سام برس
في تطور جديد وتصاعد غير مسبوق للازمة بين دول الخليج الذي بدأت تنذر بتصدع البيت الخليجي ، واصلت السعودية والإمارات والبحرين مسلسل الضغط على قطر أميراً وحكومة وشعباً بعد ان وصل الخلاف الى  ذروته والتصعيد الممنهج الى قمته بتصفية حساباتها مع امير قطر " تميم" والانتقام من الشعب القطري .

حيث بدأت ملامحه شاخصة للابصار وزادت مشاهده المروعة وضوحاً صباح اليوم الاثنين الخامس من يونيو 2017م ، عندما قررت تلك الدول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وحرمانها من المنافذ البرية والبحرية والجوية بصورة تعيد الاذهان الى العدوان على الشعب اليمني والمضي في سيناريو اقرب الى ذلك.

وطالت هذه القرارات دبلوماسيي قطر ورعاياها في هذه الدول، إذ مُنحوا مهلة زمنية للمغادرة، كما استدعت العواصم الثلاث رعاياها من قطر، واتخذت مصر هي الأخرى إجراءات مماثلة لتشفي غليلها.

كل ذلك يشير إلى أن الأزمة الراهنة مع قطر قد وصلت إلى مرحلة الغليان، وأن روح الانتقام لقادة تلك الدول  بدأ بعد ان سُدت طرق عودة المياه إلى مجاريها، وضراوة الحملات الإعلامية المتبادلة عقب تفجر الأزمة.

وكانت أحداث هذه الأزمة تسارعت الأسبوع الماضي مع انتشار أنباء حملت تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني حول العلاقات بين دول الخليج ومواقف قطر من إيران وحماس وقضايا أخرى، ما أثار غضب الرياض وأبوظبي والمنامة، ولم تتمكن الدوحة من احتواء الأزمة على الرغم من مسارعتها إلى الإعلان عن تعرض وكالة أنبائها الرسمية إلى اختراق دُست من خلاله تلك التصريحات التي فجرت الأزمة الحالية ، بحسب ماذكره  موقع" روسيا اليوم".

العواصم الخليجية الثلاث بالإضافة إلى القاهرة، وجهت من جديد اتهامات للدوحة بدعم الإرهاب واحتضان جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت العلاقات بين الدوحة وجيرانها ومصر قد شهدت أزمة مماثلة عام 2014 وصلت ذروتها في مارس/آذار، حين سحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة بسبب موقف قطر من الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، ودورها في أحداث الربيع العربي، وعلاقاتها مع الإخوان المسلمين.

تلك الأزمة لم تتعدَ سحب السفراء، وكانت أقل حدة من الأزمة الراهنة، وتمت تسويتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بعودة  سفراء الدول الثلاث إلى الدوحة، بعد أن قدمت قطر بعض التنازلات.

ويمكن القول إن الأزمة الراهنة تختلف كليا عن سابقتها، وهي أشد وطأة وأكثر خطورة، إلا أن القاسم المشترك بين الأزمتين يتمثل في التزام الكويت وسلطنة عمان الحياد نسبيا، ومحاولتهما إيجاد مخرج دبلوماسي للوضع القائم، فهما لم تسحبا سفيريهما في المرة الأولى من الدوحة، ولم تقطعا علاقاتهما الدبلوماسية في الأزمة الراهنة.

حول الموقع

سام برس