بقلم / حمدي دوبلة
في مثل هذه الايام قبل عامين من الان كانت السعودية في نظر الكثيرين تمر باحسن حالاتها وبدت للجميع وكماهي العادة مهابة الجانب ومحل تقدير من قبل اغلب اليمنيين ومعظم الشعوب في البلدان العربية والاسلامية باعتبارها الشقيقة الكبرى وبلاد الحرمين وواحدة من اغنى دول العالم.

حينها لم تكن مملكة سعود ذات القيادة الجديدة والتوجهات الحثيثة لتشبيب الصف الاول في نظام الاسرة الحاكمة "المتهالك" قد بدات جنون عاصفة الحقد الدامي على اليمن والتي ماان دشنت اولى جرائمها بحق الابرياء من ابناء الشعب اليمني في الـ26من مارس عام 2015م حتى بدا ربيع الوهم السعودي ينقلب راسا على عقب ويتحول الى خريف طويل لا اراه سيتوقف الاً وقد اصبحت المملكة ونظامها الاسري الشمولي خبرا من الماضي مادام واصحاب القرار السياسي هناك بهذا المستوى من التبلد والعنجهية.

قرار"العاصفة" الملعونة الذي طُبخ في واشنطن كان مجنونا واُتخذ في لحظة مجنونة اختفى فيها الرشد والراشدون وغاب عنها صوت العقل والحكمة والراي السديد ومازال كذلك الى اليوم وهو يقترب من عتبة الحولين الكاملين وبعد ان سفك دماء اكثر من 30الفا من اليمنيين كبارا وصغارا رجالا ونساء وبعد ان دمر مقدرات بلد ومكاسب شعب بذل الكثير من الجهد والعرق في سبيل بنائها على مدى عقود طويلة ودون ان يحقق اصحاب العاصفة شيئا غير القتل والتدمير ونشر الكراهية والاحقاد والثارات بين الاشقاء في البلدين الجارين على نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث.

يعلم الملك سلمان في قرارة نفسه انه لم يحصد من جنونه في اليمن الا الفشل والخسران المبين والكثير من العداء المتنامي واللعنات المنثورة وانه لم يجنِ من عاصفته الهوجاء غير ضياع هيبة مملكته وتضعضع اركان عرشه وافراغ خزائنه من المال والذهب المكنوز ومع ذلك لااظنه ابدا يستفيق من اوهامه ويتخلى عن حلم النصر الحاسم الذي طالما دغدغ مشاعره التواقة الى العظمة والاستعلاء وهو الهدف الجميل الذي يزيُنه له شياطين الانس ممن لايشبعون من المال"السائب".

عقلية هذا الملك الكهل وطاقمه "المراهق" اشبه ماتكون بعقلية فرعون القديم الذي راى من البراهين والمعجزات ماتتصدع من هوله القلوب وتخر له الجبال هدًا ومع ذلك فقد قرر ان يلحق بنبي الله موسى عليه السلام وبني اسرائيل حين غادروا مصر تحت جنح الظلام هربا من بطشه وطغيانه ولم يتراجع هذا الجبار عن غيًهِ ولم يستبين الرشد الا بعد ان ابتلعته امواج البحر التي انفلقت امام عينيه فكان كل فرقٍ منها كالطود العظيم كما ورد وصف ذلك في القرآن الكريم..وماارى النظام السعودي الا مصرًاً على المضي قدما في طريق ذلك الفرعون المتكبر والى معانقة مصيره المحتوم.
جلً من لا يسهو

من الاخطاء الغريبة والقليلة التي وقعت فيها طيلة عقدين كاملين من العمل في بلاط صاحبة الجلالة ماورد في التقرير الذي كتبته في عدد السبت الماضي من صحيفة الثورة بعنوان "هكذا صارت عدن في ظل الاحتلال والغزو..حقائق صادمة" وقد تناول هذا التقرير الوضع المزري الذي تعيشه عدن بسبب صراع ادوات العدوان ومرتزقته على تقاسم النفوذ هناك ..تطرق الحديث الى احتلال قوات الجنجويد السودانية لمطار عدن واذا بقلمي يزل ويكتب مطار صنعاء في خطا انساني ربما كان بسبب كثرة الاخبار والتقارير التي تحدثنا فيها عن حصار مطار صنعاء والمعاناة الانسانية التي يتعرض لها ملايين اليمنيين بسبب هذا الحصار الجائر وغير المبرر.

عموما فاني اوجه الشكر لكل الزملاء والقراء الاعزاء الذين اتصلوا بي مصححين ومعاتبين واحيي فيهم الحرص على الدقة في تناول المعلومة واقول للجميع من لايعمل لا يخطئ وجلً من لايسهو.
*نقلاً عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس