سام برس
أعلنت جائزة الشيخ زايد العالمية عن استمرار فرع الجائزة للآداب فى مواصلة استلام الترشيحات حتى منتصف أكتوبر القادم.وقالت الجائزة فى بيانها إنه منذ نطلاقتهافى عام 2006، أولت جائزة الشيخ زايد للكتاب،عناية كبيرة بالفنون الأدبية
والإبداعية، ولاسيما السردية والشعرية منها، ولذلك خصَّصت فرعاً لها تحت عنوان (جائزة الشيخ زايد للآداب)، وهى جائزة "تقديرية تشمل المؤلَّفات الإبداعية فى مجالات الشِّعر، والمسرح، والرواية، والقصَّة القصيرة، والسيرة الذاتية، وأدب الرحلات، وغيرها من الفنون".ويهدف هذا الفرع إلى تقدير المنجز الإبداعى بمختلف
أشكاله. ولهذا جاء اختيار فرع الآداب فى دورته الأولى عام 2007 لرواية الكاتب الجزائرى واسينى الأعرج (كتاب الأمير.. مسالك أبواب الحديد)، والصادرة عن دار الآداب فى بيروت عام 2005، كأحد النصوص السردية العربية المتخيلة ذات الطابع الريادى فى تناولها لحياة الأمير عبد القادر الجزائرى، فهى رواية لا تقول التاريخ لأنه ليس هاجسها، ولا تتقصى الأحداث والوقائع لاختبارها، فليس ذلك من مهامها الأساسية، إنها تستند فقط على المادة التاريخية، وتدفع بها إلى قول ما لا يستطيع التاريخ قوله من خلال الحوار بين المسيحية والإسلام فى عزِّ أزمات القرنين الماضيين وحروبهما الدموية.وفى دورة العام 2007، فازت رواية الكاتب الليبى
إبراهيم الكونى (نداء ما كان بعيداً)، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت عام 2006، وهى رواية تستثمر طاقة المتخيل التاريخى فى بناء فضاء سردى معاصر. وإذا كانت هذه الرواية تعد أقرب روايات الكونى للواقعية، فإنه يستغل أحداثاً تاريخية حقيقية عن أحد ملوك ليبيا فى العصر العثمانى ليمزج حياته بالأساطير الصحراوية، ويجعل اعتناقه لمبادئها أحد أسباب انتصاراته فى محاولة من الكونى للكشف عن عمق الحياة الصحراوية، وأثرها فى بناء الشخصية الليبية، حتى أن هذه الرواية فازت فى عام 2010 بـ (جائزة الكلمة الذهبية) التى مُنحت للكونى من اللجنة الفرانكفونية التابعة لليونسكو، تقديراً لقيمتها الإبداعية.وفى دورة عام 2009، فاز الروائى المصرى جمال الغيطانى عن كتابه (دفاتر التدوين: الدفتر السادس/ رن)، الصادر عن دار الشروق فى القاهرة عام
2008. والنص يروى رحلة الكاتب عبر الذاكرة إلى مصر القديمة، وسبر أساطيرها وتراثها المنسى حتى بدا البعد الروحى يتوازى مع البعد الواقعى فى تلك الرحلة التى بدأت من هضبة الهرم صوب جنوب مصر.جاءت الصياغة الأسلوبية فى هذا النص على
درجة عالية من التدفق اللغوى والبلاغى والجمالى، بما يؤكد ومن قدرة الكاتب الإبداعية على التعبير عن المحسوس والمجرد والروحى بلغة تصويرية أخاذة تعكس خبرة الغيطانى فى كتابة هكذا نصوص، إذ يحاول نص (دفاتر التدوين: الدفتر السادس/ رن) الارتقاء بالمحسوس والمعيش إلى ما هو روحى يتخلَّص من الظرفى والعابر ليقبض على ما هو متخطٍّ للزمنى والتاريخى. أن الكاتب فى رحلته المتخيلة لا يحمل معه إلا تصورات عن أماكن بعينها لم يزرها، وأشخاص لم يلتق بهم، لكنه يحاول تخليقهم من خلال الاسم، ومن هنا جاء العنوان (رن) من الكلمة الشعبية (شنَّة ورنة)، حيث (الشنَّة) هى الاسم، و(الرنة) ماهيته أو كينونته.وفى دورة عام 2011، فاز كتاب الباحث المغربى الدكتور محمد مفتاح (مفاهيم موسعة لنظرية شعرية: اللغة، الموسيقى الحركة)، الذى جاء بثلاثة أجزاء، والصادر عن المركز الثقافى العربى فى بيروت عام 2010.يبدو هذا الكتاب دراسة موسوعية تهدف إلى صياغة رؤية نظرية فى
جماليات الشعر جمع فيها المؤلِّف بين الوصف والتحليل والاستنباط بمنهج علمى دقيق استند فيه إلى مقوِّمات العلوم الصحيحة، والعلوم اللسانية، وعلم النفس، وعلم الموسيقى، وهو جهد سعى به صاحبه إلى صياغة نواة مركزية لنظرية مستقلة فى الشعر يربطها بتفسير الظواهر فى الكون.

حول الموقع

سام برس