سام برس / شمس الدين العوني
الأول من نوعه في شمال افريقيا و المتوسط.. و خبرات عالمية للمجال الصناعي الحرفي..

تجهيز المقر لاقامة الفنانين الضيوف و المعارض و قاعة كبرى للندوات الدولية و للورشات..


 في ستينات القرن الماضي نشر الكاتب الراحل الدكتور عبد الرؤوف الخنيسي بمجلة الاذاعة و التلفزة  مقالا من خلال مقابلة بين النحات ابراهيم القسنطيني و الراحل حسيب بن عمار الذي كان واليا شيخ مدينة تونس في تلك الفترة  بعنوان " النحات ابراهيم القسنطيني يعمل على بعث مدرسة حرة للرسم و النحت.." و قد نصح الأديب الراحل مصطفى الفارسي  القسنطيني   بلقاء بن عمار الذي و عده بمحل يكون مخصصا لهذه المدرسة..و تعددت المقالات عن الفنان ابراهيم القسنطيني في هذا المجال الفني من ذلك مقال الراحل خالد التلاتلي بباريس بعنوان " نحات تونسي يشق طريقه " فيه عرض لنشاط و تجربة القسنطيني  و ذلك في شهر ديسمبر 1960 كما كتب الشاعر الراحل منور صمادح مقالا بجريدة


" الأخبار" سنة 1953  عن النحت الذي أنجزه القسنطيني عن الشهيد فرحات حشاد..وما الى ذلك من الأخبار و الاشارات الصحفية و الاعلامية بشأن هذا الحلم للفنان القسنطيني...


الآن يمضي القسنطيني في تحقيق الحلم بشروعه منذ أشهر في تشييد و بعث " مركز البحر الأبيض المتوسط للفنون و الحرف "  و هو أول مركز من نوعه بشمال افريقيا و في جهة الشرقية 26 نهج المعادن قرب مؤسسة "اوريدو" الكبرى ..


يقول الفنان ابراهيم القسنطيني "..المركز هو في آن واحد مقر للأساتذة المتقاعدين في الخارج لاقامتهم لمدة ثلاثة أشهر و الذين يقدمون الحصص الدراسية و التكوينية قصد تطوير الصناعات التقليدية و تقديم المادة المساعدة على ابراز الخبرة و الاستفادة من تجاربهم و ذلك في فصل الصيف و هم من العالم و بالخصوص من فرنسا و ايطاليا  و اسبانيا و الصين حيث يتكفل المركز باقامتهم ..هذه العملية تكون مشروعا فيه أهمية كبرى و ما أحوجنا في تونس لمثل هذه التجارب حتى يتمكن الحرفيون و يتم تأهيلهم و تكوينهم بهذه الخبرات لينهض مجالنا الصناعي الحرفي  و ينمو و يتطور بالثقنيات و الخبرات العصرية ..هذا المركز الذي هو الأول من نوعه به تجهيزات موجودة لكل أنواع الحرفيين من آليات للنحت على الرخام و صب النحاس الفني و المسابك  ..اذن هو أول مركز بشمال افريقيا و المتوسط مساحته 1225م2  و يشمل الأروقة و قاعات العرض و الندوات..".


ادن هذا المشروع الهام بعد تجربة الأكاديمية التي كان لها دور من خلال الأنشطة و المعارض و الجوانب التكوينية سيكون له مجال في الحراك الفني و الحرفي في لفضاء المتوسطي انطلاا من تونس.       


انه حلم فنان و جيل بصدد التحقق ..فالفنان عم ابراهيم القسنطيني من الفنانين الذين قطعوا المسافة الطويلة في الدرب..درب الفن بما هو تواصل مع المحيط  و فعل فيه بقصد تأثيثه جماليا و ترك البصمة الدالة فيه بما ترمز اليه من قيم و علامات.. ابراهيم القسنطيني عرف بمنحوتاته منذ الخمسينات من القرن الماضي ضمن كوكبة مميزة من الفنانين التونسيين الذين كانوا من أبرز رواد الحركة التشكيلية المعاصرة في تونس..و هو الذي أنجز معلمي  حمام الشط و ساحة حقوق الانسان و تمثالي بورقيبة و حشاد و غيرهما ...القسنطيني يعد المشروع للفن و في تونس و هو يخشى التلاشي و الاندثار لجانب من حرفنا و مهاراتنا و ابداعاتنا الفنية..


 


حول الموقع

سام برس