سام برس / شمس الدين العوني
بانوراما من الأنشطة بين الثقافة و الاجتماع و السياحة و الترفيه ...و مشاركات عربية و دولية..

هي الجمال المبثوث في خيال الأمكنة ..نعم ثمة خيال للأمكنة..هي  توزر أو المدينة وهي تلهو في واحة أحلامها غير عابئة بالضجيج ...ثمة أصوات أخرى هي من قبيل الصور و الحروف الطائرة و الأغاني العالية ...من هذه العطور الباذخة انبثق صوت الفتى صادحا بالألم القديم ... أبو القاسم الشابي يعانق في تلك السنة 1909 شيئا من أطياف المدينة التي هام بها ..ألهمته الشعر و كان قد استعد لهذا الحمل...نعم أن تكون شاعرا في هذا الزمن فذلك من الشؤون الأخرى ...الصعبة...كبر الطفل لتكبر معه الأغاني و الأماني ..كتب علته الفادحة..لتونس..الجميلة التي أحبها و أرهقته..كبر الصوت وكان الصدى...أبولو...الجماعة الأدبية على عكس جماعات اليوم...احتضنته ...زكي أبو شادي أحب هذا الصوت فانبرى معرفا به في الأرجاء ....المهم تبقى النصوص بوجه الفجيعة و الخديعة و الانهيار مثلما بقيت نصوص الشابي خالدة بيننا و النص هوالصورة الفارقة الدالة على سحر و دهشة الأحوال و الأمكنة...فمن يذكر الآن قصائد / نشيد الجبار ...صلوات في هيكل الحب..فلسفة الثعبان المقدس هذا النص الخطير الذي يختزل فكرة الصدام و الحرب و القتل باسم الدفاع عن القيم...عن الوهم..انها فكرة القيام على العدوان و دحر و قتل الغير باسم الأفق و العالم...هذه العناوين الشابية الجمة هي من تلك التربة الباذخة..توزر الآن و الهنا..و كان المهرجان عنوانا آخر للبهجة الممكنة.

من هنا نلج المساحة الثقافية و الوجدانية و الحضارية للمهرجان الذي تشهده الدرة توزر هذه الأيام ..و هكذا تنطلق برامج الدورة 38  للمهرجان الدولي للواحات بتوزر لتكون الفعاليات في الفترة  من 17 جانفي وتتواصل إلى يوم 20 منه حيث تتنوع الفقرات و العناوين في عدد من جهات و أمكنة  توزر .

في اليوم الأول للمهرجان (17 جانفي 2017 ) يكون الموعد مع عرض لفرسان الجريد و العربات السياحيّة ضمن مشهدية معبرة عن  الانتماء لتونس ثم تنطلق أشغال الورشات الخاصة بالأطفال للمركز الوطني لفنّ العرائس و يتم افتتاح معرض " أعلام وشخصيات وطنية " للفنان علي البرقاوي الى جانب معرض للتمور بالمدينة العتيقة أولاد الهادف و معرض ”حول "توزر واحة للفن التشكيلي " لجمعية فنون الجريد و عدد من  الفنانين التشكيليين من توزر و في  اليوم الثاني( 18 جانفي 2017 ) يتابع الجمهور عملا مسرحيا موجه  للأطفال "  تراب الغاب " من انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف في فضاء المركب الشبابي  هذا الى جانب العروض الثقافية و الترفيهية و تشيط الشوارع بمشاركة الفرق الصوفية و مجموعة البنقة .

كما يحضر السيرك التونسي  "aparouni " بمسرح الهواء الطلق بتوزر وعروض أخرى في التنشيط و فنون الراب بالمنطقة السياحية ضمن مشاركات تونسية و عربية و أجنبية بالنسبة لليوم الثالث ( 19 جانفي 2017 )  يكون المجال فسيحا أمام نشاط الورشات و تقديم مشاركات  الاطفال  في فضاءات دار الشباب بالجهة كما يكون الموعد مع عمل مسرحي للأطفال " النجدة " في تقديم من قبل مركز الفنون الركحية بقفصة بالمركب الشبابي الى جانب نشاط كرنفال الدمى و العرض الفرجوي "عمي رازي " و مجموعة  توزر آر و عروض أخرى و ذلك بشارع الحبيب بورقيبة كما يكون هناك موعد مع التراث البدوي  بساحة القبة الضوئية و يكون السهر مع المطربة ألفة بن رمضان و الفنان ايمن لصيق بساحة الفنون "التبابسة" و ينضاف ذلك الى أنشطة مختلفة أخرى.

 و يكون  المهرجان يوم (20 جانفي 2017 حيث الموعد مع المارطون الخاص بالمهرجان الدولي للواحات تحت عنوان " شباب يتحدى الإرهاب" في ساحة  الولاية و يتم تكريم "بسام بلحاج يحي "و ينطلق الكرنفال بعدد من المجموعات و الفرق التونسية و الأجنبية في المسافة بين جامع سيدي عبيد و المنطقة السياحية عبر شارع بورقيبة  . و تكون العروض في المساء مع مجموعة فزان و فرقة عشاق الصحراء من  الشقيقة ليبيا و مجموعة بارود بريان من الشقيقة الأخرى الجزائر الى جانب العروض العالمية الأخرى في السهرة.

هكذا هي الفعاليات التوزرية خلال هذا المهرجان العريق و الذي يجمع الثقافة و الاجتماع و السياحة و الترفيه في هذه الأيام الدافئة من شتاء تونس الجميلة على عبارة الشاعر الكبير الراحل الشابي.

حول الموقع

سام برس