بقلم / عبدالكريم المدي
ترفّعوا واوقفوا مهزلة وفساد البطائق التموينية وتحويل حقوق الموظفين إلى صفقات غير مشروعة،لم يسلموا منها،ُ على الأقل في جانب واحد وهو، تعرّضهم لإهانات وإذلال، ناهيك عن كون السلع التي تُصرف لهم بفلوسهم تُعاني من الآتي :

1- رديئة جدا وتكاد تكون غير صالحة للاستخدام .
2- أسعارها مضاعفة وتزيد أحياناعن (80%) عمّا هو معروض مثلها في السوق وبجودة أفضل.

3- طوابير تبديد الكرامة التي يقف فيها الموظفون والموظفات عشرات الساعات تبدأ بتسليم الصور وتعبئة الإستمارات الوهمية وصور البطائق الشخصية ، مرورا بسقوط الاسماء سهوا من الكشوفات وتردُّد الموظفين بحثا عن قلب رحيم يُمكن أن يعيدها إلى كشوفات ( جنّة القرماني) ،اضافة إلى ضياع الصور والاستمارات من قِبل اللجان التي تستقبلها، وصولا إلى المولات والسوبرماكات، التي يُلاقي فيها هوءلاء الغلابى صنوفا شتّى  من العذابات والتقريع وطول الإنتظار وهم يقفون في طوابير هدرالحقوق .

دعونا من كل هذا وغيره، وتعالوا معنا للمفاجآة الأكبر والمحيرة التي تقول :إن المبالغ المالية التي هي أصلا قيمة تلك السلع التي تُعاني من عِلل الدهركُلّه ، قد تم دفعها للتّاجرالمتعهد على شفطها مسبقا، وليست آجلا أبدا..وهذه الحقيقة الصادمة شرحها يطول وهي بحاجة لعلماء فك شفرات ومختصين بهذا النوع من التذاكي والمخمخة..

لكن لا يمنع أن نطرح هنا سؤالا يفرض نفسه : بالله عليكم افتونا ما هي الحكمة من هذه البطائق،طالما وقد دفعت قيمتها عاجلا للتجار، فلماذا ،إذن، لم يتم صرف المبالغ المالية التي هي رواتب موظفين لأصحابها، وهم أحرارّ في كيفية صرفها،وكفى الله المساكين شرّ الطوابير والسلع الرديئة والغالية السعر والمهينة ؟

غير أنه وبقليل من التأمل يبدو الأمر ،وبما لا يدع مجالا للشك ،أن  فيه أسرار، وصفقات ما تعقدها أطراف لا تحسّ أبدا بوخزة ضمير ولا يعنيها أن الذي تقوم به هو تلاعب بحقوق الناس وأقوات الأسر التي هي بأمس الحاجة للريال الواحد ..ولا يعنيها  أيضا، أن هذه جريمة لا يكفي لوصفها ووصف نتائجها وإنحطاط أصحابها وقلّة إيمانهم وغياب رحمتهم ، مئات المجلدات.

 يا جماعة ، والله، عيب عليكم وعلى كل من يقوم بهذه السلوكيات التي تحطُّ من قدر الإنسان كثيرا، مهما توهم بأنه شاطر وذكي، أو خانه إعتقاده بأنه يتعامل مع أناس كانوا نائمين في كهف نائي منذُ القرن الرابع عشر ميلادي وليسوا في العام (2017).

الخلاصة:

لكل من تورّط بهذه الجريمة ، ننصحه بالتوقف عن الإستمرار فيها أوتكرارها، لأنها أولا : جريمة، وثانيا: لم يتعامل مع قطيع مغلق الحس،وإنما مع صفوة المجتمع ،من أطباء وأكاديميين ومهندسين وتربويين ومثقفين وضباط ، وهوءلاء لا تمرُّ عليهم أبدا مثل هكذا مغالطات، عناوينها البارزة تقول: إنها وأحدة من أكثر صور الفساد إنكشافا وعارا وتفسُّخا ..!

حول الموقع

سام برس