سام برس
استضاف التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الأستاذ سيف الوشلي رئيس المعهد الديمقراطي للتنمية في ألمانيا والمنسق العام للتجمع في ألمانيا في لقاء حول "الموقف الأوروبي من العدوان الأميركي السعودي على اليمن" وذلك بحضور شخصيات وفعاليات سياسية وثقافية عربية وإسلامية.

استهل الأمين العام للتجمع الدكتور يحيى غدار اللقاء مرحباً، مذكراً بمؤتمر كامبل بنرمان الذي انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين وبحضور ممثلي عن ستة دول استعمارية في ذاك الوقت هي بريطانيا، فرنسا، ، إيطاليا، بلجيكا، اسبانيا وهولندا، بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب هذه الدول إلى أطول أمد ممكن. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان، وقد خلصت هذه الوثيقة الى أن السبيل الوحيد للإبقاء على استمرارية إمبراطورياتهم الاستعمارية يكمن في استغلال ونهب ثروات المنطقة العربية وتفتيت وتقسيم دولها و ابعادها عن التنمية والتطور العلمي .حيث كان ذلك المؤتمر القاعدة الأساس لوعد بلفور  وساكس بيكو وانشاء الكيان الغاصب والوقوف في وجه أي عمل تكاملي ووحدوي وتدمير عوامل القوة في هذه الأمة وما سمي بالربيع العربي  إلا تكملة لهذه الأهداف المدمرة .

ولفت الدكتور غدار الى ان الانتهازية  السياسية الاوروبية وخاصة الفرنسية أوصلت الرئيس هولاند الى حالة من العبودية تجاه دول الخليج، وذلك من خلال صفقات أسلحة وعقود تجارية تعدت مليارات الدولارات، وبذلك شكل المال الخليجي ثمن الصمت الأوروبي تجاه الانتهاكات السعودية في اليمن وسوريا ودول المنطقة عموماً.

بدوره، انطلق الأستاذ سيف الوشلي من الموقف الأوروبي، حيث كان واضحا الاختلاف الذي شابه والتغير الذي حصل فيه من فترة ما قبل "الربيع العربي" الى ما بعده، فقبله كانت أمريكا وفرنسا وبريطانيا تتقاسم النفوذ في المنطقة، فيما كانت روسيا وبقية الدول بعيدة نوعا ما عن تقاسم الكعكة. الكل الان لهم طموحات حقيقية في خلق شرط أوسط جديد ومحاولة اثبات تواجدهم فيه كلٌّ بدوره، والواضح ان موقف الدول الأوروبية حاليا مبهم مما يحدث في العالم العربي والسبب هو أن هناك ما يجري وراء الكواليس من تحضير وتخطيط للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب من المرحلة المقبلة.

فالأوروبيون الان يحاولون فتح خطوط مع أمريكا لإعادة مكاسب الحرب العالمية الثانية والواضح ان هناك وعودا أمريكية حقيقية للأوروبيين بمكاسب في المنطقة وهو ثمن الصمت الأوروبي المبهم حيال ما يجري حول العالم.

وأضاف الأستاذ الوشلي: "في السنة الأولى من العدوان كانت هناك مواقف جيدة لعدة دول، الا انها سرعان ما تحولت ليصل الامر الى نقاش موضوع إيقاف بيع الأسلحة للسعودية، ولكن الموقف تغير بشكل مفاجئ وبدأ الجميع باستئناف بيع السلاح لآل سعود مجدداً. أي أن الأوروبيين يرون مصالحهم مرتبطة بالسعودية وبعيدة عن اليمن ومن هنا استراتيجيتهم قائمة على المصلحة.

وأكد الأستاذ الوشلي أن عمليات التواصل قائمة مع العديد من الجهات الأوروبية الرسمية والشعبية لتغيير الموقف السلبي تجاه اليمن او تجاه من يقف ضد العدوان؛ وهنا نلاحظ أنهم وعلى الرغم من مواقفهم الرافضة للمقاومة اليمنية الا أنهم لا يتخذون أي خطوات ضدها، والسبب انهم لم يعودوا متمسكين بالسعودية ولكن هذا الموقف السلبي على المدى البعيد من خلال الاستفادة من المال الخليجي في الوقت الراهن وعدم ابداء أي موقف واضح تجاهها. ولديهم يقين بأن النظام السعودي دخل بداية نهايته. وهم يؤدون مهمتهم بإضعاف دول المنطقة وتدميرها.

ولفت الأستاذ سيف الى ان هناك محاولات للرباعية "أمريكا بريطانيا السعودية والامارات" لسحب ملف الحرب السعودية على اليمن من مجلس الامن وهو الامر الذي بات يزعج عددا من الدول كون ذلك يعتبر انتهاكا للشرعية الدولية وفيه تهميش للاعبين كبار من روسيا الى الصين وألمانيا وفرنسا وغيرها، مع العلم أن الأوروبيين والبريطانيين تحديدا لديهم تخوف كبير من انهيار المملكة السعودية لأنها من كبار المستفيدين من هذا النظام، كما أننا على يقين بأن "إسرائيل" هي المتضرر الأكبر من ذلك الانهيار ومن أي هزة تصاب بها مملكة الرمال

وفي الختام أكد الأستاذ الوشلي ان هناك ركودا في الملفين السوري واليمني لان هناك خلافات بين أطراف النفوذ الكبرى، مشيرا الى ان الرئيس الأمريكي ترامب اثار نقطة مهمة في حملته الانتخابية حيث قال بان أمريكا ليست المستفيد الأكبر من السعودية بل ان "إسرائيل "هي المستفيد الأكبر ان كان داخل الولايات المتحدة او خارجها، وتحدث عن ان الولايات المتحدة تقدم الحماية مجانا لها،وبالتالي هناك زعزعة في المواقف الدولية تجاه السعودية وربما قد يصل الامر بالمنطقة الى حالة عارمة من الفوضى والدمار.،مما فرض على ولي ولي العهد محمد بن سلمان  بالهرولة الى الولايات المتحدة لدفع الثمن المطلوب لضمانة الحماية من الرئيس ترامب.
مع تحيات
د. يحيى غدار
امين عام التجمع

حول الموقع

سام برس