سام برس / شمس الدين العوني
سهرة رائقة و ساحرة سحر المحتفى به الراحل توفيق بكار الذي شغل الناس بحلاوة كتاباته و حديثه و تعاطيه مع الآداب من شعر و سرديات و حتى الفنون و هنا لا بد من التوقف عن كاباته المخصوصة بشأن تجربة الفنان التشكيلي الكبير الراحل حاتم المكي..نعم توزعت عبقرية بكار الراحل بين تلوينات متعددة أدبية و فنية جمالية فضلا عن تقديم جيد الأعمال ضمن سلسلة "عيون المعاصرة " بدار الجنوب للنشر ..

في ليلة رمضانية مؤنسة بجمال المكان و نعني النادي الثقافي الطاهر الحداد و بإشراف وزير الشؤون الثقافية ودعم المندوبية الجهوية للثقافة بتونس و بالتعاون  مع جمعية سفراء المتوسط للتنمية والثقافة ..هذه الفسحة من الامتاع و المؤانسة كانت في سهرة الخميس 8 جوان حيث تحلت فضاءات و جدران النادي الثقافي الطاهر الحداد بعدد كبير من الصور و الوثائق بعنوان معرض حول المعلم الأمهر على عبارة ازرا باوند  و نعني سي توفيق بكار حيث ضم المعرض حيزا من النشاط و الحضور و الانتاجات و ما يشبه السيرة كما قدم الكاتب و الروائي حسن بن عثمان التظاهرة مشيرا الى أن بكار من صنف نادر من الجامعيين الذين واءموا بين ماهو أكاديمي و ماهو ثقافي ابداعي تشهده الساحة الثقافية التونسية و الساحة العربية  من ذلك الاهتمام بالفنون المسؤحية و السينمائية و التشكيلية الى جانب الأدب .

و في السهرة تداول عدد من الكتاب و الدكاترة على الكلمة مشيرين الى دور الراحل توفيق بكار في مسيرة الجامعة التونسية و الحركة الثقافية و قدراته النقدية و التحليلية و كان هناك كتيب عن الفقيد بكار صدر بالمناسبة و تم توزيعه على الحاضرين و هو بمثابة الوثيقة حول توفيق بكار و في مقدمته كلمة لوزير الثقافة تشير الى التظاهرة و محتواها التكريمي و دور الفقيد باعتباره . المرجع الأكاديمي و الأدبي و معلم الأجيال  ما يمثله ذلك من ذاكرة للبلاد وكانت كلمات و شهادات المتدخلين مهمة بالنظر الى خصوصية الجانب المعرفي و الأكاديمي و الأدبي للراحل  و تكلم عدد من الأدباء و الشعراء و الجامعيين من بينهم  جلول عزونة ورمزي بالرحومة وحمادي صمود ومحمود طرشونة والمنصف المزغني.

أذكر تلك اللقاءات الجميلة التي تشهدها بعض صباحات مقهى الكون " لونيفار " حيث يحلو الحديث بخصوص الكتب و النقد و الثقافة و الأدب و خاصة الشعر و كنت في هذا اللقاء الصباحي في سفر ممتع و ساحر بين الذاكرة و المعرفة و التاريخ من خلال حديث الراحل الجيلاني بالحاج يحيى و الجولات الأدبية الكلاسيكية خاصة في حديث الراحل الناقد أبي زيان السعدي و يمر الوقت قبل الذهاب الى نهج الدباغين و الرحلة مع الكتب القديمة و المجلات قبل العودة الى مقهى باريس و في هذه الأجواء يحل الدكتور توفيق بكار ب"الكاشكول " الطويل الأحمر و القفة بيده ليسلم و يجلس و تنطلق جولة أخرى رائقة من الحديث و السفر الأدبي و الثقافي لنتحدث عن الشعر و الشعراء و أشكره على المتعة التي لا تضاهى في كتابه عن الفنان الأمهر الراحل حاتم المكي و كنت شديد الاعجاب بكتابه هذا عن تجربة فنية تشكيلية تونسية بل عالمية جد مهمة ..بكار بلغته و نباهته الثقافية و الأدبية ترك فراغا بينا في الساحة التونسية و العربية فالعزاء لعائلته و طلبته الذين صاروا الآن من المميزين في ضروب النقد و الثقافة..و الشكر هنا لمنظمي الفعالية و للمندوبية و الجمعية المساهمة و لمعاوية المدير و فريد السعيداني الشاعر الجميل..فسحة رمضانية في ليلة من ليالي مدينة تونس الباذخة..

حول الموقع

سام برس