، مضافا الى ذلك ان هذا الصاروخ جرى اسقاطه على بعد 65 كيلومترا من المدينة المقدسة، وأكدت مصادر بريطانية انه كان يستهدف مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة على البحر الأحمر.

يمكن اتهام جماعة “انصار الله” الحوثية وحليفها الرئيس صالح بالتمرد على الحكومة الشرعية في صنعاء، والاستيلاء على العاصمتين الأولى والثانية (عدن) ومدن أخرى، والبنك المركزي اليمني، ومستودعات للجيش اليمني، واطلاق صواريخ لضرب مدن وقواعد عسكرية سعودية في جيزان ونجران وخميس مشيط وابها والطائف (قاعدة الملك فهد الجوية)، لكن ان يتهما بقصف مكة المكرمة فان هذا لا يصدقه عقل، ولا ينطوي على أي منطق، لانهما لسيا على هذه الدرجة من الغباء لاستعداء مليار ونصف المليار مسلم، وفوق هذا وذاك انهم مسلمون موحدون، والحوثيون ينتمون الى آل البيت.

كنا ونتمنى ان لا يتم الزج بمنظمة التعاون الإسلامي في هذا الصراع السياسي، وعدم إضفاء مظلة إسلامية عليه، لان هذه الخطوة تسيء الى المملكة العربية السعودية وحكومتها قبل ان تسيء الى أي طرف آخر، وتخدم الحوثيين وحليفهم حزب المؤتمر.

واذا كان هناك من يعتقد بأن معظم الحكومات الإسلامية “غبية” فإن الشعوب الإسلامية، او معظمها ليس كذلك، ولا يمكن ان تصدق بأن السيد عبد الملك الحوثي يمكن ان يكون ابرهه الحبشي، وان علي عبد الله صالح هو قرمطي القرن الواحد والعشرين.

منظمة “التعاون الإسلامي” يجب ان تكون منظمة محايدة، تعمل على التقريب بين المسلمين، ومحاربة كل الفتن الطائفية التي تمزق صفوفهم، وتهتم بالقضايا المركزية الإسلامية، وتلعب دورا في تسوية النزاعات والصراعات والحروب بين أبناء الامة الواحدة، ولكن هناك من لا يريدها كذلك للأسف.
اذا اردت ان تطاع فأطلب المستطاع.. اليس كذلك؟
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس