سام برس
كشفت صحيفة لندنية معلومات هامة وقراءة موضوعية تتعلق بمغادرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح لليمن ، ومن هي  الأطراف التي تضغط من أجل تخليه عن البقاء في بلاده ، وماصحة الأخبار وأستجابة صالح  لها ، ولماذا يطلب منه هذا الأمروفي  هذا التوقيت؟ ..

وكشف الكاتب البارز والذي يعتبر من المقربين من القيادة المؤتمرية والمحسوبين عليها بقوة عبدالكريم المدي ، لصحيفة رأي اليوم اللندنية الشهيرة عددا من المعلومات المتعلقة بمغادرة صالح وحقيقة ذلك ومن هي الأطراف المستفيدة ، مقدما جملة من النصائح .

وإلى نصّ المادة التي نشرتها له رأي اليوم.

عن مغادرة صالح لليمن .. قراءة من زاوية مختلفة..!

عبدالكريم المدي

كل الشواهد ومنطق الواقع تقول: إن الرئيس اليمني السابق - رئيس المؤتمر الشعبي العام /الزعيم / علي عبدالله صالح ، لن يغادر اليمن، تحت أي ظرف كان.

وهذا تقريبا أمر مُسلّم به حتى لدى دوائر صناعة القرار الغربية،وما يُشاع بين فترة وأخرى عن وجود ضغوط أميركية وخارجية على هذا الرجل ،الصعب ،العتيد ،العنيد ما هي إلا عبارة عن تسريبات إعلامية قد يكون الهدف منها الإستثمارالسياسي الذي يصبُّ في مصلحة الخيار العسكري لتحقيق إنتصار إعلامي، شكليٍّ من قِبل الرياض وحلفائها وتحديدا أبوظبي.

اليمنيون ،سواء من أنصار صالح ،أو غيرهم قد تكوّنت لديهم مناعة قوية  تقيهم من أي فيروس من فيروسات الإشاعة الإعلامية والخبرية،سواء كانت من تلك التي تُصنّف كأخبارعاجلة ،أو التي تُطبخ على نارهادئة،سيما وقد جرّبوا كل الأصناف  والحبكات وصاروا  منذُ العام 2011 خبراء ماهرين في تحديد الواقعية من غير الواقعية،الممكن من غير الممكن منها ..

وهذه الخبرة التراكيمة توفّرت لديهم بعد عناء ومرثاونات طويلة خاضوها مع الإشاعات ،خاصة ما يتعلق منها بتلك التي تفيد بأن صالح ، تارة قُتل ، وتارة حصلت له سقطة قلبية ،وأخرى ذبحة صدرية ورابعة من ضمن المفقودين جراء تسونامي عظيم أجتاح صنعاء، وخامسة وعاشرة نتيجة لضربه نيزك، أو صعوده على متن مركبة فضائية هبطت في  منطقة " ريمة حُميد " في سنحان واقلته إلى جهة  مجهولة،وهكذا.

المهم نودُّ التوضيح هنا بأننا حينما نُثير قضية كهذه، لا نهدف من خلالها الدفاع عن الرئيس صالح ،الذي له وسائل دفاعه وطواقمه، أونحاول القيام بحملة مضادّة على هذه التسريبات،أو تلك الاخبار التي تُنشر في بعض وسائل إعلام الأشقاء والأصدقاء، وإن كانت مؤخرا أرتفعت وتيرتها، وإنما نطرح المسألة من باب أننا من جهة نُرثي لحال من لم يملّوا من مغامرات السقوط في أفخاخ الأخبار المستهلكة

 والمضروبة،ومن جهة ثانية ، نُساعدهم في ضرورة البحث عن بدائل أخرى أثناء صناعة الأخبار، والتي لا يعني بالضرورة أن تكون مثيرة، بقدرما تكون صناعة خبرية وتحليلية تقود إلى تقديم الحلول وإحترام العقول،خاصة وإن تكرارها،قد اثبت عدم جدواه ،ومع هذا يناكدونا ما بين وقت وآخر بخبر /من نفس الماركة /جديد/ قديم.

صحيح قد يكون الأشقاء أصحاب (العاصفة) لا يعرفون كثيرا عن الطبيعة المختلفة والطينة الاستثنائية التي تشكّلت من خلالها عقلية وإرادة وفلسفة رجل يعتبرونه خصما لهم ،اسمه علي عبدالله صالح وهذا ربما قدرهم وقدره ،غير أن خصومه المحليين الذين عرفوه وخبروه طوال عقود، ليس لهم أي مبرر، بل العكس كل من يجدهم يطربون لهذه الأخبار يعتبرهم أكثر إحباطا وبعدا عن الواقع،بدليل النشوة الطربية التي تجتاحهم ،وكذا عدم قيامهم بنصح الحلفاء بحقيقة مفادها أن إشاعات موت صالح ،أو الضغوط الخارجية عليه بمغادرة اليمن  لا تُقدم ولا تؤخّر في الأمر شيئا،وجميعها غدت تقرء وتُفهم في إطار واحد ومفهوم واحد، هو متلازمة الأخبار والتسريبات الكاذبة التي يُباع من خلالها الوهم لمن اراد أن يتغذّى عليه، ولمن في مصلحته فناء الرّجل أو خروجه من البلاد.

وأمام مشكلة فشل خبري وسياسي متكرر كهذا، في تصورنا أنه لابد من بلورة أفكار وصيغ جديدة تكون أقرب للواقع ، تستوعب حقيقة أن صالح أولا: لن يغادر اليمن طالما وهو ما يزال يتحرك ويسمع ويرى أو حتى يرمش بعينه ويومىء بأصبعه .

وثانيا: لا حوار ولا حل للأزمة اليمنية بدون هذا الشخص.

وثالثا: كل الظواهر الصوتية والشكلية للانتصارات ومحاولات شق الصف الداخلي في جبهة أخونا صالح،طالما وأن عزرائيل لم يؤمر بعد بالنزول من السماء إلى الأرض لقبض روحه،فاشلة.

خامسا: اليمن والإقليم والمتورطون بالعدوان وبما يجري في هذا البلد وكل قوى الداخل اليمني والخارج هي أصلا أحوج من أي وقت مضى لعقلنة الخطاب،وتقديم تنازلات يتم من خلالها غرس شجرة حوار حضاري ، سياسي ، وطني، إقليمي جاد .

سادسا : صالح وحزبه وتياره وأنصاره ، سواء كان هو شخصيا حيا أو ميتا، داخل اليمن أو خارجه يُمثلون رقما صعبا ومعادلة أصعب، يجب على الخصوم الاعتراف بذلك ودراسته ،من أجل إيجاد حل متوازن بدلا من الحلول الأحادية والمقامرة التي وضعت هذا الشعب والمنطقة في طريق لا نهاية له وصراع لا قواعد له أيضا.

حول الموقع

سام برس