سام برس / شمس الدين العوني
حين يعود الدلفين الى زاوية سيدي بن عيسى على ايقاع  هيجان البحر و الأنوار التي لم تطفئ نار المعرض و اللوحات  بالهامها و رموزها لتنير  و تضيء المكان حيث  سكان الحمامات  و الفنان الذي ينهل من ثورة ثقافية ضد كارثة الجهل..

انها لعبة الفن عند الدلفين الذي تتولد لديه الرغبة المتجددة في الحركة و الابداع مستلهما من الفلسفة و الوجود و الحكمة و الثقافة العميقة للشعوب هذه الحيوية و الاصرار تناغما مع فصاحة الحمامات في لغة بحرها و معاني زرقته و تعدد الأصوات في الألوان و الأشكال..

هكذا هو المعرض المتواصل بمقر جمعية صيانة المدينة بزاوية سيدي بن عيسى  و اللوحات المكتظة في تناسق جمالي بأشجار الزيتون التي شدت على ايقاع الموسيقى.. اذن عدد مهم من اللوحات مختلفة الأحجام ولكن يجمع بينها عنصر الطبيعة وجمالها من الزياتين والبرتقال والبحر ومختلف مميزات البيئة التونسية بالوطن القبلي وذلك بمقر جمعية صيانة المدينة بسيدي بن عيسى .. وفي هذا السياق كان الفنان فنينة حريصا على ابراز قيمة هذا المكان التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية ...

و اذن...و على سبيل الذكر و القول ضمن السياق الذي ذكرنا...من يقول الحمامات...يذكر بالضرورة بساتين الألوان و دهشة المشاهد و حميمية الأمكنة و تعدد الحالات و ما الى ذلك..يذكر بالنتيجة الفنان الماهر ..دلفين الألوان و القماشة..يذكر الطفل المسافر في الكاية الفنية التشكيلية..الفنان الهادي فنينة هذا الذي أخذته فكرة الرسم و ذهب به الشغف الى أمكنة متعددة مثلت رحلة الحياة التي منحته المهارة الفنية و الخبرة الجمالية و التجربة التي صار بعدها و من خلالها لا يبخل بالنصح  للفنانين الشبان و الهواة في خصوص ما يمكن أن يفيدهم في بداياتهم و انطلاقاتهم مع الفن التشكيلي..سافرنا  في الحكاية التي تقول الكثير.. وتكشف شيئا من البورتريه الناعم للفنان..في البحر الساحر للمدينة.. يخرج الدلفين منتفضا من الأعماق الى ما فوق سطح الزرقة .. تتلاشى كتل المياه.. لتنبثق من الجسم الكبير أصوات وألوان .. هي الصورة التي تحمل البرج لتضعه هناك في المكان ملطخا بجملة ألوان ..هي ألوان الحمامات المتعددة والتي تختلط لتشكل علامات بإمضاء عم الهادي..... يرسم لوحته قبالة البحر قائلا " ...أنا أحب البحر.."  بحر آخر من الحيرة التي تبرز على شاشة عملاقة هي تونس..عندها يتأبط صاحبنا حزمة كتب يسافر معها..... في تجربته  أطوار مسيرة لفنان كبير يحتفي بالناس ويتناغم مع ايقاعهم ويسعد مثلهم بالبهاء التونسي عبر العناصر و التفاصيل و الأشياء الجميلة و الفن هو هذا الذهاب عميقا في المغامرة الجمالية المعنية بالناس في شؤونهم و شجونهم....

حول الموقع

سام برس