بقلم/ ماجد غيلان
يدل مفهوم الصبر على مدى قدرة الفرد على تحمل الشدائد والصعاب وحبس النفس عن متطلباتها ورغباتها المختلفة .
اما معنى مفردة الصميل فلا تقتصر على مجرد العصى الغليظة التي تُعد للمواجهة المباشرة فحسب بل تدل ايضا على الاسلوب او الطريقة التي يمكن بواسطتها اجبار الاخرين على ممارسة شيئ ما ضد رغباتهم او الكف عن شيئ يرغبون به او يعدونه من حقوقهم وعادة ما نستخدم نحن اليمنيين هذه المفردة بمعناها الحرفي او بمشتقاتها واستعاراتها المتعددة فعلى سبيل المثال: يمكن اجبار الافراد او الاطفال المشاغبين مثلا على ترك فعل ما باستخدام اساليب تتسم بالغلظة سواء كانت لفظية او مادية مما يولد لديه تحملا وصبرا اكبر لتجاوز الموقف او التخلي عن مراده لصالح مصدر الاسلوب الاجباري وهكذا قد يستخدم اسلوبا مصمليا معينا مع الكبار أيضا.
وغالبا ما يأتي بنتيجة مفادها ان هناك علاقة بين مصطلحي الصبر والصميل وتتجلى هذه العلاقة في هذه الايام بقوة ووضوح حيث اتسع صبر الناس بشكل كبير جدا لم نعهده من قبل وذلك انسجاما مع اتساع حجم الاساليب الصميلية المتبعة حاليا كواقع مفروض تختلف وجهات النظر حول مبرراته من فرد لاخر ومن جهة لاخرى وهذه العلاقة الطردية بين المفردتين وإن كانت من جانب واحد والعكسية ايضا بين نقيضيهما من نفس الجانب يترجمها الواقع الحالي والسابق ايضا على التوالي فلو رجعنا قليلا الى الوراء إبان احداث 2011 او ما سُميَّ بالربيع العربي وما نتج عنه من اتساع فضاء الحرية والتعبير وانحسار الاساليب القسرية نوعا ما كاستحقاق فُرض على المتبنون لتلك المرحلة نتيجة رفعهم لشعاراته ومناداتهم به وما صاحَب ذلك حينها من انحدار في مساحة الصبر لدى الكثيرين تبعا لتواري حجم الاساليب الأوتوقراطية واخواتها.. وهو ما يقودنا الى استنتاج ان هناك علاقة طردية بين مفهومي المصطلحين وعكسية أيضا بين المعاني المرادفة لهما.
وفي خضم التحليل للأسباب وراء وجود وتجلي هذه المعادلة ولو كان وصفيا او حتى سطحيا فإنها قد تطرح مجموعة من التساؤلات من قبيل: هل تعود هذه العلاقة الى ان هناك ارتباط مكاني او زماني بين هذين المصطلحين!؟ ام ان هناك عوامل ومتغيرات اخرى قد تكون دخيلة او ضابطة تتحكم بنتيجة هذه العلاقة؟
وايَّن تكن الاسباب والمبررات والعوامل المكانية والمتغيرات الزمانية فانه وامام انسجام شعبنا العظيم مع عمنا الصميل ومدح اجدادنا له من قبل بأمثالهِم المختلفة من قبيل: الصميل جاء من الجنة والصميل جده نبي وغيرها فإنني أحييَّ صاحبنا الصميل حيث جعل الصبر كبييييرا... وأتمنى ان يظل الصبر كبيرا..
فالصبر دوما محمود وعواقبه ايضا محمودة...
وبالطبع ... إنها فعلا محمودة!؟.
