بقلم / حمدي دوبلة
خلال اكثر من سبعمائة يوم من العدوان على اليمن راينا  من القتل والتدمير والتوحش الانساني والسقوط الاخلاقي الشامل مالاعين رات ولاخطر على قلب بشر يقابله صمود واستبسال من قبل اليمنيين يرقى الى مصاف الغرائب والمعجزات.

لم يدع اشقاؤنا الاشقياء من اعراب الصحراء ومن خلفهم قوى الطغيان والاستكبار العالمي على كوكب الارض وسيلة الا استعانوا بها من اجل تركيع هذا الشعب الأبي وكسر ارادته الا انهم فشلوا ولايزالون يتجرعون الاخفاقات والهزائم على كل المستويات.

جمعوا اوباش الناس في هذا العالم والًبوا علينا الدنيا وانفقوا ثرواتهم الطائلة في شراء الذمم والمواقف وحشدوا الجيوش واقتنوا احدث الاسلحة وامطروا بلادنا بحمم احقادهم وصبوا علينا اضغانهم باحدث ماتوصل اليه العقل البشري في صناعات الآت القتل وادوات  الخراب فأزهقوا ارواح عشرات الالاف من ابناء اليمن ودمروا مئات الالاف من منازل الابرياء وممتلكاتهم وخربوا مرافق البنى التحتية واساسيات الحياة وضيًقوا على الناس في معيشتهم ومصادر ارزاقهم.

سلًطوا على اليمن وشعبه الكريم امبراطوريات الاعلام وجندوا ابواق لاتحصى من تلك الوسائل الرخيصة لتمارس  التزييف والتضليل بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.

ارتكب سلمان ومعه مرتزقة الكرة الارضية بحق الشعب اليمني طيلة عامين مجازر وفظائع يندى لها الجبين وتقشعر من هولها الابدان واقدموا وعلى مرأى ومسمع من العالم باقتراف جرائم بشعة  ماسبقهم اليها احد من العالمين ..وهاهو السفاح الكهل يجوب اليوم دول الشرق الاسيوي حاملا معه حقائب الاموال والشيكات والاغراءات بحثا عن داعمين جدد قد يحققون حلم الانتصار بعد ان  عجزت عن ذلك  سبعة عشر دولة في تحالفه العدواني.

يابى سلمان بعد سبعمائة يوم من العدوان البائس ان يثوب الى رشده ويصر على مواصلة منهجه الشيطاني في انتهاج سياسة القتل وابادة كل من يخالفه الراي ويصم اذنيه عن سماع صوت العقل والمنطق والحقائق الواردة من الميدان ويابى عليه كبره وغروره الا المضي في مغامرة الهروب الى الامام باتجاه جهنم المؤكدة.

في المقابل راينا خلال السبعمائة اليوم من هذه الحرب المجنونة صمودا اعجازيا وبطولات سيسطرها التاريخ في انصع صفحاته وبااحرف من ذهب ولاشك ستكون محل بحث وتدقيق من قبل الخبراء والمهتمين لزمن طويل قبل ان تٌعتمد كمناهج في المعاهد والاكاديميات العسكرية حول العالم.

لقد بات واضحا بان المحن والشدائد لاتزيد هذا الشعب العظيم الا مزيدا من القوة والثبات والاصرار على الانتصار وبلوغ المجد وهاهو الشعب اليمني وهو في ذروة معاناته وفي ظل عدوان همجي وحصار جائر وشامل وغير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة يفاجئ العالم باعلان النجاح في صناعة الطائرة اليمنية المُسيًرة بدون طيار فهل يستوعبون الدرس ؟أم ان على قلوبٍ اقفالها؟
نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس