بقلم / محمد العزيزي
السيد عبدالملك الحوثي قال في خطابه الأخير أن أي خلاف بين مكون المؤتمر و مكون  أنصار الله يجب أن يحل بالحوار و التفاهم بعيدا عن المهاترات و المناكفات و المنابزات و تأجيج الخلاف أو المشاكل ليستفيد منها العدوان و إضعاف الجبهة الداخلية .. كلام طيب  يعصب عليه و لا خلاف في ذلك  ، لكن هل ينفذ هذا الكلام على أرض الواقع من قبل أتباع السيد ، خصوصا و أن اتفاق الشراكة بين المكونين يقترب من اتمام عامه الأول بدون شراكة حقيقة وواقع  الحال يؤكد تفرد و استفراد و احتكار السلطة و المناصب بيد  الإخوان  " انصار الله " .. ورغم إعلان اتفاق شراكة المكونين  ما يزال مكون الحوثي محتفض بكل المناصب  و محتكر كامل السلطة و يحكم قبضته على جميع المؤسسات و يرفض حتى مبدأ الشراكة و يتوارى عن تنفيذ بنود اتفاق يوليو ٢٠١٦ م  ، و  الطامة الكبرى انه يدعي تمسكه بتلك الشراكة  .

إذا عن أي شراكة و حوار يتحدث زعيم الجماعة و بنبرة حادة  يحسس الأخيرين  من خلالها و كأن المؤتمر  شريك فعلي في إدارة الىلاد و شؤونه أو انه فصيل يتبعه  ، و هذا ما يجعل كوادر و انصار المؤنمر في حالة سخط لمثل هكذا نبرة و سخرية لمكون يعاني من أزمة ثقة بالأخر .. رغم أن حزب المؤتمر و منذ اليوم الأول للعدوان أعلن موقفه الواضح و الصريح من العدوان الغاشم مثله مثل القوى الوطنية  الأخرى في داخل الوطن و شريك بل و في الصفوف الأولى في مواجهة العدوان السعودي الهمجي و في تحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن كمسؤولية وطنية و أخلاقية أولا و ثانيا كطرف و مكون وقع على و ثيقة و اتفاق الشراكة تعمد المصير و الهدف الواحد .

و بدلا من التشكيك و الضرجمة و إبداء حالة الإنزعاج من الحق و الايفاء بالعهود و المواثيق يجب أولا و أخيرا أن يلتزم الإخوة أنصار الله بهذا الاتفاق المصيري و التاريخي ليس أمام شريكه حزب المؤتمر و حلفاؤه و إنما أمام تلك الجماهير اليمنية التي  حشدها المؤتمر و خرجت مباركة و مؤيدة لذلك الاتفاق ، ليس هذا و حسب و إنما تنفيذ هذا الاتفاق يخلص انصار الله من تهم كثيرة يرددها خصوم الحوثي بانهم أي انصار الله ينكثون العهود و المواثيق و الاتفاقات و لا تلتزم حركتهم بأي اتفاق ابرمته أو اتفقت ووقعت عليه مع حلفائهم و انهم  لم يثبتوا في أي مرحلة من المراحل صدقهم و التزامهم بالاتفاقات المشتركة تجاه الأخيرين ، و من هنا  كان بإمكانهم إثبات عكس كل ذلك في تنفيذ اتفاق الشراكة المصيري في ظل هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا منذ عامين من العدوان .

أيضا لماذا المداهنة و المغالطة  الذي تفتعله الجماعة بشأن الشراكة و ما يحدث من تذمر و كذا التغول و الاستحواذ و السيطرة على كل مفاصل الدولة ؟..  و هذا الأمر غير خاف على أحد فالكل يعرف ما يجري  بطول البلاد و عرضها ، بل أن البعض جعل من المؤتمر و شراكته مع الانصار مسخرة وصلت حد الاستهتار و السخف و الاحتقار  و التندر ...الخ  ، و إذا كان كل هذا لم يصل أو لم تطلع عليه  جماعة الانصار فإننا ندعوها أو  ندعوهم لزيارة مواقع التواصل الاجتماعي و ما يتناقله النشطاء و عامة الناس في كل شارع و مقهى و مقيل .

إن خطاب السيد عبدالملك الحوثي حمل  رسائل كثيرة و ابدى  من خلاله غضب الجماعة نتيجة مصارحة المؤتمر و كوادره الوطنية  و تذبذب موقف المؤتمر من تصرفات و عنتريات و تصلب جماعته بشأن اتفاق الشراكة و ممارستهم في تغليف ذلك الاتفاق و ايقاف كافة بنوده .. و الغريب أنهم يبدون استغرابهم و زعلهم من أي انتقاد يصدر من هنا أو هناك و بالذات من كوادر المؤتمر و كأن الأمر جريمة و خرق للاتفاق الذي لم ينفذ بعد .. يا هؤلاء كفى مراوغات و كونوا أهل للشراكة و الثقة لمواجهة العدوان  أولا و أخيرا لان ما يعتمل به اليوم من قبلكم من نسف و تثبيط للعزيمة و الثقة و المصير المشترك  يسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في التخاذل و خدمة العدوان ..  أما الشراكة المزعومة على طريقة مواعيد عرقوب و بهذا الاسلوب الاستحواذي  اعتقد بان الانسحاب أو فض هذه الشراكة فيه فوائد كثيرة لكل الاطراف ..  و لا عزاء .

حول الموقع

سام برس