سام برس / صنعاء / رأفت الجُميّل
حذر خبراء من استمرار حوادث وانفجارات لصهاريج نقل الغاز بسبب المخالفات التي تحدث من قبل سائقي الشاحنات الذين يقومون بنقل الغاز بطرق وأساليب تعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، من حيث عدم التقيد بالتعليمات من قبل الجهات المعنية وتركيب صهاريج بشكل عشوائي خارج الأماكن والشركات والمصانع المخصصة لتلك الأغراض وفق معايير ومقاييس ومواصفات محددة، بالإضافة إلى مخالفتهم قوانين المرور التي تمنع دخول تلك الشاحنات الخطرة للشوارع العامة إلا في أوقات محددة وبرفقة سيارات أمنية تقوم بتمهيد الطريق لتلك الشاحنات، وإبعاد السائقين عنها لتفادي وقوع أي مكروه قد يقع على الشوارع العام.

وأشاروا إلى أن هناك شاحنات يتم رصدها من قبل الجهات المختصة تقوم بنقل مواد خطرة، من ضمنها الغاز والبترول بطرق غير آمنة إلى جانب السرعة الزائدة التي تسبب الكثير من الحوادث المرورية الخطرة في كثير من الأحيان.

وقال المهندس علاء غلاب: من خلال الواقع نجد أن هناك الكثير من السائقين الذين يقودون شاحنات تحمل صهاريج الوقود بكل أنواعه، سواء البترول أم الغاز أم الديزل وغيرها من المواد سريعة الإشتعال، دون أدنى معرفة بشروط الأمن والسلامة، وهو ما يعرض حياة السائقين الآخرين ومستخدمي الطريق للخطر، خاصة أن تلك المواد سريعة الإشتعال وقد ينتج عن إشتعالها ـ لا قدر الله ـ خسائر كثيرة خاصة في ظل الإزدحامات الكبيرة التي تشهدها غالبية الشوارع في مختلف المناطق، وهو ما قد يزيد من معدل الخسائر في حال وقوع أي حادث لتلك الشاحنات الكبيرة والخطرة في آن معاً.

وأضاف: إن الحادث الذي وقع في مدينة عدن الشهر الماضي يعد بمثابة جرس إنذار يبين مدى الحاجة لإعادة النظر في حركة الشاحنات التي تحمل صهاريجها المواد سريعة الإشتعال والخطرة على المارة وعلى الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما وقع في الحادث الذي حصل في عدن في طريق عام والذي كشف مدى الحاجة لتدارك الكثير من الحوادث التي قد تقع وتنتج عنها خسائر، ويمكن بشروط مبسطة أن يتم تجنبها قبل وقوعها كإلزام كافة الشاحنات بإجراء صيانة دورية للصهاريج من قبل الشركات والمصانع والوكلاء المصرحين من قبل الجهات الرسمية للدولة.

ونوه إلى أن شوارعنا تعج بالشاحنات التي تحمل المواد سريعة الإشتعال وتسير وفق هوى سائقيها في الكثير من الأحيان، وهو ما يستدعي إعادة النظر في هذه المسألة قبل أن يقع أي مكروه لا قدر الله.

وفي السياق ذاته، دعا الخبير المهندس رشاد الجهيم إلى ضرورة تشديد إجراءات الأمن والسلامة في صهاريج الشاحنات التي تنقل إمدادات الوقود والغاز لمختلف المحطات، مع التأكد من ضرورة أن يكون الصهريج يحمل المواصفات والمقاييس التي تفرضها الجهات المعنية على المصانع المحدد لصناعة وصيانة الصهاريج، كما أكد على أهمية الإرتقاء بالكوادر العاملة في نقل المواد البترولية وتوعيتهم بإجراءات الأمن والسلامة وتثقيفهم وتدريبهم بشكل كامل على قواعد السير والمرور داخل المدن والأحياء السكنية، وذلك في ضوء الحوادث التي تشهدها المدن، والتي راح ضحيتها عدد من الأنفس وتدمير العديد من السيارات والممتلكات الخاصة والعامة، وشدد على أهمية تطوير التشريعات والأنظمة لمحطات الوقود لتكون أكثر سلامة ومحافظة على البيئة وبمواصفات عالمية.

وقال الجهيم: إن الحوادث التي تحدث في كل مرة يجب الاستفادة منها وتحليلها ومعرفة أبعادها ومسبباتها لتفادي المخاطر مستقبلا.

وشدد على ضرورة تدريب العاملين في مختلف المنشآت خاصة في محطات البترول وتثقيفهم ورفع وعيهم وتدريبهم بإجراءات الأمن والسلامة وبقواعد المرور والأمن والسلامة في نقل المواد البترولية.

واختتم حديثه بالقول: يجب الحرص على تطبيق أعلى المعايير العالمية في مجال الأمن والسلامة، والتحقيق في الحوادث المتعلقة بسلامة محطات الوقود ووضع الخطط لمعالجتها.

الجدير بالذكر أن حرائق وانفجارات متكررة لشاحنات نقل الغاز قد حدثت خلال الأشهر الماضية بسبب إهمال صيانة الصهاريج أو صيانتها بأماكن غير مؤهلة ولا تنطبق معداتها مع المواصفات والمقاييس التي تفرضها الجهات الرسمية المختصة، وتسببت تلك الحرائق والإنفجارات في وقوع ضحايا ومصابين وخسائر فادحة في الممتلكات العامة والخاصة.

حول الموقع

سام برس