سام برس/ حجة /هاني ثابت
دشنت جمعية المستقبل الاجتماعية الخيرية الأثنين مشروع " سلامنا حياة و تعايش - تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة السلام و نبذ العنف والتطرف عبر وسائل الإعلام" بتمويل المنتدى الإنساني- اليمن والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP وبالشراكة التنفيذية مع منظمة أدوار للتنمية الشبابية ورابطة الإعلاميين والمبدعين واذاعة حجة المحلية و ادارات مدارس التعليم الاساسي والثانوي، وذلك في مقر جمعية حجة التنموية في مدينة حجة.

ويهدف المشروع الذي سيتم تنفيذه خلال شهر كامل إلى تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة السلام ونبذ العنف والتعصب من خلال تمكيين الإعلاميين والصحفيين واشراك طلاب المدارس الموهوبين عبر وسائل الإعلام المتاحة، وتنشيط طابور مدارس التعليم الاساسي والثانوي بمدينة حجة و توعية الطلاب والطالبات والمجتمع بثقافة السلام ونبذ العنف ضمن فقرات الطابور الصباحي وبثه عبر اثير اذاعة محافظة حجة، واكتشاف وتطوير قدرات طلاب وطالبات المدارس، ومنح ابداعاتهم ومواهبهم فرصة للتعبير عنها بطريقة ابداعية تهدف لبناء السلام من خلال الفنون كالرسم، الشعر، والالقاء، المسرح، وزيادة الوعي لدى الصحفيين والإعلاميين في محافظة حجة بمفاهيم ومصطلحات وأدوات وأساليب رصد الانتهاكات، والسلامة الآمنة ، بحياد اكثر مهنية.

وفي كلمته التي ألقاها في الفعالية وجه الدكتور طه الحمزي وكيل محافظة حجة شكره لجمعية المستقبل وشركائها من منظمات المجتمع المدني لما يقدموه من خدمات ومشاريع وبرامج توعوية وتنموية ، مشيداً بالقدرات التي تمتلكها في الاستمرار على تنفيذ مشاريع مختلفة ومميزه ، مؤكداً على اعجابه الكبير بفكرة و منهجية المشروع وانشطته المعززة للسلام و نبذ العنف و التعصب من خلال تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طلاب وطالبات مدارس مدينة حجة في مجالات الرسم ، المسرح ، الشعر ، الإلقاء ، والعروض المسرحية ، والتي تعطي انطباعا صحيا و ايجابيا عن الحياة لدى التلاميذ حد وصفه ، متمنيا أن يكون استهداف مدارس مدينة حجة فاتحة لمشروع أكبر يغطي باقي المدارس النموذجية في المحافظة ، و احتضان الموهوبين في الإبداعات الأدبية و الفنية لتطوير وعيهم بالقضايا و عكسها في انتاجات أدبية و التي قد توصلهم الى العالمية .

من جهته استعرض الاستاذ فارس أحمد العليي رئيس جمعية المستقبل الاجتماعية الخيرية مكونات المشروع والهدف الرئيس منه واهداف المشروع الفرعية، والأنشطة و المخرجات المتوقعة و التي بإختصار استهدفت فئة طلاب عشر مدارس بمدينة حجة ، من سابع اساسي الى الصف الثالث ثانوي من خلال ثلاثة انشطة رئيسة اعتمدها المشروع : الأول سينشط الطابور المدرسي وتضمين مفردات معبرة عن السلام ونبذ العنف والتعصب في احدى فقرات الإذاعة المدرسية ، ويستهدف النشاط الثاني 100 طالب و طالبة ممن لديهم مهارات في : الرسم ، الشعر ، الإلقاء ، العروض المسرحية من خلال جلسات توجيهية تنمي تفكير المبدعين يقوم بها مدربين مختصين في الرسم و الشعر و المسرح ، لتوطيد علاقتهم بمختلف القضايا خصوصا مجالات ومفردات المشروع الجوهرية ، بما تجعلهم تلك الجلسات التدريبية قادرين على صياغتها في منتجهم الإبداعي والفني .

وأضاف رئيس جمعية المستقبل أن المشروع يتضمن أيضاً نشاط حملة " حياتنا سلام و تعايش للرسم على الجدران " بعد اختيار افضل عشرة اعمال فنيه في الرسم و التشكيل و الكاريكاتير ، يتم تزكيتها من قبل الجمهور على موقع التواصل الاحتماعي فيسبوك ، و تبت فيها نهائيا لجنة فنية مختصة قبل ان يشرع الطلاب والطالبات في رسمها على جدران المدارس ، و الجدران البارزة في المدينة لجعل الفضاء العام مليء بألوان الحياة مما يعزز الأمل بمستقبل افضل آمن و مبدع لدى المجتمع المحلي في حجة. فيما سيتلقى الصحفيين و الإعلاميين من محافظة حجة في الدورة التدريبية للنشاط الرابع اساليب وتقنيات حديثة في تحرير وصياغة الخبر ، و الرصد الصحفي ، و السلامة الآمنة ، و بما يحقق استقلالية ومهنية أكثر و يقلل من تعرضهم لمخاطر الموت في مناطق النزاعات والحروب .وسيتم اختتام أنشطة المشروع بـ " يوم بناء السلام " من خلال حفل فني يعبر عن مخرجات المشروع ، و سيتم فيه افتتاح معرض فوتوغرافي لتجربة الرسامين و المسرحيين و المبدعين في الإلقاء ، و سيتم تكريم الطالبات و الطلاب المبرزين و الفائزين في أنشطة المشروع ، و سيكرم جميع الطلاب والطالبات المشاركين في المشروع وادارة مدارسهم و ستكرم افضل اذاعة مدرسية و الشركاء و الإعلاميين و الصحفيين الذين حضروا الدورة التدريبية .

وأشار فارس العليي أن المشروع الذي تنفذه الجمعية مع مجموعة من الشركاء التنفيذين في محافظة حجة يعتبر أحد المشاريع التي يستهدفها مشروع "بناء قدرات منظمات المجتمع المدني في الكفاءات الإنسانية والتحسس للصراعات والنزاعات والانعاش المبكر والذي ينفذه المنتدى الإنساني اليمني ، مشيراً أن هذا المشروع استهدف أكثر من 60 منظمة محلية في اليمن لبناء قدراتها في ست محافظات: حجة وصنعاء وصعدة وعدن ولحج وأبين، واكتشاف خبراتها الميدانية وجاهزيتها للتعامل و تنفيذ وصياغة المشروعات ، بما يحقق هدف المشروع الذي يموله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لقياس قدرات تلك المنظمات المحلية في تحمل مسؤوليتها واعتمادها ضمن قائمة الشركاء المؤكدين لتنفيذ مشاريع مختلفة مقدمة من تلك المنظمات المحلية مستقبلا ، ضمن خطة تطوير ادائها والتي يسعى اليها المانحين الدوليين باعتبار مؤسسات المجتمع المدني المحلية في اليمن جديرة بالعملية الانسانية والتنموية .

وفي تصريح للدكتور ماجد بشر رئيس منظمة أدوار للتنمية الشبابية - الشريكة التنفيذية للمشروع - أكد فيه أن أهمية تنفيذ هذا المشروع تأتي من الإدراك الواعي بخطورة استغلال الطلاب في المدارس وتسريبهم من العملية التعليمة، والزج بهم داخل دائرة الحروب والصرعات، نتيجة للفراغ المعرفي والتعصب المتوارث من قضايا لا تخدم الشباب ولا البلد، بقدر ما تفتت وتمزق الروابط الاجتماعية، ولا تطور من قدراتهم وابداعاتهم التي لم تلقى اهتمام بطريقة تجعل المجتمع غير قادر على انتاج مبدعين . مما تجعل حياة الطلاب رخيصة بلا أي هدف قيمي او وطني او انساني او تعليمي او تنموي. يؤدي في النهاية الى الاحتقان ويدفع بالشعور المتضخم للانتقام خصوصاً في ظل سوء الظروف المعيشية وعدم المساواة والظلم، وانعدام التوعية بوسائل التغيير المنهجية التي تصنع وعياً ديمقراطياً، موضحاً بأنه من هنا جاءت ضرورة و اهمية المشروع بتنفيذ تدخلات تأهيلية وتطويرية و تنموية لبناء القدرات والمهارات وتوعوية ايضا وتحفيزية ، تستهدف فئة طالبات و طلاب المدارس في مدينة حجة ، والصحفيين والإعلاميين الذين يفتقدوا للأسس المنهجية المحايدة في عملية التغطية الاعلامية سواء تلك التي انتجته الحرب او تلك الانتهاكات الانسانية المختلفة المغيبة والغائبة، والتي ساهمت في اقصاء وعي المجتمع المحلي بأهمية السلام والتوائم والتماسك الاجتماعيين .

واضاف رئيس منظمة أدوار ان غياب الحياد الاعلامي والعمل الصحفي جعل مجتمعات محافظة حجة خصوصا فئات اجتماعية بذاتها عرضة للانتهاكات وادى ضعف الاداء الصحفي الى غياب الحقيقة وغياب قضايا الحقوق والحريات وركاكة اداء العمل الانساني ، وغياب اخبار المهمشين ، وعدم تناول وادماج الجنس النوعي وفعاليته عند تحرير الاخبار الصحفية ، وتفقد اللامهنية الصحفيين والعاملين الارتباط بالمفاهيم الاساسية للعمل وتؤطرهم داخل المحيط الاجتماعي منغلقين ومعزولين عن الفضاء العام للصحافة والاعلام الوطني والعربي والعالمي ، مما يزيد من تفاقم المشكلة ، ويزيد من الشحن المناطقي والقروي وانتعاش الهويات الصغيرة داخل قوالب خادعة على حساب الهوية الوطنية الجامعة وقضياه المجتمعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية ، ويولد التضييق العصبوي والمناطقي عند الاعلاميين والصحفيين قابلية لتأجيج الإحتراب والصراع ، كأخطر ما يمكن على الوئام والتجانس الاجتماعيين تعصبا لتلك الاعتقادات والقناعات، ميراً أن تدخلات المشروع ستعزز المهنية والحياد ورصد الانتهاكات لدى الاعلاميين والصحفيين. كما سيطور اداء مهنية 20 فرد من مراسلو الصحافة والوسائل الاعلامية في محافظة حجة ، لخدمة قضية بناء الوطن بالسلم والتخفيف من حالة التشنج والانفعال السلبي.

كما حضر فعالية التدشين نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومديرة منظمة رؤيا أمل العالمية - فرع حجة الأستاذة بشرى الدخينة ، ونائب مدير اذاعة حجة المحلية شريك المشروع الأستاذ عادل عز الدين، ومدير مركز المعلومات بمكتب التربية الأستاذ صادق شلي ، و الأستاذ محمد علي عناش رئيس رابطة الإعلاميين والمبدعين شريك المشروع ، ومدراء المدارس المستهدفة في مدينة حجة شركاء المشروع ، وهاني عبدالغني ثابت مسئول الاتصال والعلاقات منظمة ادوار للتنمية الشبابية شريكة المشروع ، بالاضافة إلى عدداً من ممثلي وسائل الإعلام المحلية وصحفيين وناشطين وحقوقيين ومهتمين في العمل المجتمعي.

حول الموقع

سام برس