بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
في هذا الشهر الكريم الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار ، عقدت العزم على ان أتناول سيرة رجل يحمل كل معاني الإنسانية ويملك منظومة من القيم والأخلاق النبيلة ، وفكراً نيراً وقلماً متزناً وثقافة راقية ونظرة ثاقبة وإرادة حراة ورأياً سديداً جعله جدير بالاحترام.

معاذ الخميسي شخصية متألقة في سماء الاعلام اليمني ومتخصص في الاعلام الرياضي ومهني من الطراز الأول ساهم في الارتقاء بالسلطة الرابعة وصار أنموذج للصحافي المبدع من خلال كتاباته وأحرفه وكلماته ومقالاته وعناوينه واخباره وتحليلاته المتدفقة التي ساهمت في رفع الوعي واروت ضما القراء وجماهير المستديرة وأرقت الكثير من " الامعات" في زمن الانحطاط.

تلك الشخصية الكاريزمية لهذا الرجل النبيل لم تكن كذلك إلا بتواضعه الجم ومحبته وصدقه ووفاءه لمهنته ووطنيته وحكمته التي أكسبته حب الاخرين، في زمن اختلفت فيه موازين ومعايير القيم وصار كل حر وشريف تنهال عليه " سهام السفهاء في صنعاء ومحاكم التفتيش في مأرب أثناء مشاركته في مهمة وطنية مع منتخب اليمن لكرة القدم والتوجه الى قطر ، بعد ان صار المنافقين والدجالين واللصوص والمنحرفين والمخبرين من النخب السياسية  واعشار المثقفين والإعلاميين  والمتأسلمين والتقدميين  والمشائخ أدوات لتدمير اليمن أرضاً وانساناً ومحاولة تشويه كل وطني غيور بثمن بخس  ليصبحوا مجرد " أبوق " لفوضى الداخل التي حولت معاناة اليمنيين والموظفين الى جحيم تحت ايقاعات وشماعة العدوان ، وجبروت عدوان خارجي متوحش أزهق ما تبقى من الأرواح البريئة .

أتحدث هذه المرة من باب الانصاف في هذا الاتجاه عن شخصية فريدة ومتميزة وصوت متزن وقيادي بارع  نقش حبه في الوسط الإعلامي والرياضي وبين صفوف القراء ، في صنعاء وتعز وعدن وإب وغيرها من المدن والنوادي اليمنية ، بل أجزم انها تعدت الحدود بقلمها الراقي وتفاعلها الايجابي وسمعتها الطيبة وحضورها الطاغي الى دول الخليج العربي التي قدمت بعض مؤسساتها الإعلامية عروضاً للعمل فيها والاستفادة من خبراته ومهنيته ، ورغم تغييبه عن وطنه مازال قلبه معلق ونابض بحب اليمن الجريح الذي عبث به بعض ابناءه الحمقى والمتهورين والفاشلين الذين غيبوا الكفاءات وفضلوا الولاءات !!

ورغم ذلك اليمن تزخر بالكثير من أمثال " معاذ الخميسي " الذي ترعرع في بيت علم ونهل من ثقافة تعز وموارد وجداول صنعاء ،  بتلك السجايا وفي كافة التخصصات ، ومازالت وستظل في ذاكرتي الكثير من كتاباته  الاجتماعية والسياسية التي حملت الكثير من المعالجات والنقد البناء في يوميات صحيفة الثورة اليمنية التي ذاع صيتها في الافاق وحققت مبيعات بالألاف أثناء رئاسة تحرير الكاتب والصحفي الكبير محمد ردمان الزرقة ومحمد الزبيدي رحمت الله عليهما وعلي ناجي الرعوي وعبدالرحمن بجاش وياسين المسعودي وإبراهيم المعلمي ومحمد العريقي وعبدالحليم سيف وآخرين من  الذين ساهموا في الارتقاء بمؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر وتنوير المجتمع.

لقد أحدث غيابك  وتغييبك الممنهج عن بلاط صاحبة الجلالة من قبل الامعات والمعاقين فكرياً واللاهثين وراء المناصب من فرقة حسب الله فراغاً كبيراً ، ومازال طيفك ولطفك وبسماتك وكرمك واصالتك وقيمك والثوابت الوطنية وكتاباتك تيقظ فينا مشاعر الشوق والوفاء والثبات والصبر والإرادة الحرة وحب الوطن ، ومازلنا ننتظر عودتك الى وطنك واسرتك ومحبيك لتكتمل افراحنا ..

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .  

  اللهم احفظ اليمن وشعبه ولأعزاء للخونة وضعاف النفوس

Shawish22@gmail.com
 

حول الموقع

سام برس