سام برس / ذمار / عامر محمد الضبي
في الوقت الذي يواجه الشعب اليمني عدوان سعودي غاشم استهدف الشجر والحجر والإنسان والحيوان في بلادنا.. وانشغال مؤسسات الدولة والسلطات المحلية بذمار ببعض الأمور التي تراها تلك المؤسسات هي هامة اليوم، إلا انه لا يوجد ما هو أهم من دعم جهود قيادة الجامعة لقطع اليد التي تحاول السطو على أراضيها والاعتداء المستمر على سور وحرم الجامعة من قبل لصوص وناهبي الأراضي بمحافظة ذمار.. حيث أقدم عددا من هؤلاء المستهترين لأحداث فتحات متعددة بسور الجامعة البالغ طوله نحو سبعة الآلاف متر، بل ووصل باحدهم الأمر ليبني منزلا داخل السور ويستحدث آخر قطع زراعية وأراضي يهدف من خلالها مرتكبي هذه الأعمال الدنيئة الى فرض أمر الواقع للدخول في مساومة مع الجامعة لكسب أموال وتعويضات بدون وجه حق.

سابقة خطيرة..

بالفعل انها لسابقة خطيرة ولم يحدث لها مثيل من قبل، فلم ولن يتوقع اي شخص قيام أحد بالإعتداء على الحرم الجامعة او سورها، لما تمثله هذه المؤسسة من قيمة عظيمة لدى ابناء المجتمع،، بالإضافة الى كونها ملك للجميع وبمثابة صرح علمي شامخ يفخر به كل ابناء اليمن، تخرج منها مئات الآلاف من الطلبة الجامعيين.. ولعلك وانت تنظر لهول الجريمة البشعة التي ترتكبها الأيادي الآثمة بهدم أحجار السور الذي يحمي الحرم الجامعي من الإنتهاكات والسرقة والاعتداء، تشعر بحسرة وندم وانت ترى احجار السور البالغ تكلفته ملايين الدولات تبعثر هنا وهناك،، ومعظم هذا التخريب من المواطنين المجاورين للجامعة لأختصار الطريق من خلال أحداث فتحات في السور وعبر هذه الفتحات تبدأ عملية السطو والبسط على أراضي الجامعة من عصابة باعت دينها وضميرها ووطنيتها لأطماع النفس البشرية والمال الحرام.

خطوات جادة..

لم تقف قيادة الجامعة ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور طالب طاهر النهاري، مكتوفة الأيدي بل عمل ويعمل رئيس الجامعة بكل جد واجتهاد منذ تم تعيينه العام الماضي على تفقد الجامعة والنزول الميداني بشكل يومي واسبوعي بنفسه لإيقاف كل تلك المحاولات والأعمال اللامسؤولة، حيث كان آخرها تشكيل لجنة لضبط المواطنين الذين احدثوا تلك الفتحات في السور الشرقي لغرض التنقل او المرور، وإلزامهم بإعادة ما احدثوه في السور من خراب، وقطع يد كل من يحاول الإعتداء مجددا على ذلك السور وضبط المدعو #النصيري وازالة البناء الذي استحدثه قبل فترة بعد ان تم ازالة السور بأمر وحضور رئيس الجامعة، وكذلك التوجبه بضبط المدعو #السنباني وازالة ما حاول استزراعه واستحداثه بداخل سور الجامعة واستعادتها منه قبل حوالي أسبوع من قبل رئيس الجامعة وأفراد أمن الجامعة.

متابعة مستمرة..

من جهته أشاد مدير عام الأراضي بالجامعة الأستاذ محمد عيسى بجهود رئيس الجامعة الدكتور طالب النهاري وحرصه الشديد على حماية وحفظ أراضي الدولة وممتلكات الجامعة من الإعتداء والسرقة، ومن قبلها جهوده المتمثلة بنقل مقلب القمامة الى خارج سور الجامعة بعد ان ظل لفترة طويلة داخل الحرم الجامعي، بالإضافة الى انشاء دائرة الإستثمار لاستصلاح الأراضي الزراعية واستثمارها، مؤكدا على ان كل تلك المحاولات من قبل لصوص ونصابي الأراضي ستبوء بالفشل، كون الجامعة تعرف جيدا ما يسعى اليه هؤلاء من اعتداءتهم بهدف الحصول على تعويضات بغير وجه حق، معتبرا الإعتداء بأي شكل من الأشكال على أراضي وسور الجامعة انتهاكا خطيرا يعاقب عليه القانون والشرع ولا يجب السكوت عليه.

وضع قائم..

من جانبه أكد الأستاذ نواف المقدشي مدير عام الحرس الجامعي، والذي عمدت انا شخصيا على استفساره حول هذه الإعتداءات والخروقات من قبل المواطنين كون إدارته هي المعنية بذلك، مجيبا بالقول بأن ذلك الوضع كما هو الحال عليه قائما من قبل أن يستلم هو العمل قبل عامين ومن قبل ان يتولى ايضا الدكتور طالب النهاري قيادة الجامعة، معبرا عن أسفه لما وصل إليه الأمر ببعض المواطنين المستهترين، مفيدا بان موظفي ادارته كحراس مدنيين مهمتهم هي حراسة المباني فقط وما بها من مكاتب وتجهيزات كون عددهم لا يغطي المساحة الكاملة من السور والحرم الجامعي ولا يملكون أسلحة او نفقات تشغيلية لتلك المهمة.

طرق وممرات..

وحول الطريق الذي يعبر من خلاله المواطنين حاليا في وسط الحرم الشرقي من وإلى القرى المجاورة وحمام المشواف، اوضح "المقدشي" إلى ان الجامعة وفي وقت سابق حاولت سد تلك المنافذ ومنع الطريق الا أن أهالي  القرى المجاورة احرجوا السلطات المحلية في حينه والذين قاموا بدورهم بالضغط على قيادة الجامعة آنذاك بعدم سدها وترك المواطنيين يمروا منها حتى يتم شق طريق بديلة لهم، مطالبا بسرعة إنجاز الطريق التي كان قد تابع في شقها الأستاذ الدكتور طالب النهاري من جوار محطة النفط بمحاذاة السور من الجهة الشمالية للجانب الشرقي لتتمكن الجامعة من سد تلك المنافذ.

تركة ثقيلة..

في الحقيقة تواجه قيادة الجامعة وتلك الإدارات تركة ثقيلة في هذا الجانب، فهنالك ما يقارب الخمسين فتحة يكلف بناءها الملايين، وكذلك إزالة بعض ما احدثه المستحدثين من المواطنين وابرزهم ما تم ذكره آنفا وهو #النصيري الذي قام قبل حوالي عامين ونصف تقريبا ببناء منزل عشوائي داخل الحرم الجامعي والسكن فيه مدعيا الصرف له من مكتب الأملاك، والمدعو #ابوخلبه الذي قام قبل فترة وجيزة بالبناء الى عرض السور ولم يترك مجال او شارع بينه وبين سور الجامعة، بالإضافة الى وجود هناجر ومعدات لازالت تحتل مساحة كبيرة من حرم الجامعة بداخل السور الشرقي رغم إنذار التاجر المدعو #مرعي المرة تلو الآخرى ولازال قابعا في ذلك المكان منذ تم تسوير الأرض مع عدم وجود اي مبرر إطلاقا يسمح له البقاء والمكوث فيها دقيقة واحدة.

اجراءات أولية..

رغم النزول المباشر لرئيس الجامعة الى تلك الأماكن وتعقبه لكل المخالفات، الا أن الإجراءات لازلت بطيئة نحو ما يكفل سرعة إعادة ترميم السور لسد تلك الفتحات وازالة المنزل المستحدث بداخل الحرم الجامعي رغم افادة نائب مدير أمن الجامعة الملازم أحمد المهدي بقوله الى ان النزول الميداني المكثف لرئيس الجامعة واللجنة المكلفة بهذا الشأن، نتج عنه ضبط العديد من المواطنين وعقال الحارات الذين التزموا بدورهم يإعادة ما احدثوه في السور من خراب وبناء وسد الفتحات عقب عيد الفطر المبارك حسب التزاماتهم الموثقة لديه بالملف، ومع هذا لازلنا نأمل من إدارة أمن الجامعة والإدارات المختصة المزيد ثم المزيد لحتى إعادة السور على ما كان عليه وصيانته وحراسته على الدوام.

عدوان مستمر..

ورغم ما سمعناه من المعنيين انفسهم واطلعنا عليه بأنفسنا اثناء نزولنا الميداني برفقة رئيس الجامعة واللجنة المكلفة الا اننا نؤكد على استمرار الإعتداء على سور الجامعة وحرمها الشرقي طالما ولازالت تلك الفتحات لم تسد، والطريق مفتوحة، والمواطنين يسرحون ويمرحون في أرض الجامعة، والمنزل المستحدث لم يزال ولو ازيل سوره مؤخرا فلازال البناء قائما، ويتطلب ذلك تدخل الجهات المختصة لدعم جهود قيادة الجامعة لإزالة الإعتداء وصيانة الحرم الجامعي وترميمه، وشق الطريق الدائري على سور الجامعة لتقي السور من البناء عليه من قبل المواطنين، وتسهل انتقال ومرور أهالي القرى المجاورة.

واجب شرعي..

وحول رأي العلماء حول هذا الموضوع التقينا بالقاضي محمد علي دادية عضو جمعية علماء اليمن وحدثته بما بما جرى فذهل من هول الموقف وقال "إن التعرض للأملاك والمصالح العامة والإعتداء عليها هو اعتداء على الأمة وعلى كل المستفيدين من تلك المؤسسات، وذلك محرم شرعا وقانونا وعرفا.. ومانسمع من اعتداءات على أراضي جامعة ذمار وأسوارها هو اعتداء علينا جميعا وعلى أولادنا، بل أنه اعتداء على مستقبل أجيالنا، إنه اعتداء الجهل على العلم، والفوضى على النظام.. ويجب علينا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد أي اعتداء على اراضي الجامعة وممتلكاتها ودعم جهود قيادة الجامعة للحفاظ عليها، وهذا واجب شرعي ووطني"..

تكاتف الجميع..

واخيرا لا يسعنا الا ان نقول بأنه بات تكاتف الجميع أمر ضروري ومطلب واضح لوضع حد لكل تلك التدخلات السافرة والانتهاكات الخطيرة والأعمال اللامسؤولة بحق أهم مؤسسة أكاديمية وتعليمية بمحافظة ذمار تستقبل الجميع من أبناء المحافظات، لإيقاف الإعتداء عليها من قبل أناس لا يملكون ذرة من الحياء والخجل، وأخص بالذكر ضرورة تعاون وتكاتف المجتمع وقيادة السلطة المحلية ومكتب الأشغال والنيابة العامة والأجهزة الأمنية والرقابية والإدارات المختصة بهذا الشأن لإزالة المستحدث ووضع حد لكل تلك الإعتداءات.

حول الموقع

سام برس