سام برس
كتب / عبدالكريم المدي
يُفاجئني دائما العديد من الناس ومنهم أصدقاء بأخبار عجيبة ومضحكة تتمحور حول علاقتي بالزعيم علي عبدالله صالح والمبالغ المالية التي يعطيني إياها.

وقد كانت آخر مرة يوم الجمعة 31مارس، عندما سألني صديق وأخ عزيز نقلا عن صديق، سمعه عن قبيلي رواه له جدّه..عن مبلغ مالي كبيرقالوا ، إن الزعيم وجّه بصرفه لي من أجل الحشد الجماهيري إلى ميدان السبعين يوم 26 مارس ، وتحديدا من مديرتي في وصاب العالي ،حيث وقد ألتزمتُ بستين سيارة تأتي من هناك محملة بالجماهير.

وتقول الرواية بأنني فعلا حشدتُ لكنني " لهفتُ " المبلغ ولم أعطِ أحدا شيئا ، وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، بل أن إحدى السيارات تعرّضت لحادث مروري أصيب على إثره من كان على متنها من الجماهير ومع هذا لم ألتفت لهم أو أعالج جراحاتهم.

للعلم أن هذه( العطية) أتت بعد إشاعة سبقتها بفترة وجيزة وتُفيدُ بأن الزعيم وجه -أيضا - بصرف ثلاثة ملايين ريال لي ، وقد أستغرب حينها أحد الإخوة الذين هم ربما على صلة مباشرة به  من سخاء فخامته تجاهي.

المهم وأقسم على ذلك - يا قوم - إنني أعاني من مشكلة كبيرة ، فكل ما يتعلق بحياتي حتى بقيمة فواتير ملابسي والفواتيرالمرضية وأي شيء اقتنيه ، يُجير بأنه على حساب الزعيم .

فحينما أشتريتُ مثلا ،سيارة ، ما زلت أسدد قيمتها للساعة ، قالوا إن الزعيم وهبني إياها.
وحينما ألبس بدلة بقميص وربطة عنق أنيقين يقولون بإنها على حساب الزعيم.

وحينما يشاهدني البعض أتناول طعام الغداء في أحد المطاعم المعروفة يقولون إنها فلوس الزعيم ،لدرجة أن أحدهم جاء ليهمس في أذني ذات مرة  قائلا: كم يعيطيك الزعيم شهريا؟ عجزت عن الإجابة ..!

 وحينما تزوجتُ اشاعوا بأن الزعيم هو من تحمل جميع التكاليف.
وحنما أشتريتُ سلاحا شخصيا بسيطا جدا قالوا إنه قُدّم لي كعطية من فخامته ،حفظه الله .

وحينما تمت أكثر من مرة محاولات تصفيتي  والأعتداءات والتقطع عليّ  وتحطيم زجاجات سيارتي قالوا بأنني قبضتُ ثمن كل حادثة من الزعيم وأن الأمر كان مرتبا له .

وحينما تم الاعتداء على ابني والصياح في وجهه بأن أبيه عفاشي وكاد يومها أن يفقد عينه قالوا إن الزعيم اعطاني عطاء من لا يخشى الفقر .

وحينما أقول إنني لم أدفع إيجارات الشقة التي أسكنها منذُ عدة أشهر يقولون :" على من ياهامان " إحنا عارفين إن الزعيم متكفل بكل شيء ،هذا إذا لم يكن قد اكرمك ببيت فخم .

ولا أخفيكم سرّا بأنني قد صرت أخشى من أن أصاب بمرض ما ، أو أحد أفراد عائلتي - لا سمح الله - ويأتي هوءلاء يباركون لي مهنئين بالمبلغ الذي صرفه لي الزعيم ، أو حتى تحين ساعة القدر وأموت، قد لا يصدقون ذلك أيضا ،وممكن يقولون إن المسألة تمثيلية،وبدلا من أن يعزّوا أهلي سيأتون ما بين باحث عن قرض أوصدقة على روح ميت المستقبل وما بين سائلين عن كمية المبلغ الذي منحه لي الزعيم مقابل موتي.

صحيح الإشاعة تستهوي الناس وتعمل فيهم عملتها ، لكن إلى هذه الدرجة لاأعتقد أن تصير عقول البعض صغيرة إلى هذا المستوى .
وفي كل الأحوال من طرفي أعتبرها من باب ( صيت الغناء ولا صيت الفقر)، بل أنها مصدر فخر وشهادة لي بأنني مؤثر وأحظى بتقدير شخص تحلم الملايين من الناس أن تنظر إليه مباشرة أوتصافحه وتتحدث إليه.

ويبقى في الأخير أن أوضّح الآتي :

- لم أكن يوما ولن أكون مرتزقا يبحث عن ثمن لمواقفه، أو متسولا في باب أحد .
- وأقسم بالله بأنني لم أبحث يوما من الزعيم على ريال واحد ولا مئة ألف ولا مليون ولا أقل من ذلك ولا أكثر .
- وأقسم بالله بأنني لم أحصل يوما، سواء من الزعيم أو من أحد أقاربه أو عن طريق أي شخص له صلة به على ريال واحد  أو دولار واحد أو مئة ألف أو مليون أو أقل  أو أكثر.
- ولكم أن تسقطوا القسم السابق على كل الامتيازات .

أخيرا ، أعتقد أن هذه الحقائق لستُ معنيا ولا ملزما بنفيها أو إثباتها لأنني وأهلي و أفراد أسرتي ، على ثقة كاملة بالنفس، وعلى درجة عالية من الإيمان العميق أن الرزّاق هو الله، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية المبادىء والقناعات التي تربينا عليها ونُعلنها أونُدافع عنها ليست محلا للبيع والشراء ..

ولكل من هو منشغل بي وبأي شخص محسود مثلي حتى على فقره وعزّة نفسه وقناعته نقول له: تطمن ،فنحن لا نمتلك أرصدة ولا أراضي ولا أي شيء ثمين .. لكننا نمتلك ما هو أغلى من كنوز الأرض، الوفاء، النُبل ، الكرامة ، إحترام الذات ..

أما الرئيس علي عبدالله صالح، في تصوري أنه لا يحتاج أبدا لمن يشتري له بالمال مواقف الناس كي يحضروا ويشاركوا في ميدان السبعين أو غيره ، لأنه  بكل بساطة قد رزقه الله حبهم ، فمعظمهم  ينظرون له كقائد وطني بكل ما في المعاني الايجابية التي ينطوي عليها التعبير..وبخطاب واحد يستطيع أن يحشد إلى ميدان السبعين خلال 24 ساعة أربعة ملايين يمني .
والسلام

حول الموقع

سام برس