بقلم / عبدالكريم المدي
أمر مؤسف القول :إن العدوان على بلادنا والأوضاع المأساوية الكاريثية التي تعيشها تُقابلها سياسات غريبة تتحدّى الأفهام وتصدرُعن بعض أناس قابعين تقريبا في أبراج الغطرسة ، تدفعهم شهية نفي للآخر مفتوحة بقُطر يُساوي قُطر كوكب بحجم المشتري .

أتذكّر وأنا أشارك مع مجموعة من الإخوة والأصدقاء في جماعة أنصار الله بإحدى المناسبات الدينية التي أقيمت يومها بخط الأربعين(بعد منطقة حزيز) قبل أن يدخلوا العاصمة صنعاء ويستلموا السلطة بفترة،أننا وخلال نقاشاتنا تحدّث كثيرٌمنهم عن القائد والسفير أحمد علي بتقدير بالغ،وبما هو فيه، واستدلوا على ذلك بانضباطه وأدائه الاحترافي في قيادة الحرس الجمهوري، إلى جانب عدم بحثه عن الأضواء أو الإستقواء بمكانته،سواء هو أوأشقاؤه وأبناء عمومته، الذين لم يُسمع عنهم يوما بما يسوء،ولم ينجرفوا في أي أحداث وفي مقدمتها أحداث 2011 خاصة بعد الجريمة الإرهابية في جامع النهدين في جمعة 3يونيو، وكيف أن العميد أحمد الذي أُسْتُهْدِفَ والده وأقاربه وكبار قيادات الدولة،ضبط النفس وألتزم بتوجيهات القائد الأعلى للجيش وهو الذي كان قادرا على سحق أي طرف والوصول إليه في أي مكان.

وليس ذلك فحسب ،بل أن الكثير ،أيضا،كان يثني على تضحيته ووقوفه مع البلد وتفضيله البقاء أسيرا في الخارج،رافضا كل إغراء وترهيب.

لكن يتّضح أن هذه الميزة النبيلة، قد تعرّضت لبعض عوامل الترعية،بدليل أن صحيفة الثورة الرسمية نشرت يوم السبت 6 مايوخبرا في صفحتها الأولى ،حوّلت من خلاله الرّجُل من بطل وأسير حرب،إلى سائح وصل مؤخرا السويد.

وبالتالي نفهم أن محبّة السفير التي يحظى بها،لم ترق لبعض الناس الذين ظنّوا بأنهم سيؤثرون على سمعته،لكنهم خدموه من حيثُ لا يعلمون، حيثُ رفعوا شعبيته وذكروا الناس به، ليفشلوا في المهمة فشلا ذريعا،وأمام ذلك فدورنا هنا هو مواساتهم ،كوننا أولا: حلفاء وثانيا: لا نعتبر التشفّي بهذا السقوط أو ذاك الفشل بطولة.

بالله عليكم هل هناك منطق سليم يُفسّرلنا دافع نشر مثل هكذا خبر/ فضيحة، وفي هذا التوقيت،ولمصلحة من؟
ياجماعة احترموا عقول الناس وقدرتهم على التميز بين المعقول وغير المعقول ،المعلوم والمجهول، ولا تستخفّوا بهم إلى هذا الحدّ،ولا تنسوا- أيضا- أنه من الفروسية والقوة معا إعتراف المرء للآخر بحقه،وبما هو فيه،حتى وإن كان ينظر له كخصم محتمل.

وإذا لم تقدّروا أحمد علي شخصيا ، قدّروا والده الزعيم /علي عبدالله صالح ،الذي ضحى ويُضحي بكل شيء، ويقف بثبات وشموخ نادرين مع كل الشرفاء في خندق الدافاع عن الوطن..

وإذالم تقدّروا هذا ولا ذاك قدّروا أنصار السفير، من المدنيين والعسكريين،المثقفين والعوام ،القبائل والعمال، الفلاحين والبنّائين.

وإذا لم تقدروا كل هوءلاء قدّروا العميد /الركن / طارق صالح ،الذي يقوم،ومعه آلاف الضباط والأفراد من الجيش والقبائل والمتطوعين بمهمة الدفاع عن كل شبر يستطيعون الوصول إليه من أرض الوطن ،برّه وبحره وسماه.

حول الموقع

سام برس