سام برس/ شمس الدين العوني
تواصل الفنانة التشكيلية تجربتها الفنية ضمن مشاركاتها المتعددة في الفعاليات التشكيلية بتونس و خارجها و بعد انطلاقتها في فضائها الخاص الذي هو بمثابة المعرض و الورشة تعمل دبيش على الاعداد لمعرض يبرز أعمالها و لوحاتها الجديدة و ذلك بعد تكريمها في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية ببغداد و الفنانة التشكيلية التونسية عائشة دبيش شاركت في الدورة الأخيرة للفعالية المذكورة التي جمعت عددا من الفنانين العرب و الأجانب..و يأتي هذا التكريم للفنانة دبيش بعد سلسلة من المعارض الخاصة و الجماعية بتونس وخارجها. و شاركت الفنانة التونسية عائشة دبيش في فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية ببغداد بأعمال فنية و قد كان نشاط المهرجان بحضور العديد من المشاركين من التشكيليين و النقاد و الباحثين العرب و الأجانب حيث كانت هناك الندوات و الورشات و المعارض و الفعاليات الثقافية المتعددة..و كانت الفنانة التشكيلية دبيش قد شاركت مؤخرا في فعاليات ثقافية فنية بألمانيا و قبلها في المهرجان التشكيلي بمدينة آسفي المغربية و المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس و تعمل الفنانة عائشة دبيش من ناحية أخرى و ضمن رواقها الفني الخاص الذي فتحته للمعارض و التواصل الفني مع الفنانين و هواة الفنون التشكيلية..وضمت فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية ببغداد مجموعة من الأنشطة تتمثل في تنظيم معرضين ، يتعلق المعرض الأول بفن الرسم والنحت والخزف والكرافيك، فيما خصص المعرض الثاني للخط العربي والزخرفة والفسيفساء..و تم تنظيم زيارة الى عدد من المتاحف ومنها ، متحف الفن المعاصر للفنانين الرواد ، المتحف الوطني العراقي ، المتحف البغدادي ، شارع المتنبي ..

كما تمت إقامة ندوات ثقافية ونقدية حاضر فيها أساتذة مختصون، وأمسية ثقافية شعرية ..و تم تنظيم احتفال تخللته معزوفات موسيقية في الغالري البغدادي، بمشاركة عدد من الموسيقيين المعروفين بالاضافة الى الفرقة السمفونية العراقية و في اليوم الخامس انتظم حفل اختتامي و عرض فيلم قصير عن مسيرة الراحل الدكتور عبد المرسل الزيدي و عرض فلم وثائقي عن بغداد منذ 1920 لغاية 2015 الى جانب كلمة وزير الثقافة و كلمة مدير عام دائرة الفنون التشكيلية و كلمة رئيس المركز العالمي للفنون التشكيلية و وتوزيع الجوائز والهدايا والشهادات التقديرية في فضاء المسرح الوطني‬.عوالم الرسامة عائشة دبيش بمثابة الحكايات .. ومن لوحة الى أخرى نلمح أطياف الانطباعيين القدامى و الجدد ضمن سرد فني و تشكيلي تستبطن في طياته ألق البدايات مع الحرف و المعاني.."المدينة".." المرأة ".." قمرت ".." الحمامات ".." المزهرية "...و غيرها.. أعمال فنية ذهبت بها و فيها الرسامة عائشة دبيش الى مناخات التخييل و النوستالجيا حيث الألوان تسرد بجمال فائق عذوبة الموضوع و الثيمة قولا بالخلاصة..فالتفاصيل اللونية لا تعني غير الفكرة في بهائها و تشظيها و في كل ذلك تبرز التقنية المخصوصة لعائشة دبيش لتظل اللوحة مجالا شاسعا لاعادة قراءة اللحظة و ما يحف بها من مشهدية و قول و عناصر ضمن اطار البساطة التي هي من أصعب أعمال الفنان و المبدع ..المكان و تحديدا المدينة لعبة جمالية بالنسبة لعائشة دبيش بالنظر للبدايات و للطفولة حيث امتلاء الرسامة بتلك الأجواء من صخب و أبواب و أقواس و نقوش و أعمدة و هذا من العناصر المؤثرة في تركيبة و شخصية عائشة دبيش التي ألفت هذه الأمكنة جماليا و وجدانيا و ثقافيا فهي العارفة بتفاصيل المدينة و عطورها النادرة و زواياها و أمكنتها و لذلك كانت لوحة " المدينة " معبرة عن مفردات تشكيلية أخاذة بعمقها و سحرها ..لوحة " قمرت " مثلا تختزن حالات شتى من الوجد الانطباعي فالشجرة و المركب و النهر عناصر مشكلة لمشهدية هادئة مستبطنة لحكايات بل تعج بالحنين الجارف تجاه التفاصيل..انها الطبيعة في حوارها الخافت و أصواتها المحفوفة بالهدوء..و هنا تمكث عائشة دبيش كطفلة مأخوذة ببراءة الأحوال و بهجة الأمكنة..

الفنانة عائشة دبيش تواصل دأبها الفني بكثير من العنل و الطموح و البحث عن الجديد فالابداع التشكيلي مجال للتجريب و المغتمرة ضمن سياقات الموضوع و الشكل و الوعي الجمالي الخالص.

حول الموقع

سام برس