بقلم / حمدي دوبلة
مهما حاولت ان تكون حصيفا وراقيا في لغتك وانت تكتب عن العدوان فلن تستطيع ذلك ولو حرصت ..فهذا العدو القذر يجبرك على البحث في قاموس اللغة عن اشنع واقبح المفردات والمصطلحات علًها تفلح في توصيف شيئ من قذارات وصنوف لاتُحصى من انواع السقوط والانحطاط الاخلاقي والقيمي الشامل

الخوخة هي مدينتي وأعرف جيدا سوق الدوًار وعلى دراية عميقة بمحتوياته ومرتاديه ومع ذلك فقد حرصت وكما لم افعل من قبل مع اي من مجازر السعودية بحق المدنيين واماكن التجمعات الشعبية وسألت مصادر متعددة بما فيها عناصر من اولئك المتعاطفين مع اكذوبة الشرعية المزعومة وجميعها اكدت بان السوق حين تعرض للغارة السعودية الغادرة عند وقت صلاة مغرب يوم الجمعة الماضي تقريبا لم يكن فيه جندي واحد او مرً فيه او بجانبه طقم عسكري او اي مظهر من المظاهر المسلحة المشبوهة وان كان ذلك لايبرراطلاقا استهداف السوق ومرتاديه ممن لايمتلك معظمهم قوت يومهم على هذا النحو من الوحشية والنذالة.

سقط العشرات من بسطاء الناس شهداء في هذه الجريمة البشعة وتفحمت الجثامين وتناثرت اجزاؤها وتطايرت الى مسافات بعيدة وحتما فان الاحصائيات التي تتحدث عن 22شهيدا كحصيلة اولية ليست دقيقة ابدا فكثير من الاهالي كما يقول السكان المحليون لا يزالون يجهلون مصير ابنائهم الذين كانوا خارج المنازل وقت وقوع الجريمة كما ان عددا كبيرا من الجثامين المحترقة وبقايا الاجساد المتناثرة لم يتم التعرف على اصحابها حتى اللحظة مايشير الى ان ارقام الضحايا قد يكون اكبر بكثير من العدد المعلن.
لماذا تقتلون الناس ايها الاوغاد التافهون؟ وماهي حكمتك يا"سفاح "الرياض من ازهاق ارواح الابرياء وممارسة القتل على اوسع نطاق في صفوف العامة والبسطاء؟

هل تظنون ياابناء الـ"..." بان الحروب لاتزال على عهدها القديم والبدائي حين كان معيار النصر فيها مرهون باعداد ومقدار ماستسفك من الدماء وماتخرب من مقومات واساسيات الحياة؟

الحروب الحديثة يااراذل الخلق لم تعد كذلك ابدا فمعيار حسمها في هذا الزمن يتوقف على عملياتك النوعية الخاطفة التي تدك التحصينات والمواقع العسكرية المؤثرة للعدو وعلى العمل الاستخباراتي المحكم والدقة في تحديد واستهداف الاهداف الحربية وليس قتل مئات الالاف من الابرياء وتضييق الخناق على حياة ومعيشة الملايين من البشر كما تفعلون يااشباه الرجال.

قاتلوا بنبل واخلاق يااحقر مخلوقات الله وواجهوا الابطال في ميادين الشرف والبطولة وكونوا رجالا ولو لمرة واحدة وضعوا حداً لحقاراتكم في استهداف المنازل والاسواق فهذه الاماكن لايوجد فيها غير النساء والاطفال والابرياء من الناس المثقلين باعباء وهموم ملاحقة لقمة العيش ورزايا الدنيا وخطوبها التي لاترحم فازهاق ارواح هؤلاء ليست بطولة ابدا وانما لعنات ستظل تطاردكم في الدنيا وستلاحقكم حتى وانتم في قبوركم.

*نقلاً عن "صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس