سام برس / شمس الدين العوني
بين التجريديات و الانطباعيات تكمن المسافة اللونية ضمن عدد من اللوحات المشكلة للعنوان البارز " بطاقة هوية " ..هكذا هي التلمسات الفنية تجاه الذات و الآخرين في كون تبعثره الهواجس و الرغبات..و الفنان هذا الطفل يمضي مع الكائنات ينشد بثها شيئا من نزف الروح حيث الرسم تلك العبارة المقيمة بين الوردة و السكين..بين الأمل و الاحباط و بين الفرح و الخوف..

البطاقة المعنية بالهويه هي بمثابة تساؤلات الرسامة نزيهة الصولي التي وزعت لوحاتها على جدران رواق علي القرماسي بالعاصمة في ضرب من الخروج الى فضاءات أرحب فيها عناوين شتى منها " المدينة الحالمة " و لا سلام بدون القدس " و " عبق الأرض " و " أحداث سيدي علي بن عون " و " ارادة الحياة 17 جانفي 2011" و " انفجار " و " حيرة " و " عاصفة " ...

أنت أيتها الكائنات المأخوذة بالأرض
أيتها الأشكال الذاهبة الى النسيان
أنتشي بالفكرة الشاسعة...
و أقول لنفسي
سلاما
على هذا المجد العائد..

تلوينات متعددة و لوحات فيها السفر الآخرمن قبل الرسامة الصولي تجاه المعالم و المواقع و الأمكنة و بعيدا عن طللية الأحوال تسعى الرسامة لتكشف حيزا من التاريخ و عراقة المكان في واقع متغير يهمه تثبيت ما هو أصيل و ترميم ما تداعى من عوالم الذات ..
أشكال أخرى في هذه اللوحات تشي بما يحيل على " الانفجار " و " الحيرة " و" العاصفة "
بلعبة التجريد المحبذة لدى الفنانة نزيهة الصولي.

نمدحك
أيتها العذوبة
وعلى جسور الرغبة
نسافر في المعنى
و بين ألقين...
نقتفي آثار ألوانك
وغنائك السائر على وجه العناصر ..

في هذا الخصوص تقول الرسامة نزيهة الصولي "...   الفنان هو ابن عصره وجيله وما أنا إلا واحدة من هؤلاء فالفن التشكيلي و الفن عموما لا يرتقي بالإنسان إلا إذا كان مرتبطا بواقع الفرد سواء كان ثقافيا أو اجتماعيا أو حتى  سياسيا ، فمنذ أن لمست يدي الفرشاة و الألوان كانت هذه الشواغل محور لوحاتي من أحداث الخبز 1984 إلى " القضية الفلسطينية الأم"  إلى الثورة 2011 إلى اهتمامي أخيرا بموقع أوذنة الأثري " أوتينا القديمة "بولاية بن عروس...
                                                                 
  ومن هنا يتنزل معرضي الشخصي الموجود حاليا برواق علي القرماسي و محوره"  الهوية " بمفهومها الشامل و تحديدا الهوية التونسية ، وما عنوان المعرض "بطاقة هوية "  إلاّ دليل ذلك وهو عنوان احدى اللوحات المعروضة، خاصة أننا أصبحنا في المدة الأخيرة نعيش في أزمة هوية لدى الناشئة، لذلك يكون دور الفنان فعاّلا في ملامسة الواقع  والتعريف بقدر ما يمكن من المخزون التراثي المادي واللا مادي الذي تزخر به بلادنا من شمالها إلى جنوبها و الأعمال المعروضة برواق علي القرماسي تعبر عن كل ذلك..لقد سعدت بحضور الافتتاح من قبل الأصدقاء الفنانين و غيرهم حيث كان هناك  حضور مميز للفنانة عايدة بوخريص و الأستاذة جيهان فضة  و الفنانة رئيسة الرابطة هدى رجب والأستاذ رشاد بروانة و الأستاذ حسين الإينوبلي و الفنان محمد المالكي والفنان عمر عبادة حرزالله و أشكر الجميع على  تأثيثهم للأمسية الثقافية الممتازة برواق علي القرماسي حيث راوحت بين الموسيقى و الغناء والشعر و الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي  ... ".

و بين الزيتي و الأكريليك على القماش و المواد المختلفة كانت تقنيات هذه الأعمال الفنية المعروضة لنزيهة الصولي التي كانت لها عبر مسيرتها التشكيلية منذ الثمانينيات من القرن الماضي عدة مشاركات في معارض جماعية الى جانب معارضها الخاصة .
بطاقة هوية ..معرض و تجوال متنوع في مناخات من التشكيل الفني وفق وعي متحول تجاه المكان و الحالة ضد السقوط و التذبذب قولا بالفن في الادراك و تثبيت الأشياء و العناصر في زمن المتغيرات و الارباك ..و الفن هنا و أيضا عند نزيهة الصولي عنوان باذخ من عناوين الكائن في ليل غربته الطويل و لكن للأمل تلوينه الخاص فبه نتلقى نور الشمس بذاكرة انسانية و وجدانية عميقة.. 
و تشير الفنانة التشكيلية نزيهة الصولي الى حيز من سيرتها الذاتية على النحو التالي ..
السيرة الذاتية
الاسم واللقب = نزيهة الصولي
المهنة = موظفة بوزارة الثقافة
فنانة تشكيلية:مختصة في الرسم الزيتي والمائي عضوة في الرابطة التونسية للفنون التشكيلية   متحصلة على شهادة  الكفاءة المهنية في اختصاص الرسم على جميع المحامل  ومشرفة على مؤسسة بيت الفنون المختصة في هذا المجال لمدة 6 سنوات متتالية تحت إشراف المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية ببن عروس وحظيت من سلطة  الإشراف بتعييني لإعداد الاختبارات المهنية و إصلاحها " شهادة الكفاءة "  لمدة 3 سنوات، تلقيت دروسا أكاديمية بالمركز الثقافي الإيطالي شاركت في العديد من المعارض والتظاهرات من أهمها :                                                                                           
*ملاحظة :الفترة الممتدة من 1981 إلى حدود 2005 لم أكن أوثق للمعارض و التظاهرات :          لدي معرض خاص بالقضية الفلسطينية وقع عرضه مع عدد كبير من اللوحات المختلفة المواضيع  في عدة أماكن سيقع إعادة عرضه للعموم في القريب العاجل وكذلك لبقية الأعمال التي عرضت ولم يقع التوثيق لها، سأوثق لذلك بمعرض خاص في رواق الفنون ببن عروس 2017.                      

-    منذ 2005 إلى 2017: مشاركة في تظاهرة "نساء مبدعات" برواق بن عروس                 "  الدورة 12 عشر" 
-    2012: معرض جماعي بعنوان " لقاء الألوان"
-    من 2012 إلى 2015 معرض شخصي من كل سنة بدار الثقافة حمام الأنف
-    2013: معرض جماعي تونسي عراقي" دولــــي " بعنوان  " مزيج الألوان"
-    2013: معرض جماعي بعنوان « interférence »
-    2014: معرض جماعي " دولــــي " بعنوان"ألوان رمضانية " بمشاركة فنانين من الإمارات المتحدة و الشارقة.
-    2016: معرض جماعي بعنوان "رمضانيات"
2016 : معرض مشترك تونسي فلسطيني دولــــي بعنوان " على طريق القدس "
                   على هامش " المهرجان الفلسطيني الدولي الثاني للفن التشكيلي المعاصر"                    
-    2016 : معرض جماعي تونسي إيراني دولي بعنوان " اليوم العالمي للقدس "
-    2016 : معرض جماعي بعنوان " صيف الفنون التشكيلية بالزهراء الدورة السابعة "
-    2016 : معرض جماعي بعنوان " جسور الإقلاع" بمناسبة مبادرة وزارة الثقافة حلقات حوار  " جسور التواصل "
-    2016 :معرض جماعي بعنوان "  فضاء كارمان يحتفل بعيد المرأة "
-    2016: معرض جماعي بعنوان " بمناسبة إعلان مدينة القصرين " مدينة الفنون "       ضمن البرنامج الوطني للثقافة
-    2016: معرض جماعي بعنوان "زهرة الفنون الجميلة" EZZAHRA.CITE DES PENTRES
-    2016 : معرض جماعي بعنوان " احتواء"
-    2016 : معرض جماعي بعنوان " جسور"
-    2016:المشاركة بالملتقىالوطني للمبدعات العصاميات في التعبيرالتشكيلي بالمنستير
-    2017 : معرض جماعي بعنوان " ثورة وبعد "
-    2017 : معرضي شخصي بعنوان " بطاقة هوية " برواق القرماسي.
2017 : في النصف الثاني : من شهر مارس 2017 معرضي شخصي بعنوان"بطاقة هوية 2" بالنادي الثقافي الطاهر الحداد.
-    شاركت في العديد من التظاهرات و الو رشات بولاية بن عروس وخارجها.


حول الموقع

سام برس