بقلم/ محمود كامل الكومى
قبل أن ينهى العام 2016 أيامه .. طار فى الفضاء الأليكترونى فيديو لعُرس الفنانة اليمنية "بلقيس" على رجل أعمال سعودى.. .. فى حين بدى فيديو آخر مغرداً لشابة وشاب مصريين يحتفلا بخطوبتهما ... الفديوهان أنتشرا أنتشاراً  واسعاً فى سماء وسائل التواصل الأجتماعى وخاصة على اليوتيوب , وشاركهما الكثيرين على – تويتر والفيس بوك-  وغدى تأثيرهما على جماهير تويتر وجوجل والفيسبوكيين بالسالب والموجب .

الفيديو الأول أشتمت الجماهير منه رائحة النفط والجاز فصار الغبار والدخان ... والفيديو الثانى فاحة منه رائحة العرق والكفاح والأعتماد على الذات وغدت الورود هى المذاق .

"بلقيس " ملكة سبأ .. والهدهد .. وسليمان ... تلك التى خرت ساجدة لله ... لم تأخذ منها بلقيس عروس الفيديو الأول سوى الجنسية اليمنية وأنحرفت يساراً على طريق البلاط الملكى السعودى, وبدت تتبغدد وتتمخطر وتسير ولسان حالها يقول "يا أرض انهدى , من عليكى مثلى  ؟!" فى مباهاه ولا الطاووس الفارسى فى عز مجده , هى لم تر فى الرجولة ولا الشهامة من شىء  اِلا حب
المال الجم – فاثرت  النظر الى فناطيس النفط والجاز , وبدت ترنو الى مملكة الرمال فنصبت الشباك لجامع البترودولار .

فى عرس  أستدعت له "شهريار" منتهاه تغييب العقل والذوبان فى الملهاة – أحتضنه برج خليفه فى أمارة دبى ليلا حتى النهار ,أستعد المكان بماسات تزين قاعة كبار أصحاب الجثث المهترأة من الرجال والنساء السمينات وعبق روائحهن الذى لايجذب اِلا أنصاف الرجال .

الميكب :له أناس تفترس الأحساس وتضيع معالم الأنسان .. من أوروبا أستدعت أشهر مزينى النساء والمخنسين من الرجال .
ومن قبل كان الفستان مرصع بفصوص الياقوت والمرجان وقد تدلت من حوافه الماسات .. يقال أنه صمم فى شهور بمعرفة أشهر مصممى الأزياء فى عالم الموضة والأناقة وقد تكلف من الدنانير والريالات والدراهم الملايين التى حولوها الى استرلينى ويورو ودولار .

عن ولائم الطعام التى تخللت حفل الزفاف فحدث ولاحرج فقد جاءت من اجل حيوانات استهلاكيه شغلتهم حشو المصارين , ولو قدر لهم احسان كانوا وزعوها على فقراء العالم أجمعين لكنهم الضالين .

طابور طويل ممن أنتسبوا للفن زوراً وبهتان وكثير من الساقطات والراقصات , ثعابين تلو لوت وتأوهت وتعرت ليفترسها كل المدعوين من الحيوانات البشرية تدق الدفوف ويطير العقل من الرؤس بفعل كاسات الخمور ويطلق النفير والمدافع تطير لتعلن عن ظهور بلقيس تضوى فى فستان كالطاووس تجر ورائه زيل طويل يمسك بأطرافه حشرات فى صورة بنى أدمين , فينساب النصف الأسفل من الفستان فتتعرى بلقيس وينكشف مابين فخديها أويكاد , وينظر اليها زوجها صاحب مئات الملايين من الدولارات التى دفعها فى دمية بالكاد , وتنفرج أساريره معلناً وبالفم المليان : هذه زوجتى فمن يريد .

هى يمنية .. وشعب اليمن الأبى تحت آتون نار من قاذفات اللهب وصواريخ الدمار التى يرميها أبناء جلدة العريس السعودين عليهم فتقتل وتصيب آلاف الأطفال والنساء والشيوخ ليقدمها قرباناً لبلقيس التى تمنت مع عريسها القضاء على كل حرافيش  شعبنا اليمنى ليفسحوا الأرض وليتسع المجال لأصحاب الطاووس فيطيروا الى جهنم وبئس المصير .

على الجانب الآخر يبدأ تشغيل فيديو جديد على النقيض لفتى وفتاة مصريان فى العشرينات من العمر تحتضنهما قاعة غاية فى البساطة بمكان ساهم فيها المدعويين بما يعين تحتضن حفل خطبة الفتى والفتاه .

لمسات الميكب تزيد نضارة العروس وتضفى مزيد من الأنسانية على ..فستانها غاية فى الوقار والبهجة بلونه الأحمر تكلفتة بالكاد عشرات معدوده من الجنيهات لكن العروس تزينه وبخفة ظلها تأسر رواد المكان ....جمالها , خجلها وكبريائها تجسد فى حب العريس لها الذى ينطق به قلبه وعيناه قبل شفتاه – الطرب والغناء كان للعروسين فرسما لوحة جميلة ببساطتها حولوها الى أسطوره .. العروس تغنى وتنادى على صحباتها ليكونوا فى الصورة تتمنى لهن من يأسرقلوبهن بالخطوبة .. العريس يواصل الغناء ويتباهى أنه بالتقسيط
سيتم تأسيس منزل العريس , ويتناغى العروسان فى خناقة كلها حب ودلال ..

وهنا يتدخل الأصحاب ,,لكنهما يعلنا للجميع أن الأختلاف وارد لكن خلافاتنا تسوى فيما بيننا ولانريد أن نعرى خصوماتنا , فيضربا المثل على حسن العشرة وقدسية الحياة الزوجيه  .. ويموج حفل الخطوبة بالحب والرشاقة فى الرقص والمغنى من العروسين فرسما لوحة فنية رائعة كلها حياة تفوح منها أن الزواج عرق وكفاح من أجل أسرة عريقة .

هيهات ..هيهات بين تلك اللوحة الأنيقة المصرية الشبابية فى حفل الخطوبة المصرية وبين فرح بلقيس والسعودى المنتسب للأسرة الملكية الذى بدى لوحة قاتمة ظللتها خطوط سوداء من  المباهاة والتكبر وغرور المال فأفتقدت الى الحياة الأنسانية , فمصيرها ليس الأبدية , وأنما نزوة شخصية قد ينتج عنها أولاد بلاهوية .

فى حين غردا عروسا اللوحة الثانية الى السكن لبعضهما فى حب على أمل الحياة وأستمرارالزوجية بكل قيمها الأنسانية والأمنيات بأسرة سعيدة تنتج جيل من الأولاد قادر على النهوض ,لأنه قد غُرِسَ فيه الأنتماء والهوية فلهما التهنئة القلبية .. ولبلقيس وزوجها لا يسعنا اِ لا أن نطلب لهما الهداية عسى أن يتوب عليهما من النفاية .


كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس