بقلم / عبدالله القاضي
حذرت الأمم المتحدة هذا الشهر من أن الحرب المستمرة منذ عامين في اليمن قد تحرم جيلا من الأطفال من التعليم مما يجعلهم أكثر عرضة للزواج المبكر أو التجنيد للقتال في الصراع الذي راح ضحيته عشرة آلاف شخص على الأقل.
 
وقالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) باليمن ميرتشيل ريلانو في مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء إن عدم دفع الرواتب لشهور أثر على ثلاثة أرباع المعلمين في البلد الفقير مما يعني أن ما يصل إلى 4.5 مليون طفل قد لا يستكملون عامهم الدراسي.
 
وأضافت "لدينا في الوقت الحالي أكثر من 166 ألف معلم لم يتلقوا راتبا منذ تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي. ويمثل هذا تقريبا 73 بالمئة من العدد للمعلمين في البلاد." (يمن برس - رويترز)

رغم ما وصلت إليه الحال في اليمن من تدهور في جميع مجالات الحياة، وذلك نتيجة الصراع الدولي (الأمريكي ــ البريطاني) على اليمن بأدواته المحلية والإقليمية التي تدمر فيه البشر والشجر والحجر دون لفتة إنسانية أو دينية أو أخلاقية من أحد. هذا الصراع الدائر بإشراف مباشر من الأمم المتحدة عبر مبعوثيها إلى اليمن سابقا وحاليا خدمة منها للدول الاستعمارية العظمى التي أسستها لخدمة مصالحها وفي مقدمتها أمريكا.
 
ولأجل تحقيق أهداف دول الصراع الدولي في بلاد المسلمين ومنها اليمن تستخدم الأمم المتحدة منظماتها المختلفة للتعبير عن مشاكل تلك البلدان التي هي في الأساس من أوجدتها، ومن جهة أخرى تأتي بالحل من وجهة نظرها الرأسمالية ذارفة دموع التماسيح على الأطفال ومستقبلهم الدراسي الذي هو في الأساس منهج تعليمي على الطريقة الرأسمالية المناهضة لعقيدة وثقافة المسلمين.
 
كما وتحذر من الزواج المبكر ولكنها في الوقت نفسه تشجع الشباب على السفور الأخلاقي في بلاد المسلمين من اختلاط وتعرٍّ وانفتاح ومساواة وكذلك إقحام مادة الثقافة الجنسية ضمن مواد الدراسة الإلزامية في بعض من بلدان المسلمين، وصولا بالنظام الاجتماعي في بلاد المسلمين كما هو لديهم.
 
إن الغرب لن يهدأ له بال ولن تستقر له حال إلا وقد أوصل المسلمين إلى ما يريد ومع هذا لن يرضى عنا كما وصف حالهم لنا ربنا عز وجل فقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ﴾. ولكن أنى لهم ذلك.
 
أما تجنيد الأطفال و الشباب فهذا ما يريدونه وذلك للفتك بالعنصر البشري المسلم كما فتكوا بعنصرهم البشري سابقا في حروبهم العالمية من جهة، ومن جهة أخرى حرف مفاهيم الشباب المسلم عن معنى الجهاد في دولة تطبق الإسلام في الداخل وتحمله للعالم رسالة هداية ورحمة.
 
أليس حرياً بأهل الإيمان و الحكمة أن يعوا ذلك، وأن يعملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي هي الكيان التنفيذي لأحكام عقيدتهم وفيها العلاج الناجع لمشاكلهم، بل ومشاكل العالم أجمع، صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، فقيرهم وغنيهم، ليعيشوا جميعا عيشة هنيئة، بدلا من عيشتهم الضنكى نتيجة إعراضهم عن ذكر ربهم، وفوق هذا كله ليرضوا ربهم عز وجل فينالوا سعادة الدارين؟
 * عضو حزب التحرير

حول الموقع

سام برس