بقلم / مبارك حزام العسالي
الجنة ليس الطريق إليها بعسير أو مُبهم فالجنة تحت أقدام الأمهات وليست في قتلهن وعقوقهن، و الجنة في بطون الجوعى و الفقراء وليست في سفك دماءهم وتدمير مساكنهم وقراهم وتشريدهم في العراء، و الجنة إن أردناها بصدق سنجد ريحها في حسن الخُلق و طلب العلم ابتغاءً لمرضاة الله، والجنة سيجدها من ترك الكذب و المِراء ومن أفشى السلام و أطعم الطعام ووصل الأرحام، و من أراد الجنة وجدها في إطفاء الفتن و البعد كل البعد عن إثارتها وليست في إشعال الفتن والصراعات والإقتتال وإذكاءها كما يُفتعل اليوم في اليمن، و الطريق إلى الجنة في طاعة ولي الأمر وليس كما حصل في اليمن عام 2011م حين تم استهداف رئيس الجمهورية الأسبق علي عبدالله صالح وهو يصلي في أول جمعة من رجب من قبل مجموعة من المتمردين الخارجين عن النظام والقانون.

جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا افعل لأدخل الجنة؟ فقال له (الصلوات الخمس وصيام رمضان وحج البيت إن استطعت , إن أحببت أن تزيد فقال لا).

إذاً فليس هناك أبسط ولا أسهل من الإسلام اختصره الرسول الكريم ببضع كلمات إن فهمناها بلغنا الجنة , إلا أننا ابتُلينا في هذا الزمان بدول عربية وجماعات وأحزاب ضالة تحلّ الحرام وتحرّم الحلال , تعتقد أنها فقط من يعرف الإسلام وهي بعيدة كل البعد عنه, فعاثت في الأرض فساداً وإفساداً وكفّرت المسلم قبل الكافر في اليمن وفي سائر بلاد المسلمين، فاستباحوا دماء اليمنيين العرب المسلمين حصراً وهتكوا أعراضهم وقتلوا أطفالهم ونسائهم ودمّروا منازلهم  و لم يتجرأوا على أعداء الإسلام الحقيقيين (أمريكا وإسرائيل) ومن دار في فلكهم, ليتمادوا بطغيانهم و عدوانهم في اليمن حتى على المساجد ودور العبادة والمستشفيات فأراقوا دماء الأبرياء ولم يراعوا حرمة أي شيء، وهم يعلمون علم اليقين أن من قتل نفساً فكأنما قتل الناس أجمعين و من أحياها فكأنما أحيا الناس أجمعين، إلا أنهم قتلوا الأب و الأم و الأخ و الطاعن في السن والطفل فجميعهم في عيون مملكة الإرهاب يستحقون القتل لا لشيء و لا لذنب اقترفوه فقط لأنهم يريدون العيش بكرامة وحرية دون وصاية من أحد ورفضوا الطريقة التي تتعامل بها السعودية وحلفائها مع اليمنيين و ووقفوا في وجه من أراد احتلال اليمن وسلب كرامة أبنائها واستعبادهم، تلك هي أفعال مملكة الشر وحلفائها الذين لم يراعوا القريب ولا الجار ولا الصديق فخالفوا كل ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم حين وصى بالجار وحقن الدماء وترك الفتن والإبتعاد عنها.

يدّعون الهداية ويرمون تهمة الضلالة على كلٍ من خالفهم الرأي فأصبحوا هم المقياس الوحيد للناس، خدعوا الناس عام 2011م بربيعٍ حمل في طياته أعاصيرَ من الفتن, و شتاءً قارساً من التشريد و الجوع , وهتك الأعراض وسفك الدماء.

الطريق الى الجنة غاية كل من يخشى الله حقاً و الطامع في الجنة زاهد في الحياة الدنيا و عرضها , فاغسلوا قلوبكم من رماد الحقد و نقّوها من الشوائب ثم ابحثوا عن الجنة فإن أنتم بحثتم عنها بصدقٍ تجلّت طريقها أمام ناظريكم ودعوا الخل للخالق.

*رئيس تحرير "المصير نت" لسان حال الحزب القومي الاجتماعي

حول الموقع

سام برس