سام برس / شمس الدين العوني
منذ سنوات يعيش الفنان التشكيلي سمير شوشان وضعية اجتماعية و مادية صعبة الى  جانب المرض الذي ألم به و هو لم يكف رغم ذلك عن الفن حيث يعد عملا جديدا للمعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين و هو بالمناسبة يشكر كل من ساعده و سأل عن أحواله  من ذلك دعم وزير الثقافة الدكتور محمد زين العابدين الذي استقبله و شجعه و وعده بالاهتمام بوضعيته و كذلك وقفة رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الأستاذ الفنان وسام غرس الله و في اتصال معه تحدث شوشان عن تمنياته بنجاح العلاج الطبي و الدعم الموصول له حتى يواصل مسيرته الفنية.

سمير شوشان هذا الفنان الذي أفضت به الألوان و القماشة الى لحظات من الوعي الجمالي في صلته بالابداع و الامتاع و ما يعتمل لدى الناس..من فكرة الى فكرة و من مشروع الى آخر و من لعبة تشكيلية الى لعبة أخرى أرحب..هو الفنان المسكون بالطفولة ينحت دروب الخطى متشحا بالشجن و الحزن النبيل و رغم الحرمان و الحنين و عوائق الطريق فانه ظل على نهجه الانساني و الفني لا ترهقه النكسات بل انها من مكونات دأبه و صبره و هو ما جعله يواصل الرحلة الفنية قائلا برسالة الفنان و بالتواصل حيث المحبة عنوان درب و سبيل عمل للنجاح..

الرسام سمير شوشان واحد من فناني جهة الساحل قادته المغامرة التشكيلية و الفنية منذ الثمانينات الى معانقة الشعراء ضمن محاكاته لقصائدهم فهو المأخوذ بفتنة القول و سحر الكلمات و ممكنات العبارة الشعرية..اشتغل في حيز من رسوماته الى القصيدة هذه التي رآها ضربا من الرؤى و الأفكار التي يحتاجها الرسام مثلما يطلب الهواء و الحياة..الرسم لديه مغامرات مفتوحة  يفضي بعضها الى البعض الآخر في كون تسارعت تحولاته و متغيراته و انحدرت فيه القيم و تداعت فيه الأحلام..و من هنا كانت اللوحة لدى الفنان التشكيلي سمير شوشان بمثابة الملاذ حيث اللون المجال الفسيح للقول بالذات في تشظيها و نواحها الخافت..مثل الجسد في الأعمال الأخيرة للرسام شوشان فكرة ممكنة للذهاب بالعبارة الى ماهو نبع و عطاء و تواصل و من خلال لوحاته في هذا السياق تبرز الرغبة في التعاطي مع الانساني الكامن في الذات و الكينونة و قد وفق في ذلك من خلال تخير الألوان الملائمة و اللعب على الأشكال المناسبة ..القضايا الانسانية على غرار القضية الفلسطينية و هموم الناس و تفاصيل و عناصر حياتهم اليومية و غير ذلك اشتغل عليه سمير الفنان في عديد المناسبات و خاصة في أعماله و معارضه بعد الثورة و ها أنه يرسم البورتريهات للرموز و الزعماء من السياسيين و قد خاض تجربة أخرى من خلال لوحاته الأخيرة ضمن تفاعل و حوار مع الفنان العالمي بوتيرو..هكذا يواصل الفنان التشكيلي سمير شوشان دأبه الفني في رحاب سوسة ديدنه الذهاب عميقا باتجاه لغة الألوان و ما يمكن أن تأخذه اليها من عوالم مطلة على فجيعة الانسان و تعدد ألوانه بين الألم و الأمل في رحلة عنوانه الفن و الانسان..سمير شوشان فنان آخر من تونس يعانق الألوان في رقصة مفتوحة على الذهاب ..عاليا و بعيد..

حول الموقع

سام برس