بقلم/ محمود كامل الكومى
سقط النظام الليبى ,وقتل القذافى ,بفعل صواريخ حلف الناتو , اِلا أن صواريخ حلف الاطلنطى لاتبنى نظاما شرعيا جديدا , بالفعل كانت هناك ارهاصات ثوريه تطالب بالتغيير , لكن كان هناك قوى خارجية استغلت مطلب التغيير وحركته , واستعجلته ,تمثلت فى قوى المعارضة الخارجية التى مولتها قطر والسعودية ودول الخليج وبعض الدول الاوربية ,مما أساء لحركة التغيير الى الحد الذى وصمها بالعمالة .

كان الخطأ الذى وقعت فيه الجامعة العربية بفعل سيطرة دول الخليج على قرارها–بدلا من مساعده الشعب الليبى – ان فوضت الأمر لمجلس الأمن الذى قام بتحويل هذه المسئولية لحلف الاطلنطى ,وهو ما أدى الى تدمير البنية التحتية وتمزيق كيان الدوله الليبية ,وهو نفس الدور الذى فعلته الجامعة العربية بفعل سطوة حكام الخليج على القرار فيها . فى الصومال والعراق والسودان , بل وفى سوريا ولبنان .

وذكر فى حينه ان هذا مبرمجا وممنهجا ,وأن الدور الخليجى خاصة القطرى والسعودى ,هو فى غاية الخطورة ,وأن هناك مؤامرة يتم تنفيذها لبث الفرقة والانقسام فى العالم العربى بأثارة الفوضى واستغلال المطالب الشعبية بتغيير انظمة الحكم الاستبدادية والثورة عليها , وتحويلها من الحالة الثورية الى العمالة والخنوع للامبريالية الامريكية ولتنفيذ المحططات الصهيونية التى ترمى الى استقرار اسرائيل وتمدد كيانها الاقتصادى والسياسى فى ربوع المنطقة العربية وفرض الامر الواقع على شعوبها .

لكن يبدو ان الرؤية الاستراتيجية التى ترمى الى تحليل الواقع لاستقراء المستقبل قد غامت وغيبت عن أعين كثير من القوى العربية ونفر غير قليل من شعبنا العربى , – فلم يدرك أحد أن أن مايجرى على الحدود المصرية والتونسية هو تهديد لأمنهما القومى , وان ادرك فقد تعامى عن ذلك .

كان ما حدث فى مصر وتونس قد أثار حفيظة القوى الأمبريالية والصهيونية , وكان قد اوكل سلفا لحكومه قطر وأميرها( السابق) حمد بن  خليفة من جانب الموساد الصهيونى –بعد تمكينه من حكم الاماره بطرد والده منها – أن ينفث سموم دولاراته النفطية فى العبث بالأمن القومى العربى , خدمه لأمن أسرائيل وأستقرارها فى المنطقه ,وهو ما تجلى فى تمويل تنظيم الاخوان المسلمين ومساعدته بمئات الملايين من الدولارات , وبالدعاية والترويج عبر قناة الجزيرة القطرية المفضوح عمالتها للمخابرات الأمريكيه بفعل وثائق ويكيليكس ,,حتى دان الحكم للأخوان فى مصر وتونس ,, وكان مقصودا ومخططا منذ البداية ان يستولى الاخوان على حكم مصر بالذات حيث التنظيم والسمع والطاعه العمياء لمكتب الارشاد, لكن ماجعل المخابرات الامريكية تنحاز الى الاخوان المسلمين هو تاريخهم المليىء بالعمالة للمخابرات البريطانية والامريكية , ضد ثوره 23يوليو 1952وقائدها جمال عبد الناصر ,حيث أوكل اليهم اسقاط حكمه وأغتياله (كتاب لعبة الشيطان لروبرت داريوس ), وكان مدروسا ومرسوما ان يكون لجماعة الأخوان ذراع سياسى تمثل فى حزب الحرية والعداله برئاسه محمد مرسى وكان مقصودا ان يكون هو رئيس الحزب ,خاصة وهو من بين المحظوظين بالعمل فى وكالة ناسا , المقصور العمل بها على الأمريكان الا أستثناء , وما تبع ذلك من أزمة عالم الصواريخ المصرى القابع الى الآن بالسجون الأمريكيه .

سار الدور المصرى الأخوانى الى مايرمى اليه الغرب الأمريكى برعاية حاكم قطر ورئيس وزرائه السابق ( حمد بن جاسم) , وهو الدور الذى يهدد الأمن القومى المصرى من ناحيه الشرق بزعزعت استقرار سوريا ,بعد أن بات الأمن القومى المصرى من ناحيه الغرب مهددا بفعل قوات الناتو فى ليبيا . فوقف الحكم الأخوانى فى مصر مع قوى المعارضه السوريه وفى القلب منها الاخوان المسلمين السوريين ,موقف الداعم والمطالب برحيل بشار الأسد , وقد سار فى موقفه متماشيا مع سياسة الولايات المتحده وحلف الناتو التى اوكلت دور الدعم المادى للمعارضة السورية لحكام قطر والسعودية .


وما زالت المؤامرة الكونية على سوريا نار مستعرة تحرق الأخضر واليابس يوكل تنفيذ اجزاء منها لحكام قطر والسعوديه بالدعم المادى ودفع فواتير السلاح المتدفق من اسرائيل للقوى الارهابية التى تمارس القتل والتفجيرات فى سوريا , وبالدعم المعنوى والسياسى واللوجستى من تنظيم الأخوان المسلمين ,خاصه المتمركز الآن فى تركيا ومن تركيا ذاتها .

من لم يدر ذلك فلعله يدرى الآن : بعد أن أعتادت القناة الثانية الأسرائيلي ,على أذاعت لقاءان  لمراسيليها وصور من داخل الارض السوريه مع أفراد من الجيش الحر والمعارضه السوريه فحواه أن المعارضة السورية ليس بينها وبين اسرائيل ثمه عداوه وأن حكام اسرائيل هم أصدقاء لسوريا ,وأن هدفهم هو أسقاط بشار الأسد لاغير , وفى رد بعض من أفراد الجيش الحرعلى سؤال المراسل الصهيونى عن العلاقه مع أسرائيل بعد سقوط الأسد , أجاب بأنه ستكون علاقه سوريا بأسرائيل هى علاقه سلام !!!!

من جماع ماتقدم يتضح جليا أن ما يجرى فى دول الربيع العربى من تمكين الاخوان المسلمين من الحكم فيها, ثم انتهاء دورهم المرسوم وأستبدالهم , بحكام أشد أستبدادا من حكم مبارك وبن على -ليندم الشعب على انه قام بثورة ولتثبط همته فى أى فعل ثورى مستقبلا , ولتكون ليبيا مثالا حى على الندم الشعبى لحكم القذافى بعد أن نزعوا عنها مقومات الدولة .
وما يجرى فى سوريا خاصه ,من تفكيك لمفاصل الدوله فيها وأرهاب وعنف وتفجيرات ,هو فى الأساس خدمه لأمن اسرائيل وأستقراها والرضوخ بقبول كيانها ,فى الجسم العربى .

ونعيد السؤال من جديد هل صار لنا أن ندرى اننا ندرى حقيقة هذا الواقع التآمرى وهذه المؤامرة ؟
فلا نستجيب لفصول مسرحية الدراما بين قطر من جانب والسعودية والأمارات والبحرين ومصر من جانب آخر , عقب تصريحات قيل انها منسوبه ل"تميم" الأمير القطرى - ومحاولة الأيهام بأن قطر ذاب فى حب ايران خلافا لعداء السعودية لايران , وعقب قمم الرياض بين الرئيس الأمريكى وقادة دول مجلس التعاون الخليجى وبعض الدول الاسلامية لتدشين العداء لأيران وتصنيف المقاومة ضد اسرائيل أرهاب , لندرك أن جميع دول مجلس التعاون الخليجى بما فيها قطر لايمكن أن تحيد عن أوامر الموساد الصهيونى وال C   I   A.!!
ونعى جيدا  أن الهجوم الدائم   على الزعيم جمال عبد الناصر من جانب أعلام البترودولار الخليجى وأعلام سماسرة الصهيونية والأمبريالية ,لأجل أن يفقد شعبنا العربى ثقته فى عروبته وأمله  فى الوحدة العربية , حتى يفقد الثقه فى نفسه فيهيم على وجهه فى بلاد الدنيا ,فتحقق أسرائيل أملها من النيل للفرات بل ومبتغاها فى أسرائيل الكبرى من المحيط الى الخليج. .

لكن يبدو أن الرجال أربعه (كما يقول العالم اللغوى العربى الخليل ابن أحمد الفراهيدى)

1-رجل يدرى انه يدرى (فذلك العالم فسألوه ) 2-ورجل يدرى ولايدرى انه يدرى(فذلك الناسى فذكروه)

3-ورجل لايدرى ويدرى انه لايدرى (فذلك الجاهل فعلموه)
-4ورجل لايدرى ولايدرى انه لايدرى (فذلك الحمق فأجتنبوه)

فَأَمَا آن الآوان لأن ندرى أننا ندرى !!

أم بأى أنواع الرجال أنتم سائرون!!

*كاتب ومحامى مصرى

حول الموقع

سام برس