بقلم/ محمود كامل الكومى
فى رمضان تصفد الشياطين وتنهار .. وتضحى العبادة فى أمان... الصيام والقيام والقرآن والزكاة للسائل والمحروم تطهير للنفس من الرفث والفسوق , وتتجلى فى العشر الأواخر النفس البشريه تذوب فى الذات الألهيه وصفاتها العليه , ومن يرصد ليلة القدر قد طال السماء بيديه وصفا قلبه ورئتيه وحجز الجندول فى روان الجنان .. فصار العيد فرحة كبرى جزاءاً من رب الأنام .. ذلك من خاف مقام ربه , فغدى بين طياته الدين المعامله مدركا أن الله يتسامح فى حقه اِلا حق العباد .

فى عالمنا العربى بدى رمضان هذا العام وما سبقه من رمضان فى سنوات سابقه على هذا العام تتعدى ما اشتق منه هذا الإسم وهو "الرميضاء" الى نار وحرائق وقتل فى كثير من بلدان العرب والمسلمين مول سعيرها حكام الخليج خاصة من حولوا اسم بلاد الحج والحرمين (الحجاز) الى( السعوديه) تخليداً لذوات آلهم – دون الذات المحمديه – فغدت فى سلطانهم ,أو من تدحرج من جزيرة العرب الى نتوء فى الخليج سمى قطر والبحرين فتولى شئونها أمراء ومماليك على السمع والطاعه للصهيونية والأمبريالية متخذين من حاكم تركيا الأردوجانيه  والصهيونية رأس أفعى تنفث السموم الوهابية والعثمانية فى كل الحركات الأرهابية لتفتيت أمتنا العربية وتدمير دولها وحرق الأخضر واليابس على أرضها وقتل شعبها فى العراق وسوريا واليمن وليبيا بل وفى مصر ولبنان وتونس والجزائر ليراق دم الأبرياء هنا وهناك ويعلو صراخ الأطفال فى كل أيام رمضان ليأتى العيد على الثكالى والأطفال اليتامى ومن تشردوا من الديار وهُجروا الى عالم الأشرار ليتسأل كل الضحايا ..عيد,, بأى حال عدت ياعيد؟!.

عاد العيد وأيامه تدرك الرحيل .. ودم الأبرياء يسيل , وصراخ الأطفال يشق الفضاء , وعويل الثكالى فى الفضاء يتجدد صداه على مر الأيام ومازال ..,

فكل شىء ينذر بالسواد والظلام وتدبير الدسائس والمؤامرات لقتل النساء والأطفال والشيوخ وهلاك الدور , مابين واشنطن وتل أبيب وعواصم الناتو...... تدبير وأخراج وتوزيع لأدوار الكومبارس فى الرياض وعَمان وأنقره والدوحه من أجل حريق سوريا, ومحاولة تفتيتها عن طريق الأكراد.

فى رمضان أستجارت المنظمات الأنسانيه وطالبت بالأمتثال لتعاليم الله من جانب من يدعون أنهم خدام الحرمين الشريفين ليبتعدوا ولو قليلا فى الشهر الفضيل والعيد عن خدمة البيت الأبيض الأمريكى والكنيست الصهيونى , لكن طائرات التحالف السعودى أبت اِلا أن تقدم القرابين للآله الأمريكى والصهيونى مزيدا من القتل لشعبنا اليمنى والدمار لأرضه وشق صراخ الأطفال وعويل الثكالى من النساء عنان السماء فى ليلة القدر يستجير بالواحد القهار , من الحصار الظالم , خاصة وأن وباء الكوليرا يطيح بالملايين من الأطفال والشعب اليمنى الصامد.

عودنا الأستعمار أن يحول أفراح  أعيادنا الأسلاميه الى أحزان , فصدام أعدم أول ايام عيد الأضحى , وهاهو عيد الفطر المبارك هذا العام يهل علينا , بتوقيع السيسى ( ليلة العيد)ل صفقة تيران وصنافير المصريتان الى السعودية , بعد أن انتهكت احكام محاكم مجلس الدولة التى أكدت على مصريتهما , من قبل مجلس النواب المصرى فى رمضان ليضرب عرض الحائط باحكام القضاء متعدياًعلى أختصاصه وبذلك صار مُحلالا للحكومة فيما اصدرت من قرار بترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية بأعتبار تيران وصنافير سعوديتان ,لينسجم ذلك مع صعود محمد بن سلمان وليا للعهد فى المملكة السعودية , ليصير قرار السيسى هدية هذا المنصب المؤهل ملكا للسعودية , فيما انسجم ذلك مع ماسمى صفقة القرن التى قد تحول البحر الأحمر صهيونى بأمتياز-فإسرائيل المستفيد الأول من تسليم الجزيرتين للسعودية  لمايلى 1- فتسليم الجزيرتين يؤدى الى  توسيع «كامب ديفيد» بإدخال السعودية طرفا مباشرا فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بما يعنى اعترافها بالدولة العبرية تطبيعا أمنيا وعسكريا واستخباراتيا واقتصاديا دون أى التزام بحقوق الشعب الفلسطينى التسليم يفضى

2- كما يؤدى إلى ضرب أى استراتيجية مصرية فى البحر الأحمر مؤثرا على القدرات الدفاعية عن سيناء.
إذا ما نشبت مواجهات سلاح بالمستقبل، وهذه مسألة لا يمكن استبعادها، فإن الوضع الاستراتيجى يكون أكثر حرجا باعتبار مضيق «تيران» مياها دولية لا مصرية كما هو الحال الآن( على حد تعبير الكاتب عبدالله السناوى).
3-وفى الأخير يؤدى إلى إفساح المجال أمام إسرائيل للإقدام على مشروعات تهمش قناة.
 والنتيجه أن مضيق «تيران» الاستراتيجى ضاع، وأن إسرائيل تمكنت من السيطرة على البحر الأحمر، وأن القضية الفلسطينية بدى التأمر عليها فى شكله النهائى .

 في ليلة العيد: السيسي يصدق على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
لكن العجيب أن رمضان شهر القرآن والصفاء والنقاء شهد طبخة الجزيرتين سواء من البرلمان وهو ماكان متوقعاً من هذا الكيان وشخوصه وكأنها مختارة بالفعل لهذه الطبخة بالذات ,لكن يبقى الغريب أن يصدر  قرار رئيس المحكمة  الدستورية العليا بوقف تنفيذ أحكام تيران وصنافير – فى العشر الأواخر من رمضان-.
سلطة رئيس المحكمة فى وقف التنفيذ تكون فى حالة الإستعجال لوجود أضرار يتعذر تداركها . لكننا لانفهم ما هو وجه العجلة الذى يستدعى وقف تنفيذ حكم بطلان الاتفاقية .
العجلة فى وقف تنفيذ الاتفاقية التى يترتب عليها تسليم أرض مؤكدأنها مصرية  لآل سعود .
هل نحن متعجلون فى تسليم أرضنا للغير ؟!!ليكون ذلك كلمة السر الذى على اثرها
يصدق السيسى على أتفاقية تعين الحدود البحرية بين مصر والسعودية وبناء عليها تسلم تيران وصنافير لآل سعود فى ليلة عيد الفطر المبارك  .
ليضحى العيد حلقم فى حلوق شعب مصر , , وتتخطى المرارة التى يتجرعها الشعب مرارة أتفاقية السادات مع أسرائيل – التى رغم معارضتنا لها لأسبابها القوميه , الا انها لم تفرط فى أرض ,وان كانت تنقص من سيادتها , عكس قضية تيران وصنافير التى تحولها من مصريه الى غير ذلك , وتتجاوز المرارة نكسه 5 يونيو1967 التى أحتلت فيها اراضى عربية لكن القيادة الناصرية  لم تفرط فى أى شبر منها رغم كل العروض على عبد الناصر لأستعادة سيناء بدون الجولان وحقوق الشعب الفلسطينى , بل أن تلك النكسة دفعتنا الى نظرة شاملة وفاحصة وأمينه على جوانب علمنا , فكان الانتصار فى حرب الأستنزاف وما تبعه من نصر أكتوبر , عكس أتفاقية تيران وصنافير التى تنهى مصريتها بالكامل وتقطتعها من الخريطة المصرية , لن أقول للأبد , لكن الأمل موجود.

عيد بأى حال عدت ياعيد , لو كنا ندرى أن تيران وصنافير ستوقع نهايتها المآساوية الدرامية فى ليلة العيد , لأبتهلنا الى الله أن يؤجل العيد .
عيد بأى حال عدت ياعيد وصراخ الأطفال فى اليمن يشق عنان السماء , جراء التدمير الناتج عن الطيران السعودى والحصار الذى صنع وباء الكوليرا لشعبنا اليمنى ,دون أعتبار لقيم ولاعيد ولا رمضان .
عيد بأى حال عدت ياعيد وداعش والنصرة والأكراد مازال ينهش لحمنا الحى فى سوريا والعراق بتمويل سعودى قطرى صهيونى أمريكى فى تأمر لايبغى الا التفتيت وأراقة الدماء .
عيد بأى حال عدت ياعيد على شعبنا المصرى وفى أيامه ولياليه تستغل  السعودية أزمته الأقتصاديه لتجرده مع قيادته وحكومته حزءاً عزيزا من أرضه يسمى " تيران وصنافير .

ورغم المأساة الأغريقيه , ستعود ياعيد من جديد فى أعوامك القادمة , على شعبنا العربى بلسم  يضمدالجراح ويزيل الورم الخبيث ,ليقضى على  كل من باع وتأمر ودمر وأشعل النيران وكان سبباً فى عويل وصراخ الأطفال .
لحظتها سنفرح بالعيد .

كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس