سام برس
كشف كاتب وصحفي مؤتمري بارز حقيقة ماجرى في وزارة التخطيط والتعاون الدولي ، وكيف تم الهجوم عليها ، ومحاصرتها بحوالي عشرين طقما من المسلحين الذين يُقال بأنهم ينتمون لجماعة أنصار الله ، وذلك إثر المنشور الذي كتبه مساء أمس الزميل والقيادي في الجماعة الأستاذ /عبدالرحمن الأهنومي ، ووجه من خلاله تهما لوزير الخارجية - وزير التخطيط( المُكلّف) المهندس هشام شرف ..الذي مارس عمله فيها يوم أمس السبت.

الكاتب والقيادي المؤتمري عبدالكريم المدي ، ذكر تفاصيل ما حدث في مقال من أرقى المقالات ذات اللغة الحصيفة والأسلوب الشيق والممتع ..نشره في صفحته على الفيس بوك .. وهذا نصّه:

دخل المهندس هشام شرف وزير الخارجية - وزير التخطيط ( المُكلّف) صباح السبت لممارسة عمله وعقدَ اجتماعا قصيرا مع زملائه الذين عمل معهم في التخطيط لأكثر من (20) عاما..

حيا معظمهم وخاطبهم  واحدا واحدا مضفيا على اللقاء جوا من الود والبساطة والمسؤلية والتواضع .
 أما كلمته التي كان نصفها موجّها ضد العدوان الهمجي على اليمن ونصفها الآخر موزعا ما بين السؤال عن أحوال ومصاعب الوزارة وموظّفيها وتقديم لمحة عن رؤيته في إستعادة دورها.

لكن قبل هذا كله كان قد اقترب منه شخص ولازمه خلال تواجده في الوزارة ،وقال له : أنا فلان ، رد عليه الوزير بكل لطف موضحا بأنه لم يعرفه في الوزارة من قبل، مستفسرا بصورة عادية جدا هل هو معين حديثا؟ وبدوره  رد على الوزير، مؤكدا بأنه تعيّن في موقعه منذُ عام ونصف تقريبا، وتحديدا مكان الوكيل السابق (الشاطر)،وأنتهى الأمر، ولم يحدث أبدا أن الوزيرسبّه  أو طرده أواختصم معه أو ذكر اللجنة الثورية أو غيرها.

 ومشت الإمور بهذا الشكل وبعد إنتهاء الاجتماع غادر الوزير نحومجلس الوزراء لمقابلة رئيس المجلس الأستاذ /الدكتور/عبدالعزيز بن حبتور،ومن ثمّ اتجه نحو وزارة الخارجية لمواصلة العمل بجهد استثنائي من أجل البلد والقيام بمسؤلياته ومهامه ..

المهم ..هشام شرف - يا أستاذ عبدالرحمن - هذا الرجل الذي قلت فيه ما لم يقله مالك في الخمر،يُحاول مخلصاً تحسين الصورة النمطية المترسّخة عن بعض ممارساتكم لدى الداخل والخارج ،وأنتم تُصرّون على تكريسها ..
وهشام شرف - يا أستاذنا الفاتح - هو من تتناقل الوسائل الإعلامية العربية والدولية تصريحاته وخطابه ورسائله التي تنقل مظلومية اليمن وتنافح عنه من قبل أن يتعين وزيرا للخارجية بمدّة..
وهشام شرف يحمل القلم والبندقية لمواجهة العدوان من قبل أن يتعين وزيرا للخارجية أوالتخطيط ..
وشرف - وهذه شهادة للتاريخ - يمنح كل من يحيط به أويسمعه الروح المعنوية العالية وجرعات من الأمل والمغالبة والصبر والصمود ،وهذا ما قد يعجز عنه مليون شخص يفكر بطريقة عمودية ويكتب بمفردات مُلغّمة، يُوزع من خلالها صكوك الوطنية والتُّهم والأحكام المسبّقة وألفاظ الوعيد والتهديد ، كذلك المنشور الذي تم على إثره القيام بغزوة وزارة التخطيط المسكينة التي لا تحتاج أبدا لكل تلك العدّة والعتاد.
وشرف ،يا عزيزي، لو كان اراد المكاسب والراحة مقابل صمته فقط، لكان منذ عامين متنقلا بين عواصم الإقليم والعالم، غير أنه فضّل البقاء مع كل يمني يواجه القصف والحصار والتهديد.

ولهذا كله ولكل ما مضى ، وربما سيأتي ، نرجوكم بصدق ، أن لا تجعلونا نندم على دفاعنا المبدئي عنكم ووقوفنا في صفّ كل من ينتمي لكم  منذُ العام 2004 ، وصولا إلى اليوم الذي تحرّكتم فيه صوب العاصمة، ونحن نهتف ونشجّع أبو علي الحاكم والفيشي وووووغيرهما ... مرددين بعض أسمائكم كما يُردد محبو الليغا الأسباني أسماء (ميسي ) و( كرستيانو رولاندو)  في مدرجات (سنتياكو برنابو) في مباراة تحديد البطل .

نضيفُ ونقول :  لكم نجد أنفسنا مضطرين للاشفاق عليكم وعلى العقلاء بينكم الذين يحملون مشروع دولة وشراكة وقبول بالآخر وبالعصر.. ولكم نشفق على البلد من تفكير مقلوب وسياسة عمياء وأسلوب فجّ ..

أما وزارة التخطيط لو كان لكم مطامع فيها أو وجهة نظر ، كان بإمكانكم تحقيق ذلك بصورة أقل إساءة وتشويها وإفشالا لكم وللبلد ولفخامة الرئيس صالح الصماد - رئيس الجمهورية - رئيس المجلس السياسي لأنصار الله ، الذي نعترف به أكثر منكم ونناصره أكثرمنكم ونحترم قراراته أكثر منكم .

 وأما الحسرة التي تجتاحنا وتجتاح غيرنا ، فتتجلى ، عندما نتخيل ،كم كنتم ستبدون فاتحين وأبطالا حقيقيين وأنتم تحشدون عشرات الأطقم تلك دفاعا عن الوزارات والمؤسسات والدولة التي ننتمي لها جميعا.

ولكم كنتم ستبدون أبطالا - أيضا - وأنتم تحشدون المقاتلين نحو ميدي وباب المندب ومن ثمّ نحو القدس الشريف لتحريرها ..بدلا من تحرير وزارة التخطيط وغيرها ،من رمزيتها ومكانتها كمؤسسة تتبع دولة ،وليس مكونات وجماعات وميليشيات ومجموعة شاصات.
العاقبة للمتقين.. وعلى الله قصدُ السبيل..

حول الموقع

سام برس