بقلم / عارف الشرجبي
اجزم إن الدراما اليمنية والخارطة البرنامجية  في كثير من القنوات الفضائية اليمنية قد أصيبت إما بالرعونة المفرطة وإما بالكساح الذي لا يرجى شفاؤه اللافت أن كثير من البرامج أو ما يسمونها ظلما مسلسلات أصبحت تشكل خطرا متناميا على وعي المتلقي والمشاهد اليمني ناهيك عن إنها تعكس صوره مغلوطة ومقززة عن المجتمع اليمني في ذهنية المشاهد في المحيط العربي والإقليمي وهو الأمر الذي يحتم على الجهات المعنية في بلادنا وضع حدا لهذا التشويه المتعمد عند مشاهدة تلك البرامج والمسلسلات العبثية التي قيل أنها كوميديه وترفيهية.

 في الوقت الذي وجدنا كثير منها عبارة عن قوالب إعلامية  مسمومة تفسد الذوق وترسم صوره سطحية مشوهة ومغلوطة عن المجتمع اليمني الذي يمتلك كنوز نفيسة من التنوع الحضاري والثقافي والإنساني الى جانب تحليه بالقيم والأخلاق والأعراف والسجايا والخصال الحميدة التي يغبطنا عليها الآخرون . لن أتحدث عن القنوات المصابة بدا الرعان والحقد على الوطن الذي تشربته من القائمين عليها وملاكها كقناة سهيل ويمن شباب وبلقيس وغيرها وذلك لاني اسمع عنها ما يجعلني لا أشاهدها من الأساس ولكني سأتحدث عن قناة تمكنت من حجز مساحه ومكانة جيده في اهتمام المشاهد مثل (قناة السعيدة) كواحدة من القنوات اليمنية التي تحظى بمتابعة جيده نسبيا في بعض برامجها لوسطية تناولاتها رغم ميلها أحيانا لطرف أو توجه سياسي معين بقصد أو بدونه لأنها تمارس سياسية الحياد الذكي الذي يكذبه الأداء المنحاز في أحايين كثيرة كعرضها مسلسل (همي همك) في السنوات السابقة. هذه القناة ومنذ عدة سنوات سعت وبحرص شديد على تحقيق اكبر قدر من الإرباح المادية من الشركات التجارية الممولة والراعية لتلك البرامج والكوميديا على حساب عدم التقيد ولو بالحد المعقول بضوابط وموضوعية وأخلاقيات وشروط الإنتاج الدرامي بشقيه الكوميدي والتراجيدي أو البرامج الجماهيرية الترفيهية.

 ففي الوقت الذي نحاول فيه تناسي تلك الصورة النمطية المشوهة التي رسمها مسلسل( همي همك) عن المجتمع التهامي العريق والذي جسدته بل شوهته شخصية طفاح وشوتر وزنبقه وأظهرت مناطق جغرافية معينه بتلك الصورة المشوهة المتخلفة نجدها اليوم تعيد الكرة من جديد في تشويه ممنهج وموجه لمناطق جغرافية لاتبعد عن تهامة كثيرا وهنا اقصد محافظة (اب) من خلال مسلسل حاوي لاوي الذي لم يقدم منذ الحلقة الأولى وحتى العاشرة أي رؤية أو رسالة واضحة أو قضيه اجتماعية أو سياسية يراد معالجتها فقد تعمدت القناة وبكل وضوح تشويه صورة ابنا تلك المنطقة ( اب _وراف  ) وما حولها بطريقة مؤسفة غير مسبوقة فهل يعقل مثلا أن تخلو أي منطقه يمنيه من وسائل المواصلات الا من تلك السيارة القديمة التي تابا إلا أن تسير الى الخلف فقط وهل يعقل أن يخصص المسلسل خمس حلقات متتالية للبحث عن حذاء شخص يدعا (مطلوب) وخمس حلقات أخرى لمعالجة ساق حمار عبر الطريق فجأة فصدمته تلك السيارة التي كان يستقلها ( مطلوب ) وهو يجوب شوارع المدن بحثا عن فنان بحجم الأستاذ أيوب طارش عبسي ليلتقط صورة تذكارية معه بعد أن زعم كاتب المسلسل أن مدير المديرية ومحافظ المحافظة اتصلا ليباركا (لعبود) الذي كان قد التقط صوره تذكارية معه حسب المسلسل وأمر كهذا لا يمكن أن يحدث من أي مسئول رفيع غير أن المسلسل أراد إظهار المحافظ (أيا كان) وكأنه لا يفقه شيئا وليس لديه عمل غير السعي وراء سفاسف الأمور حسب خيال كاتب المسلسل الذي تعمد أيضا اختزال عطاءات ونضال وإبداعات الفنان اليمن الكبير أيوب طارش ويجعله بكل أسف مجرد ديكورا يمكن لصاحب أي معمل تصوير إلصاق صورته بصورة من يريد التباهي بها وعمل كهذا يعد جريمة وتعد غير مقبول لخصوصية ومكانة فنان اليمن الأول الذي حفرت عطاءاته ومحبته ومكانته في وجدان وجوارح كل اليمنيين بل والخليجيين والعرب وهو ما يجيز للفنان أيوب مقاضاة القناة وكاتب ومخرج المسلسل الذين أرادوا كسر جمود ورتابة ذلك الهذيان الذي أسموه مسلسلا لان فنان بحجم أيوب ليس بحاجه لان يروج له بتلك ألطريقة حتى يعرفه الناس إذا افترضنا أن الكاتب أراد للفنان خيرا فقد كان بإمكانه تناول عطاءاته العملاقة التي قوبلت بجحود الجهات المعنية خلال عقود من الزمن وتقديمه للمشاهد اليمني والعربي بصوره تعزز من مكانته العظيمة وليس العكس شيئا أخر يجب أن نتوقف عنده في ادا هذه القناة وهو برنامج (أتحداك في نصف ساعة ) والذي يبدو انه فقد بوصلته حين تحول في كثير من حلقاته الى وسيلة امتهان لعدد من شباب وحرائر اليمن وإظهارهم بتلك الصورة المزرية البائسة التي ظهر عليها ذلك الشاب الذي اجبر على البحث عن عشرة أشخاص ويذهب بهم الى حظيرة الأبقار والوقوف أمام إحداها لتلحس رؤوسهم بتلك الطريقة المحزنة المبكية المهينة الممتهنة لآدمية ذلك الشاب ومن وقف معه وهم منكسين رؤوسهم أمام البقرة لتفرغ قاذوراتها عليها تعاطفا مع الشاب ليحصل على المكافأة المالية التي لا تساوي لحظة اذلال تجرع مرارتها ذلك الشاب وصحبه وهنا نتساءل معد ومقدم البرنامج سفيان المطحني عن هدف الحلقة إن لم يكن كسب مزيد من مال المعلنين ورعاة البرنامج ولو على حساب إظهار شباب اليمن بل وعامة الشعب أمام العالم على ذلك النحو البائس المحطم الباحث عن الفتات مقابل إراقة ماء وجه اليمن كل اليمن. وحتى لا يقال باني نظرت للنصف ألفاضي من ألكاس لابد أن أشير الى أن هناك برامج جيده لقناة السعيدة شاهدت بعض حلقاتها كالبرنامج الخيري الذي يقدمه الإعلامي المتميز عبد الملك السماوي والبرنامج الديني الذي يقدمه محمد العامري مستضيفا فيه العلامة محمد بن اسماعيل العمراني واللذين يقدمان (السماوي والعامري)  مادة إعلامية راقية تخدم الناس وتحترم آدميتهم وترتقي بوعيهم  وقد يكن هناك برامج أخرى لم يتسنى لي مشاهدتها لأتناولها هنا 

حول الموقع

سام برس