سام برس
خرج  صحفي بارز وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ، حليف جماعة أنصار الله عن صمته بعد الحديث الذي تردد حول تفعيل وإعلان قانون الطوارىء الذي يعتقد الكثير من المؤتمرين بأنه يستهدفهم، اضافة إلى تهديدات كثيرمن القيادات الحوثية وأنصارهم بمحاكمات ومحاسبات من يسمونه بالطابور الخامس، والتي - حسب كثير من المؤتمرين وأنصارهم - مُهِد لها ولقانون الطوارىء بإصدارحكم مفاجىء قضى بإعدام الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي.

 الكاتب والقيادي المؤتمري عبدالكريم المدي ، ذكر في مقاله عددا مما أعتبرها بالحقائق بأسلوب راقي بعيدا عن التجريح ، محذرا حلفائهم الحوثيين من الغرق في مستنقع كراهية وإستعداء ونفي الآخر، كما تطرق فيه لما كان ينتظره اليمنيون الذين احتضنوا هذه الجماعة وناصروها في هذا التوقيت بدلا من التهديد والوعيد والمحاكمات مراقبون كُثر اعتبروا بأن هذه مثل هذه الصراعات والتجاذبات دليل واضح على عمق الخلافات والصراعات الحاصلة بين الحليفين المؤتمر وأنصار الله.

نص المقال كما نشره الكاتب المدي في حسابه بالفيس بوك :

بدلا من اطلاق سراح الصحفيين والكُتّاب والمختطفين الذين تم اختطافهم من بيوتهم ومن الطرقات وتفعيل قرار العفوالعام وتمكين اللجنة المشكلة بموجبه من ممارسة عملها قولا وعملا ، تمعنون يا حلفاءنا في التضييق على الحريات وتطفيش الناس ،ورفع الدعاوى القضائية في المحاكم ضد الجميع وفي مقدمتهم الحلفاء من الصحفيين والناشطين والحقوقيين وتهديدهم بالمشانق والعقوبات وتحرضون عليهم حتى في خُطب الجمعة كما حصل في خطبة الجمعة الأخيرة بأحد جوامع العاصمة صنعاء، حينما تم تناول الحقوقي والمحامي البارز محمد محمد المسوري والتحريض ضده وضد الدكتور عادل الشجاع ورفع الدعاوى القضائية ضد الصحفي الكبير محمدأنعم ، وكامل الخوداني وغيرهم الكثير.

أما المفاجأة الأكبر فقد تمثّلت بإصداركم حكما قضائيا ،لا ندري أنه صدرمن محكمة أم من بدروم، من خلال رسالة عبرشبكة الواتس آب ، أم نصية، قضى منطوقه بإعدام الصحفي / المدني الأستاذ /يحيى عبدالرقيب الجبيحي .. الذي قال الخبر المقتضب الذي تفضّلتم بنشره لتبشير المحبين وتخويف الخصوم ،بإنه أدين بتهمة التخابر مع السعودية..

فيما نجله حمزة الذي لا يحمل إلا القلم ونظارة طبية قد يكون جُرّد منها في محبسه..فما يزال منتظرا هو الآخرلحكم لا يعلمه إلا الله ومن يُخطط ويدفع بإتجاه هذه المنحدرات.

لقد حيرتمونا كثيرا يا حلفاء، يا رفاق ، يا شركاء ، يا قوم ..إرحمونا وإرحموا أنفسكم ،هل خلقتم لكي تعترضوا على كل شيء وتستعدوا كل الناس حتى الذين وقفوا ويقفون معكم في خندق واحد؟

لكم دافعنا عنكم وعن حركتكم ومظلوميتكم  بنبل وشرف ووطنية وشجاعة ،حينما كنتم متهمين في جبال صعدة وغير آمنين على أنفسكم خارجها ،ولكم قلنا أنتم يمنيون ومن حقكم المشاركة والتعبيرعن أنفسكم وممارسة كامل حقوقكم وحقوق المواطنة غير منقوصة كغيركم وكُنا نُتهم حينها من قِبل البعض، بعديد من التهم التي لم نلتفت لها يوما، لأننا نؤمن بما نقوله، ونعتبركم وما زلنا ،جزءا أصيلا من نسيجنا الوطني وهويتنا اليمنية الجامعة..

 ومن المناسب هنا أن نشير إلى أنه ورغم كل الملاحقات التي كانت تحصل لكم ما بين حين وآخر ، إلا أنها لم  تصل يوما إلى مستوى إصدار أحكام قضائية بإعدام صحفي أو ناشط من أنصاركم ، أو تم سجن صحفي متعاطف معكم وملاحقته ، فأقصى عقوبة كانت تطال المتعاطفين ،من أمثالي هي المضايقة أو الفصل من وظيفة ما في قطاع خاص وليس حكومي ، هذا إذا كان صاحب العمل يتّخذ موقفا معاديا لكم، وربما أن هذا ما نلته ذات مرّة قبل أكثر من تسع سنوات ..
واليوم يبدو أنكم تجاوزتم كل المخالفين لكم بمراحل واسرفتم في الخصومة والعقاب، محاولين دمغ كل شيء بدمغتكم وتعبئة كل شيء بفكركم ورؤيتكم وطريقتكم ومنهجكم، وكأن الناس خلقوا من أجل أن يقولوا لكم حاضر..لبيتم، نحن جوعى لرضاكم ..!

المهم لا أريد أن أطيل كي لا تأخذني حقائق الواقع إلى الحديث عن المزيد منها وبالتالي أصاب بلعنة الطرد من رحمتكم .. مع أنني ناصح أمين أكثر منّي مخالف، وما أود أن تفهموه هو أن  أخطاءكم والاستمرارفيها سيضران بكم ،وهذا ما قلته لكم قبل عام ونصف العام من خلال مقال كان عنوانه  : ( أنصار الله أصدقكم القول ).
واليوم اكررها :صدقوني ستغرقون في حال واصلتم التمسك بهذه السياسات وشجعتم أو تغاضيتم على غزوات الوزارات ومؤسسات الدولة، ومواجهة المنتقدين للفساد المريع لبعض المحسوبين على جماعتكم، بالترهيب والتعنيف والويل والثبور.
عذرا أضيف :
لا تغرّكم  المظاهر الخادعة للقوة والسلطة ولا يخدعكم من يدفعون بكم إلى مخاصمة الجميع، لأنهم لا يريدون قول كلمة الحق التي يعتقدون إنها ستؤثّر على مصالحهم  الشخصية وتقودكم  إلى مراجعة النفس ،والتوقُّف عند مثل هكذا حقائق تقول  اليمن بلد كبيريتميز بالتنوع والتعدد والتعاييش ولن يحكمه أي طرف لوحده، سيما إن كانت  الأطراف أو الشرائح الأخرى تُمثّلُ السواد الأعظم من الشعب ،شماله أوشمال شماله وجنوبه أوجنوب جنوبه وشرقه وغربه ووسطه).

ولا يفوتنا الإعتراف لكم بخيبة أملنا الشديدة تجاه تعاطيكم مع الأوضاع وعدم إستفادتكم من دروس التاريخ وتجاربه..
أما الأمر الأكثر إحباطا لنا فهو، إنتظارنا الذي طال ،لخبر علّه يُفرحُ ملايين الجوعى يفيد بتوصلكم مع شركائكم لحلول ولو جزئية توفرون من خلالها إيرادات تُمكنكم من صرف ولو ربع راتب للموظفين المساكين كل ستة أشهر، بدلا من اطلاق التهديدات والوعيد بتفعيل قانون الطوارىء من أجل كتم كل من يصرخ  ويقول: أطفالي ماتوا جوعا ومرضا ،وحياتي تحولت إلى جحيم لا يُطاق ..

الطائرات تُحرقنا من السماء وأطواق الحصار تحكم قبضتها علينا برّا وبحرا وجوا، وسلطاتنا في الميدان تتوعدنا  بالقمع والتخوين لكل من يقول أغيثونا ،أو يقول إن كثيرا من المشرفين وممثلي اللجنة الثورية، التي أنتهت منطقيا مع تشكيل المجلس السياسي الأعلى والحكومة، يتحكمون بكل صغيرة وكبيرة ويبطشون بكل شيء يعترضهم.

وأخيرا ، نجدد الدعوة الصادقة والحريصة عليكم ،باطلاق سراح الصحفيين والمظلومين وإلغاء الحكم الصادر بحق الأستاذ يحيى الجبيحي ، والافراج عنه وعن نجله ، ومعهما الصحفي عبدالخالق عمران وغيره ..
وعلى الله قصد السبيل.
عبدالكريم المدي

حول الموقع

سام برس