سام برس / شمس الدين العوني
بين تلوينات الموسيقى و منها موسيقى الغرف و تحديدا ما تقدمه الفرق العالمية الشهيرة أوبرا فيينا في أرجاء قصر الجم ..و تلوينات وجدان و تفاصيل الحمامات بالوطن القبلي كان اللقاء و الحديث المفعم بالتثاقف و التواصل الحضاري حيث عمل  الفنان التشكيلي ابن الحمامات الهادي فنينة  و خلال معرضه المنتظم بمقر جمعية صيانة المدينة بزاوية سيدي بن عيسى  على ابراز هذا التلاقي الفني فبدت اللوحات و منها تلك المكتظة في تناسق جمالي بأشجار الزيتون التي شدت على ايقاع موسيقى أوبرا فيينا ..السيد هانليس المرفوق بزوجته في تجوال عبر العوالم المتعددة لمناخات لوحات عم الهادي المعروضة سافر مع هذا اللقاء الجمالي متحدثا عن مختلف المشتركات الثقافية و الحضارية بين الشمال و الجنوب و بين الشرق و الغرب مشيرا الى الثقافة العميقة في تونس و مبرزا تقاليد الليالي الثقافية بفيينا ..

المعرض الخاص لفنينة  أدخل الدفء في أرجاء زاوية سيدي بن عيسى في هذا الشتاء التونسي الجميل المكسو بالثلوج هنا و هناك ضمن عنوان له دلالات ثقافية وسياسية واجتماعية تمس الحالة التونسية الآن وهنا وهو "فن وثقافة لأجل السلم"  و ضد العنصرية و للتعايش الحضاري بين الشعوب و هذا مجال للتعاون بين الثقافتين في تونس و النمسا على غرار البرنامج الذي يتم الاعداد له بين الفنانين من تونس و السويد و هنا ثمن الفنان التشكيلي الهادي فنينة الدعم المنتظرمن قبل الجهات الثقافية و المحلية و بالخصوص المندوبية الثقافية بنابل بادارة السيدة منية المسعدي ..

 اذن عدد مهم من اللوحات مختلفة الأحجام ولكن يجمع بينها عنصر الطبيعة وجمالها من الزياتين والبرتقال والبحر ومختلف مميزات البيئة التونسية بالوطن القبلي وذلك بمقر جمعية صيانة المدينة بسيدي بن عيسى .. وفي هذا السياق كان الفنان فنينة حريصا على ابراز قيمة هذا المكان التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية ...في سيدي بن عيسى  يقول "..

كان الملتقى من زمان حيث الحجاج الذين يقبلون من عدة مدن مثل زغوان والفحص وقرمبالية وغيرها على الجمال والدواب وذلك قبيل الذهاب الى الحج وبالقرب من هنا يوجد فندق للحيوانات ..كان الحجاج يلتقون ويتواصلون قبل السفر للحج خوفا واحتياطا ..اذن يلتقي الحجاج هنا قبل ثلاثة أيام وكنا نودعهم الى براكة الساحل ليتوكلوا على ربهم الى حمام سوسة حيث تكون هناك زاوية أخرى وهكذا يكبر العدد ليمضوا في آخر المطاف في شكل قافلة وبالتالي يكونون في مأمن من مخاطر الطريق وقطاع الطرق واللصوص وغيرهم وهكذا يذهبون للحج..... وفي سنة 1991 بادرت أنا والفنان التشكيلي الراحل عبد الرزاق الساحلي لنجعل منها مجالا للفنون والثقافة والأدب وقد قمنا بمعارض لنجعل من زاوية سيدي بن عيسى مكانا للحوار والتواصل ونبذ العنف والكراهية و لابراز للقيم التي يحتاجها الناس ومنها المحبة .." نعم الفن مجال لهذا ..

حول الموقع

سام برس