بقلم/ بكيل الشرجبي
قبل ايام جمعنا لقاءا استثنائيا بالاستاذ القدير ايوب طارش عبسي وبالقدر الذي سعدنا بهذا اللقاء الذي لم يكن الأول ولن يكون الاخير ان شاء. الله بالقدرالذي جعلنا نشعر بمراره الغبن والانكسار وفداحه الالم الذي يمكن ان يلازم انساناً ما لعقود من والزمن للحد الذي يجعله يتعايش مع الالم او نسيانه من اجل الوطن بنكران ذات منقطع النظير.

 في اللقاء اكتشفنا وبالصدفه من احد الحاضرين ان فنان اليمن الكبير ايوب طارش عبسي رغم كل ما قدمه لليمن ارضا انسانا الا انه لم ياخذ من الدولة شيء لنفسه او لابنائه الذين يبدو انه قد تسبب بظلمهم معه حين تجاهل المه وتغافل عن حاجاته الملحه المشروعة التي سلبت منه عنوة بتجاهل الدولة له طوال نصف قرن من الزمن رغم عطائه المتجدد الذي جعله اشهر من نار على علم ونجما مضيئا يبدد عتمة الليل البهيم المعتم فيصبح من المستحيل تجاهله او التغافل عنه وعن عطائه الذي لايدانيه عطاء. هل تصدقوا ان ايوب طارش العبسي ليس من ذوي الدرجات الوظيفية العليا او الدنيا -مديرا عاما او وكيل او وزير -.هل تصدقوا ان ليس لديه معاش. .( اعاشه) الذي يصرف من رئاسه اسوة بالفنانين والمنشدين والمبدعين والمناضلين اوحتى المتطفلين والادعيا.

هل تصدقون ان اسمه خارج نطاق هيئه مناضلي الثورة اليمنية ولايستلم منها معاش ولاحتى بطاقة تعريفيه او وساما وهو من زودتنا ابداعاته بوقود النضال ومشاعل الصمود وفرحة الانتصار وتعلمنا على يديه كيف يصبح الوطن والثورة والجمهورية مكملا لايماننا بالله وجزءا من كينونتنا اليمنية باعتبار حب الوطن من الايمان .هل تعلمون ان كل مايربطه بالجهات الرسمية في الدولة خمسين الف ريال لاتكفيه إيجار سبعة ايام من الشهر كنازح في العاصمة صنعاء بعد ان احرقت بيته في تعز وهجر منها قسرا.

 استطيع الجزم بان ليس هناك يمني او يمنية لم يتعلم أبجديات حب الوطن والأرض والحبيب من وحي انغمام وتراتيل الفنان ايوب طارش عبسي الذي صدح وتفرد بكل الوان وفنون الأغنية اليمنية فتربع على عرشها دون منازع طوال مشواره الفني الذي يزيد عن نصف قرن من الزمن. فقد غنى ايوب طارش للوطن وزرع فينا حب التضحية لاجله والذود عنه منذ كنا صغارا فشباب فشيوخ .وعلمنا حب الحبيب والوفاء له والصبر على الهجران والفراق وامل اللقاء مهما اشتدت اللوعه والشجن والحنين وعلمنا كيف نحب الأرض وكيف نهيم بها عشقا وتفاخرا وكيف نتسابق على ريها بعرقنا اذا شحت السماء وعلمنا كيف نسلك درب الوحدة بعد ان مهد لها بروائعه واغانيه الوطنية العذبة فجعلها (الوحدة ) تعيش في قلوبنا وضمائرنا قدرا وحقيقة تاريخية حتمية وغرس في الافئدة والأذهان قيمتها الإنسانية وكينونتها الازليه في وجداننا . هذا العملاق القادم من قمم جبال الاعبوس كم ضل يروي مشاعرنا ويزرع فينا الامل بغد مشرق يكتنفه الحب والبهجة والامن والسلام ورغم ذلك تنكرنا له (الا من رحم ربي ) تنكرنا له لنثبت اننا أقزام امام شموخه وعزة نفسه وسموها الذي يطاول السماء القا ووقار وتواضع يجعل باسقات النخيل تنحني له إجلالا ورهبه وحياء وخجلا ويجعل الجبال تتلاشى احتراما لمروئته ودماثه خلقه وماثره التي لم ولن تنتهي ليتوارى الآخرين في الرمل اضمحلال امام فارس النضال والوفاء والبذل والعطاء الذي مازال دفاقا بالحب والخير العميم .

 ختاما اقول اين رجالات تعز الذين كانوا على مدار نصف قرن من الزمن في اعلى هرم السلطة في الرئاسه الحكومة والشورى والنواب اين كان عزيز اليمن.الاستاذ عبدالعزيز وسعيدالحكيمي رحمة الله عليهما اين عبدالرحمن عثمان والعليمي ومحمود الصوفي وغيرهم الذين عايشوا المعاناة والتجاهل الرسمي لايوب العبسي بل كانوا جزءا منه وكان بإمكانهم.بورقة ايفور او اتصال باحد رؤساء الدولة المتعاقبين وآخرهم الرئيس صالح الذي منح الاوسمة واعاد الاعتبار لكثير من المناضلين الذين كان غبار النسيان قد حجبهم عن مسرح الأحداث بل لماذا الرئيس صالح لم ينصف فنان اليمن الكبير ايوب طارش العبسي الذي تصدح اليمن بأسرها بنشيده الوطني كل ماتنفس الصبح وسق الليل واسدل ستره .

 رحم الله المحافظ صالح الجنيد محافظ الضالع السابق واطال الله في عمر يحيى صالح رئيس ملتقى الرقي والتقدم اللذين كرما ايوب طارش وان كان تكريما رمزيا فحسب واطال الله بعمر ايوب الذي قال لنا يكفيني حب الناس عوضا عما ذهب

حول الموقع

سام برس