سام برس
تعزي حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير في البحرين قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله) والشعب الايراني المسلم الشقيق بالذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الامام روح الله الموسوي الخميني (رضوان الله تعالى عليه) ، وتسأل الله العلي القدير أن يمن على الفقيد الراحل ،مؤسس الجمهورية الاسلامية وقائدها بالرحمة الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته مع النبي وآله ، وأن يحشره مع النبيين والأئمة المعصومين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا.

إن قائد الثورة الاسلامية الكبرى في العالم العربي والاسلامي الامام الخميني أعطى للمسلمين والعالم تجربة فريدة من نوعها في كيفية الثورة على الظلم والاستبداد الداخلي ، والثورة على الإستكبار العالمي والامبريالية العالمية ، وكانت نظريته وقراءته للاسلام المحمدي الأصيل وتدريسه لنظرية النظام السياسي في الاسلام والحكومة الاسلامية هي القواعد والركائز التي مهدت لقيام وتفجر الثورة الاسلامية وإنتصارها في عام 1979م.

كما أن إنتصار الثورة الاسلامية جاء بعد إعلانه الثورة والانتفاضة في 15 خرداد ضد قانون صيانة وحماية الأجانب والأمريكان أمام القانون الايراني ، حيث أستشهد في سنة 1963م أكثر من 15 ألف شهيد ، رووا بدمائهم الطاهرة شجرة الثورة الاسلامية الإلهية التي إنتصرت في 22 بهمن الموافق يوم 11 من شباط/ فبراير عام 1979.

واليوم تمر علينا  ذكرى رحيل الامام الخميني (4 يونيو/حزيران) وإنتفاضة 15 خرداد/يونيو) الثامنة والعشرين ، هذين اليومين التاريخيين ، وهما يذكران الشعب الإيراني والأمة الاسلامية بشخصية كبرى صنعت التاريخ المعاصر وأحيت الاسلام المحمدي الأصيل في عصر الجاهلية الحديثة ، فالامام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) لم يعمل على إنقاذ ايران والشعب الايراني من هيمنة الأجانب والاستكبار العالمي والنظام الملكي الاستبدادي البائد فحسب ، بل مهد لحركات تحرر وحركات مقاومة مطالبة بالإستقلال والحرية لشعوب العالم الأخرى والمجتمعات الخاضعة لهيمنة المستكبرين والقوى الشيطانية وعلى رأسها أم الفساد الولايات المتحدة الأمريكية.

إن شعبنا البحراني قد قام بثورته وإنتفاضته على الاستبداد والحكم الخليفي الوراثي بعد إنتصار الثورة الاسلامية في إيران ، حيث هيئ قادته الرساليين المرتبطين بالامام الخميني لبنات الثورة ضد الطاغوت الخليفي ، وكان في طليعتهم المفكر الإسلامي الكبير سماحة آية الله السيد هادي المدرسي الوكيل والممثل العام للإمام الخميني في البحرين.

وعلى الرغم من مرور 28 عاما على رحيل الامام الخميني ، إلا أنه يمكن القول وبحزم أنه وخلافا لجميع آمال المستكبرين وطغاة الأرض وخططهم لحرف الاسلام الأصيل بإسلام أمريكي وهابي صهيوأمريكي ، فإن الأفكار السامية والأهداف الكبرى للإمام الراحل ، قد تجاوزت حدود إيران وباتت اليوم وثيقة للأمة الاسلامية وملهمة لها ، وملهمة لشعبنا البحراني المؤمن الثائر ، حيث قام بعدة إنتفاضات وثورات ، آخرها ثورة 14 فبراير المجيدة التي فجرها شعبنا ضد الطغيان والارهاب الخليفي في عام 2011م ، ولا زالت مستمرة الى يومنا هذا ، على خطى الثورة الاسلامية وهدى مفاهيم ورؤى الامام الخميني ، حيث يطالب شعبنا بإسقاط النظام الخليفي الملكي الشمولي  ومقارعة الإستكبار العالمي وتفكيك قواعده العسكرية وخروج القوات السعودية والاماراتية الغازية والمحتلة ،وخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين الأجانب وفي مقدمتهم البريطانيين والأمريكان من البحرين.

إن شباب ثورة 14 فبراير في البحرين قد فجروا ثورة حقيقية ضد الديكتاتورية والهيمنة الخليفية الإستبدادية ، وهيمنة أمريكا الشيطان الأكبر وهيمنة بريطانيا الإستعمار العجوز، وذلك على هدى وخطى ومسير الامام الخميني الراحل ، رافضين بقاء الملكية الخليفية ، والاصلاحات السياسية في ظلها ، وقد إستفادوا تجربة ثرية من التجربة المرة لما يسمى بميثاق العمل الوطني (ميثاق الخطيئة) ، مطالبين برحيل قوات الإحتلال السعودي وقوات ما يسمى بدرع الجزيرة والتي أطلق عليها شعبنا بـ (قوات عار الجزيرة) ، مستفيدين من تجربة الامام الخميني والشعب الايراني في الثورة على النظام الملكي الشاهنشاهي وعدم القبول ببقاء الشاه والملكية الدستورية الاستبدادية المطلقة للسلسلة البهلوية وهذه هي واحدة من أهم ما جذره الإمام الخميني في عقل وروح الأمة.

إننا وإذ نقف على بوابة الذكرى السنوية لرحيل هذا الرجل العظيم نجد بأن ثمانية وعشرين عاما مضت ولكن تزداد عطاءات إنجازاته هذه المدة الزمنية لقرون متطاولة قادمة فالأثر الذي أحرزه قد غير العالم من حولنا وأصبحنا كشعوب لازلنا نتعلم من فيض مدرسته الكثير الكثير.
 
 

حول الموقع

سام برس